مؤتمر لندن.. وتأجيل العام الدراسي
كتب:نبيل العوضي
يقيم الملحق الثقافي في السفارة الكويتية بلندن معرضا ومؤتمرا كبيرا في العاصمة البريطانية (لندن)، الهدف منه ابراز الجانب الانساني للكويت في جميع دول العالم، فالكويت بحكومتها ومؤسساتها الاهلية لها يد بيضاء في الكثير من الدول وخاصة الفقيرة منها، ومع هذا فالاعلام لم يبرز هذا الجانب المضيء في الكويت حكومة وشعبا.
سيبدأ المؤتمر وافتتاح المعرض المصاحب له غدا الجمعة وسيستمر الى يوم الاحد، والدعوة عامة لمن احب الحضور، فهذا العمل الكبير تم الاستعداد له منذ فترة طويلة من خلال فريق عمل متكامل فيه كفاءات وطنية على رأسها المستشار في الملحق الثقافي الدكتور (بندر الرقاص) والملحق الثقافي الدكتور (فايز الظفيري) وناصر الهاجري وغيرهم من العاملين في الملحق الثقافي.
هذا العمل اظنه مهما خصوصا هذه الايام التي صَور الاعلام الغربي فيه المسلمين بالارهاب وعدم الاهتمام بقضايا الانسان وحقوقه، وهذه من اهم الاعمال التي تقوم بها الملحقيات الثقافية في السفارات لابراز الوجه الحضاري للدولة، والا كان دورها ناقصا.
ادعو المهتمين الموجودين في بريطانيا خلال هذه الفترة الى زيارة المعرض والاستفادة من المؤتمر جزى الله القائمين عليه خير الجزاء.
***
لم استغرب ان ترفض الحكومة تأجيل الدراسة الى ما بعد رمضان، فحكومتنا (الرشيدة) تتفنن في البحث عن اسباب شقاء الشعب، وقد تكون الاولى بامتياز في تاريخ حكومات الكويت عندنا.
هناك عدة احتمالات لاسباب الرفض، فقد تكون حكومتنا الرشيدة لا ترى أي فرق بين رمضان وغيره من الشهور خصوصا العشر الاواخر من رمضان، وقد تكون الحكومة الرشيدة تظن ان الدراسة اولى من صيام النهار وقيام ليلة القدر!! وقد تكون الحكومة الرشيدة ترى ان الدراسة عبادة وهي اولى من قيام العشر الاواخر من رمضان، اما رأس السنة الميلادية فنعوذ بالله ان يكون عمل الحكومة عبادة، لأن رأس السنة الميلادية اهم من ليلة القدر عند حكومتنا الرشيدة..!!
اما اذا ادعت الحكومة ان تأجيل الدراسة لمدة اسبوعين سيؤثر على العملية التعليمية والتربوية فهذه كارثة من الكوارث، لأن الامر لا يعدو كونه ازاحة للايام وليس اختصارا لها، ثم أي عملية تربوية تزعمها الحكومة وقد بدأ الطلاب دوامهم وعامهم الدراسي في اهم ايام السنة عبادة وصياما وقياما واشدها صعوبة؟!! وانا اتحدى أي مسؤول تربوي ومستشار يبين لي الآثار السلبية لازاحة العام الدراسي لمدة اسبوعين.. لكنها حكومة (رشيدة) ولا حول ولا قوة الا بالله.
والمصيبة الكبرى هي تأجيل اصدار قرار الرفض لمدة طويلة وكأن الحكومة كانت تضع خطة ثلاثينية للتعليم والتربية، فإذا كان قرار (خاطئ) مثل هذا يحتاج لمثل هذا الوقت فعن أي خطة خمسية ناهيك عن خمسينية تتحدث الحكومة؟!!
اما نوابنا (المحترمون) فهم لم يكونوا حريصين على قرار التأجيل ولهذا خرج منهم بصورة (توصية) وليس قرارا ملزما، ولو كانوا حريصين لالزموا الحكومة واستعجلوها ولكن يظهر انهم مشغولون بسفراتهم السياحية..!!
هل كان الاعضاء يحسنون الظن بالحكومة وهل كانوا يتوقعون انها سترضخ لتوصيتهم؟! خصوصا وانها في صالح الشعب!! لكن المهم عند نوابنا هو بداية عطلتهم وانتهاؤها بعد رمضان!! اما الطلاب والمدرسون واولياء الامور فلا عزاء لهم!!
نحن لا نستغرب من الحكومة فهي مبدعة في تعذيب المواطن لكننا نستغرب من النواب الذين يعرفون الحكومة جيدا وتركوا القرار لها، وكأنهم اعطوها فرصة تتمناها لضرب المواطن وتفريغ الهم فيه.
سيرسل بعض النواب تصريحاتهم النارية من شارع (شانزليزيه) أو من فندق (تشرشل) في (بيكر ستريت) أو من مصايف (زلمسي) فقط ليخدعوا المواطنين بأنهم فعلوا شيئا والحقيقة انهم لم يفعلوا الواجب عليهم، وتركوا الحكومة تزعجنا كعادتها في عباداتنا وشعائرنا وراحتنا! ويكفي ان يعلم نوابنا الكرام ان بعض المقالات الليبرالية في الجرائد اقوى تأثيرا في الحكومة من خمسين (شنبا) في المجلس!!
تاريخ النشر: الخميس 17/7/2008