وصلنى الى الايمئل الخاص هذة الرسالة وفيها :
في ذات اللحظة التي تشعر فيها بسعادة, قد يعتصر غيرك ألما
.. ذات يوم ذهبت بأبنائي إلى حديقة ما, وبجوارها يوجد ملعب لكرة القدم , ظل أطفالي يمرحون هنا وهناك .. عيني ترقبهم , وأنا في غاية السعادة , فحياتي أصبحت أجيرها لخدمتهم وسعادتهم وذلك مصدر سعادة لكل أب .. يوجد في الحديقة الكثير من الأطفال مع أهلهم .. كان يلعب بعضهم في المراجيح وهي عبارة عن (كفرة سيارة) معلقة بسلاسل , وبعضهم في ( الزحليقة ) وبعضهم يتعلق هنا ويقفز هناك ويجري في كل الجهات .. وهكذا .. وبينما يتمرجح ثلاثة من الأطفال وهم فرحين وتتعالى صيحاتهم كلما ارتفعوا أو انخفضوا إذ بطفل صغير يمر بجوارهم فاصطدمت به الكفرة فوقع على الأرض ..
انطلق الحاضرون سراعا باتجاه الطفل , فوجدوا أنه قد أغمي عليه .. حمله والده .. ضمه إلى صدره .. الناس تنضح الماء على وجه الطفل .. تنبهت النساء لما حدث فانطلقت أم الطفل مسرعة باتجاه الرجال وهي تصرخ : ولدي ولدي ولدي , وظلت تردد ذلك كثيرا , وأثناء صراخها سجل أحد الفريقين هدفا في الملعب المجاور وتعالى صياحهم : قوووول .... فأصبحت مذهولا.. فما أسمعه هو : .. قووول ولدي ولدي ي ي ي .. قوول قول ولدي ...
هذه الصورة لم تفارق خيالي .. فكم هي عظيمة نعم الله علينا ونحن نعيش بخير وفي ستر وعافية دون أن نشعر بعظم ما نحن فيه , ودون أن نستشعر أو نتذكر آخرين يعانون .. الجوع .. الخوف .. المرض .. الذل ..الهوان .. القتل ....
أخبرت أحد الأخوة بالقصة السابقة فدخل لطلابه بعد يوم من ذلك فقال لهم :
عندما كنت في الثانوي كان لدي الكثير من الأصدقاء , و بمجرد افتراقنا للدراسة في الجامعات والكليات العسكرية لم نعد نسأل أو نتصل ببعضنا , لكن أحيانا تفرض ظروف العمل في مكان واحد أو مدينة واحدة أن تستمر مع بعض من تعرف , وقد افترقنا لأن صداقتنا منذ البداية لم تكن في الله تعالى, بل جمعنا الضحك واللعب واللهو فقط , ولهذا أحذرك من صديقك الذي ليست مودتكما في الله بل لأمر دنيوي ..
احذر عدوك مرة ... واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق ... فكان أعلم بالمضرة
مرت الأيام وبقي معي أحد الأصحاب المولعين بالحفلات , فهو لا يكاد يسمع بحفلة حتى يشد إليها الرحال وانتم تعلمون أن الرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة ؟؟ وفي ذات ليلة وهو في إحدى( الحفلات )اتصل به أحد أفراد القرية ليخبره أن عمه ( أخو والده ) قد وقع عليه حادث و تم تنويمه في المستشفى ؟؟
فماذا تتوقعون أنه صنع ؟؟
أجاب بعض الطلاب : ليس أمامه إلا أن يدع الحفلة ويسافر مباشرة إلى عمه ؟
قال الأستاذ : بل لم يسافر وإنما أكمل (الحفلة) ليسافر الصباح , وهذا ما أغاظني ,... ولأن علاقتي به رائعة فسأخبره أني أخبرتكم خبره ,وسأنقل له حرفيا ما تقولون عنه وعن أمثاله؟ فهات ما لديكم من أقوال لأوصلها له , وأرجو أن تعبروا بكل صدق وحرية ؟؟
أخذ المعلم القلم ليسجل ما سيقوله الطلاب لهذا الصديق ؟؟ فقال أحدهم : أخبره أنه أهبل ؟؟ فكتب المعلم على السبورة : أهبل.. ثم بدأ يدون عبارات الطلاب فكان من تلك الألفاظ :
أهبل - زاحف – مجنون – الله يعوض أهلك خير ....
بعد أن جمع المعلم هذه العبارات البذيئة من طلابه , وظنوا أنه ناقلها إلى صاحبه , قال : جزاكم الله خيرا , وستصله العبارات عاجلا لكن : ليلة البارحة كانت المباراة بين أي من الأندية ؟؟ فتسابق الطلاب ليقولوا بين كذا وكذا فقد كانت مباراة هامة جدا في تلك الليلة ( ليلة سقوط بغداد )؟؟ فبارك المعلم لمشجعي الفريق الفائز , وبين لهم أن هناك الكثير ممن خرج للتفحيط بمناسبة هذا الفوز ؟ وان الكثير تسمر أمام شاشات لمتابعة هذه المباراة ( الحفلة ) .. .
ثم سألهم : ليلة البارحة حدث حدثا محزنا , ما هو ؟؟؟
.. لم يجب الطلاب ؟؟
عندها قال المعلم : صاحبي الذي أخبرتكم خبره إنما هو قصة قمت ( بفبركتها ) لأرى ماذا تقولون له عندما ظل يلعب تاركا عمه في المستشفى , وإنما قصدتكم أنتم , فأنتم أصحابي , ولهذا أقول لكل من ظل يلعب ويرقص ولم يأبه لسقوط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية , ولم تؤثر فيه دماء إخوانه المسلمين في العراق أقول له ما قلتم أنتم , فلا تلوموني فهو اعترافكم ورأيكم وكلامكم , وأظنكم سترضون لأنفسكم ما وصفتم به غيركم حال انطباقه عليكم ؟ ثم جال المعلم بنظره في أرجاء الفصل مؤشرا بأصبعه إليهم قائلا : أقول لك يا من كان هذا حاله أنت : زاحف – أهبل – الله يعوض أهلك خير – مجنون - ........
ثم عرض عليهم بعض صور القتلى في العراق وبخاصة من الأطفال ..... اطرق الطلاب رؤوسهم إلى الأرض حياء من المعلم ومن أنفسهم ...
هذه الصورة الثنائية , صورة الفرح لقوم والحزن لآخرين في اللحظة ذاتها ,أيضا تكررت في الحوار الوطني ( نحن والآخر ) فبينما نجد أن أعداءنا يذبحون أخواننا ويتطاولون على ديننا وعلى رسولنا بل وعلى ربنا سبحانه وتعالى , لازالت فئة تتحدث عن ( الآخر ) لتلتمس له الأعذار, بل وتطالب أن يُفتح المجال لنا لنلعب ونضحك وندع نساءنا يسقن السيارات فذلك من معالم الوطنية الحقة,, وفي ذات الحوار هناك فئة أخرى تبكي دما على وضع المسلمين وحالهم, وترجو الخير ونصرة الدين وعزة المسلمين , لكن أصواتهم يتم تغييبها ليرتفع النشاز فقط ,, لأننا لا نود أن نسمع إلا الضحك .. ما يحدث في الحوار الوطني هو بداية الشتات وإن زعم آخرين غير ذلك , فهل يُعقل أن تُترك الفرصة لمن يتطاول على العلماء ويسخر بهم ويتعدى حرمات الدين ليتحدث بيننا ونحن نسمعه وندع الآخرين يصفقون له, ثم نقول هو حوار ؟؟ أي عقل يقبل هذا الحوار , بل هو النفاق إن لم يكن الكفر , لكننا سوغناه باسم الحوار ثم أضفنا عليه الحِل بإضافة( الوطني ), حتى لا يحتج محتج بـ ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ) ... لكني وصلت إلى قناعة إن كل مشروع يُتعمد أن يُلصق به اسم الوطن , سيفشل ولاشك , انظروا دجاج (الوطنية) الذي قيل انه غير صالح للاستهلاك الآدمي, ولهذا مُنع من التصدير لبعض دول الخليج , انظروا لصحيفة (الوطن ) تثير الفتن , وتتطاول على العلماء , وتنشر الفساد , انظروا للحوار ( الوطني ) انظروا للسياحة ( الوطنية )... عندما لا يكون العمل لله , سنفشل حتما ,, ويكفي كل ذي لب أن يرى أننا نتطرق للحوار عن ( الآخر ) في ذات الوقت الذي يتبولون فيه على القرآن الكريم ويمسحون به مؤخراتهم , ويطأونه بأرجلهم.. نتحاور مع الآخر وهو يقتلنا, ومع ذلك نحن الإرهابيين ومناهجنا تدعم الإرهاب , بينما هم بلاد السلام والتسامح والديمقراطية , ولا نامت أعين الجبناء ؟؟
وكما أن هذه الثنائية ( ضحك – بكاء ) تكررت في الحوار الوطني فقد تكررت في اكتتاب شركة ( ينساب ) , التي أفتى أكثر العلماء بحرمة الاكتتاب فيها , ففرح (الضاحكون ) وواصلوا حشودهم على أبواب البنوك ليكتتبوا , بينما ظل البعض تخنقه عبرته , فهناك الكثير ممن هو عاطل عن العمل أو أحواله المادية سيئة ويود تحسينها , لكن الشركة كما غيب الإعلام صوت العقلاء غيبت هي أيضا الشرفاء , وبعد أن تتم عملية الاكتتاب ويبدأ البيع وتداول الأسهم تقوم الشركة بتنقية أصولها وتعديل معاملاتها وفق الشريعة , فتصدر الفتاوى أنها حلالا زلالا ؟ فيضحك عند ذلك المنافقون قائلين : ألم نقل لكم أن ( المطاوعة مالهم كلمة) وأن الشركة حلالٌ حلال ؟؟ فيبدأ الضعفاء الشرفاء من الصالحين ليشتروا السهم بالمئات بعد أن كان بالعشرات .. وبذلك يتم تشويه صورة العلماء , وتُيسر أمور المتهافتين على الحرام وتُعسر أمور الشرفاء .. إنه الزمن الذي يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء ..
وتستمر مأساة ال.. ضحك والبكاء .. لكن ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم ) ؟
.. هؤلاء الضاحكون ..
.. نسوا :
أن من ارتكب الذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي ؟؟
.. ونسوا :
.. أن العاقبة للمتقين