انتقد الشيخ سلمان العودة وبشدة ظاهرة انتشار وامتداد التوجهات الشيعية داخل الإطار السني، واصفاً إياها بالأمر الذي لا يمكن السكوت عليه.
وقال المشرف العام على (مؤسسة الإسلام اليوم): " هناك انتشار كبير للمد الشيعي في بلاد الشام وسوريا على وجه الخصوص وفي عدد من بلاد العالم الإسلامي وأعتقد أن جزءاً من هذه الظاهرة يمكن أن نقول عنه أنه تشيع سياسي بمعنى أنه ولاء للحضور السياسي لإيران، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك آخرون يخلطون بين الجانب السياسي والجانب العقدي ".
جاء ذلك في جوابه على سؤال وجهه أحد المتصلين في برنامج (حجر الزاوية) حيث تحدث المتصل عن ملاحظته لانتشار التشيع في بلاد الشام بطرق ملتوية تستخدم الوسائل المادية لدعوة الناس لاعتناق المذهب الشيعي، مما أدى إلى انتشار الحسينيات، ومحاربة كل من يقف في طريقها.
لكن الشيخ سلمان العودة علق على ذلك مؤكداً أن هذه القضية خطيرة جداً ولها ما بعدها، مشدداً على أن أهل السنة هم الأغلبية المطلقة بشكل قطعي وصارخ جداً.
و قال: " إن الشعور بأن هناك تربص أو اختراق من قبل طرف ضد آخر، أوجد هذا التوتر في العلاقة بين السنة والشيعة".
وفي ذات السياق أكد الشيخ سلمان أن الخلاف مع الشيعة هو خلاف في الأصول، "فليس خلافنا معهم مثل خلاف المذاهب الفقهية كما بين المالكية والشافعية في الفروع ... بل هو خلاف أصولي، خلاف في مناهج التلقي، وخلاف مع موقفهم من الصحابة الذي ينطوي على كثير من المجافاة بل إن بعضهم يتعبد الله بسبهم والتنقص منهم، حتى من الشيخين الجليلين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما".
و يرى الشيخ العودة أن الفرق بين السنة والشيعة "كبير حتى مع المعتدلين منهم، فهناك فرق جوهري وأساسي، أما الغلاة فحدث ولا حرج، حين تسمع منهم القول بتحريف القرآن، أو خيانة الصديقة عائشة رضي الله عنها، وكلام فضيع عن الملأ الأول الفاضل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأضاف الشيخ سلمان: " نحن لا ندعو للتصادم بطبيعة الحال لا في العراق ولا في غيره، فالصدام ليس مقصداً بذاته حتى مع الكافر والمشرك، لكن لا بد أن يفهم بعضنا بعضاً، وندعو للحوار والتعايش".
و يرى العودة أن شرارة التوتر الأولى بين السنة والشيعة كانت من العراق، معتبراً أن التمدد الشيعي في الإطار السني هو "لعب بالنار و تهديد كبير جداً للحضور الإسلامي وللشيعة وللسنة أيضاً على حدٍ سواء".
وطالب الشيخ سلمان بمعالجة سياسية بالدرجة الأولى لهذه القضية، موجهاً رسالته إلى أصحاب القرار في إيران و العراق قائلاً :" يجب أن تدركوا المخاطر وأن النار تغلي تحت الرماد".