هل يعدل اليمين سياسته المتشددة نحو الاعتدال ؟

[معلومات العضو ابومبارك الودعاني]

بفشل الغزو الأمريكي للعراق وتعثر الحرب المزعومة على الإرهاب، وبانفراط عقد التحالف الهش الذي حشدته الولايات المتحدة من الأوروبيين وحكام العرب والمسلمين بدءً باليمين الأوروبي المتشدد احد ركائز هذا التحالف و مساندته المطلقة لاحتلال أفغانستان والعراق لاحتواء وإخضاع دول المنطقة للأطماع الأمريكية دون تقدير للمصالح الوطنية الأوروبية التي لم يجن المواطن الأوروبي سوى عمليات انتقامية بشعة استهدفت الأبرياء في محطة الأنفاق بمدينتي مدريد ولندن و هددت الأمن والاستقرار والاقتصاد الأوروبي، وجعلت المواطن في رعب وخوف دائم، فكانت السبب المباشر وراء سقوط الحكومة (الأسبانية والإيطالية) وترنح الحكومة البريطانية وحالت دون وصول اليمين في فرنسا والنمسا إلى الحكم وتراجع أحزاب اليمين بهولندا والدنمارك وعدد من الدول الأوربية الأخرى...



لقد صعد اليمين المتشدد وحلفاؤه حملتهم العدائية ضد الإسلام بصورة علنية غير مسبوقة اثر أحداث 11 سبتمبر بعد إعلان الرئيس الأمريكي الحرب الصليبية، ومطالبة "برلسكوني" رئيس وزراء ايطاليا الأسبق المسلمين بالاعتراف بدونية ثقافتهم وإقرارهم بتفوق الحضارة الغربية، ثم محاضرة البابا المثيرة التي ربط فيها الإرهاب بالإسلام وصولا إلى زعيم حزب الحرية وعضو البرلمان الهولندي "خيرت فيلدرس" الذي اعتبر الوجود الإسلامي "تسونا مي" يضرب هولندا و أوروبا، و طالب المسلمين بالتخلي عن نصف القرآن لكي يستطيعوا العيش في هولندا، إلى أن وصل مؤخرا بمطالبته حظر تداول القرآن الكريم حتى في المساجد والدوائر الدينية ... كما تخلل نشر صحيفة دنمركية صورا كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سرت عدواها كالنار في الهشيم في عديد من الصحف الأوروبية التي فتحت الباب على مصراعيه من جديد لمزيد من الإهانات والاستفزازات مطلقة العنان للتحرش بالمسلمين و دينهم الذي هو محور حياتهم .. وأثارت هذه الحملات الإعلامية العنصرية التفرقة بين مكونات المجتمع الواحد ، في انتهاك خطير لقيم الديمقراطية الأوروبية العريقة التي تبشر شعوب عالم النامي بالحرية و العدالة والمساواة.



وفي هذه الظروف الدولية والإقليمية المتوترة بدأت أصوات عقلاء أوروبا و دراساتهم وكتاباتهم المحذرة من مخاطر هذا التحالف الأعمى تْْؤتي ثمارها بعدما تكشفت حقيقة سياسات وخطط اليمين المتشدد الذي اتخذ من برامجه الانتخابية معاداة الأجانب وخاصة المسلمين منهم، ودفع لاستصدار قوانين تحد من الحرية الشخصية للتغطية على تبعيَّته للأجندة الأمريكية و الإسرائيلية التي تسعى لتفردها العالمي منتهكة كل القيم والأعراف الدولية وليس بغريب أن تقرأ لكتاب و أكاديميين ومنظرين أوروبيين يصفون أمريكا بالأنانية لاستعمالها المفرط للقوة معتقدة بأن في القوة يكمن الحل لموضوع الإرهاب، في حين يرون في استخدامها للقوة سبباَ في انتشار العنف الطائفي والأمني في هذا البلد العربي المسلم بطريقة وحشية غير إنسانية ما انعكس سلبا على استقبال بوش باحتجاجات وانتقادات عند زيارته الأخيرة لأوروبا كما بين استطلاع للرأي شمل مجموع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية الخطر الأول على السلام العالمي.



إن سياسة التخويف من المسلمين في أوروبا تخدم المشروع الأمريكي الإسرائيلي والقوى التي تدور في فلكه، الذين أبدوا انزعاجهم من تنامي دور الأقلية المسلمة في الحياة السياسية والاقتصادية في عديد من الدول الأوروبية... فهل يستوعب اليمين المتأمرك الدرس و يراجع سياساته ويصحح أخطاءه؟.. ويغير من سياسة العداء ويقلع عن الخطاب التحريضي العنصري الذي يغذي العداوة والبغضاء بين الناس، ويذكي الصراعات الدينية والعرقية ويسخر إمكانياته وجهده في خدمة الوطن واستقراره، لأنه تبين من خلال كل هذه السنوات أن الأقلية المسلمة وفعالياتها تعمل سويا مع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني للحفاظ على امن البلاد والحد من الغلو والتطرف أيا كان مصدره، وينشدون العدل والمساواة دون تمييز أو تفريق بين البشر، فبانسجام الأقلية المسلمة بأوروبا المقدر عددها حوالي 40 مليون نسمة مع المجتمع الغربي وتمسكها بمنهج الاعتدال والتسامح مع الغير تدحض الدعاوى المغرضة الباطلة وتفوت على أعدائها فرصة عزلها و إقصائها من ساحة الفعل ..ويبقى محور اهتمامها و شغلها في قابل الأيام في استصدار قانون حول الاعتراف بالإسلام للمساواة مع المعتقدات والإديولجيات الأخرى وسن قوانين لا تبيح الإساءة إلى المقدسات تحت أي مبرر، حتى لا يبقى الإسلام و المسلمين عرضة في كل مناسبة للتشكيك في ولائهم لأوطانهم من طرف أحزاب وتيارات وشخصيات مرتهنة لأجندات خارجية...






منقوله

 

 

 

 

[معلومات العضو صاحب السمو]

الله يحفظ بلادنا من الارهاب والاشرار والحاقدين والحاسدين

والله يحفظ ولاة امرنا والله يطول عمر ابو متعب

 

 

 

 

[معلومات العضو ابومبارك الودعاني]

مشكور اخوي بن عكص الجعيدي على المرور
وتقبل تقديري واحترامي
اخوك ابومبارك الودعاني