19-1-2009
حارث آل ملفي / كاتب سعودي (مجلة العصر )
يحيي فصائل المقاومة التي دأب على قمعها طوال الفترة السابقة!،
ما باله يحيي غزة التي كان أول المتآمرين على تدميرها؟
ما أقبح التلون، وما أشد قبحه إذا كان لا يمكن أن ينطلي
حتى على أشد الناس غباءً.
هل يظن محمود رضا عباس، أنه بخطابه الباهت في القمة العربية
سوف يُنسي الشارع الفلسطيني، وأهل غزة بالتحديد،
تورطه الإجرامي في الحرب على غزة؟، لقد طُويت ـ إلى حين ـ
جوانب من الأزمة، وخرجت المقاومة بالعديد من الانجازات،
لعل أقلها انحياز الشارع الإسلامي وأهل فلسطين إلى خيار المقاومة،
وكذلك افتضاح المتاجرين بالقضية والمتآمرين عليها،
ولقد جاء دور جني ثمار الصبر والجهاد والتضحيات،
ولكن كيف يمكن منع الطفيليين الانتهازيين من التسلق،
وتجيير تلك المكاسب لصالحهم؟
لقد رأينا الرئيس الفلسطيني (المنتهية ولايته) أثناء القمة،
عندما أعلن العاهل السعودي عن تبرعه بمبلغ مليار دولار،
وفي حركة تبدو لا إرادية، يدون ويعيد كتابة ما سمع في الأوراق التي أمامه!
(مليار دولار)! وكأنه يقول كيف السبيل للانقضاض عليها؟
إن على تلك الدول المانحة، المعروفة بالدعم المالي الكبير
للقضية الفلسطينية، إن كانت تريد مساعدة الشعب الفلسطيني،
وتريد أن تكفر عن بعض مواقفها الهزيلة المتأخرة،
أن تهتم بكيفية إيصال تلك المعونات إلى المتضررين من الحرب
بشكل مباشر،
لا أن تسلمها إلى عباس ليستعين بها على حرب أهل غزة من جديد،
وليوفر على إسرائيل مؤونة رواتبه ورواتب بقية أعضاء سلطته،
وذلك لأن أي دعم للسلطة الفلسطينية إنما هو دعم مباشر للاحتلال.
وعلى الشعوب العربية وبخاصة الشعب الفلسطيني،
ألا ينخدع بتلك الحيل البلاغية والعبارات الانتهازية،
التي بدأ عباس وغيره في إطلاقها،
فعباس ومبارك لم يكونا ولن يكونا داعمين للمقاومة،
وعباس ومبارك لم يكونا ولن يكونا باكين حقاً على الشهداء،
وإن حاولا التمسح بدمائهم الزكية.
لقد فرض صمود أهل غزة على العدو لصهيوني إيقاف العدوان
وليس اتصالات مبارك ومفاوضات عباس،
تماما كما فرض المجاهدون والمقاومون الفلسطينيون على إسرائيل
، وعبر 60 عاماً، أن تبقي على ما تبقى من فلسطين (الضفة والقطاع)
إلى هذا الوقت، ولولا ذلك ما ترأس عباس على اثنين من الفلسطينيين!
وأخيرا، فما أعظم كلام الله وما أدق تصويره لحال مثل هؤلاء الانتهازيين،
قال تعالى: (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتحٌ من الله قالوا ألم نكن
معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من
المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة).