سأل أحدهم سؤالاً يرجو له جواب
أين يا إخوة أجد الصِّحاب
فأجابه مُجيب ...
صاحبك من اجتمعت فيه هذه الصفات
إن عَثَرتَ عليه فَتَمَسَّك بِهِ ...قَد قَلَّ في زماننا صدق الصِّحاب
ابحث عن صديق صدوق صادق في وعده لك منصفا
وفي محبته لك لله مخلصا ...
لا يَمَلُّكَ عن قُرب ولا يَجفوكَ عن بُعد
يُحبك يَحميك يَرعاك ... لا يخون عهداً قطعه وإياك
في العيش سويا رغم ما تواجهونه من صِعاب
حنوناً طيباً ...
مؤثراً إياك على نفسه دون مَنٍّ ولا انتظارٍ لِدَفعِ حِساب
ناصِحاً مشفقاً ... بطيب الكلام لكَ مُخاطبا
لا مُداهناً ولا منافقاً ... ولا فَظًّا ولا غليظاً
رفيقا رحيما رقيقا ....
يُحب لكَ ما يُحبُّ لِنفسِهِ من خير ... هكذا جاء في السنة في وصف الخِلاَّن
وهذا يا أخي مختصر في وصف الصِّحاب ....
تَنَهَّدَ قلبي تَنهيدةً مَزَّقَتْ أعماق الفؤاد
صرختُ آآآه يا ربي ... أين لي بمثل هؤلاء الصِّحاب
ضحك آخر ضحكة خبث فجرت في قلبي بحراً من الآهات
قال : هيهات يا مسكين أن تظن أن في ذا الزمان مثل هؤلاء الصَِّحاب
فأكثرهم غرقى بين أهواء وتعصب لأحزاب ...
فمن أعطيته ما لديك من دنيا ومال كان خادماً لك كخدم السلطان
وإن افتقرت فَرَّ منك تاركا إياك دون سؤال ولا جواب
ومنهم من قال يوما أنه يُحبك !! ولكن بشرط أن يراك مطيعاً مجيباً له في كل حال
حقٌّ أو باطل ... المهم كُن مَعَهُ يرضى عنك وإلا ... فأنت عنده من أشد الأعداء
ومنهم ومنهم ومنهم ..................
صمت ذاكَ قليلا ثم قال :
ولكن ... هناك أصحاب ... هم حقاً أصحاب
التفتُّ بقلبي وجوارحي أسأله أين هم أخبرني .........
ضحك مرة ثانية باستهزاءٍ وقال : أحقا تريد الصِّحاب ؟!!!
فقلت : وهل تراني أبكي إلا من فقد الصِّحاب
فقال : انظر لأول الجواب تعرف من هم الأصحاب
فقلت : نعم ولكن أين أجد هؤلاء الأحباب
قال : ابحث وابحث فمن بين ألف قد لا تجد إلا واحدا
فقلت وكيف لي بمثل ذا الصاحب ألقى
فقال انظر ما وصف به الرسول وأوصى
من سمات الصِّحاب والخلاَّن
فاجتهد في البحث واسعى
حتى تصل لما به قلبك يرضى
من عَمَّر قلبه بحب الله والمصطفى
من اتبع بحق هدي المصطفى
وتزين قولا وفعلا بأخلاق الإسلام فذاك خِلٌّ يستحق منك كل الوفاء
.... وإلا فقل سلاماً يا دنيا فقد ضاع في حبك صدق الإخاء