قصة الرجل الذي خسف الله به الأرض لكبره.. - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-2008, 02:53 AM   #1
 
إحصائية العضو







طيف غير متصل

طيف is on a distinguished road


:e-e-5-: قصة الرجل الذي خسف الله به الأرض لكبره..





قصة الرجل الذي خسف الله به الأرض لكبره..





نصّ الحديث


عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خُسف به ، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة ) متفق عليه متفق عليه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه ، مرجّلٌ جمّته ، إذ خسف الله به ، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة ) رواه البخاري .

وفي إحدى روايات مسلم : ( إن رجلا ممن كان قبلكم يتبختر في حلة..) الحديث.



معاني المفردات



الخيلاء : الكبر والتعاظم

يتجلجل : هو الغوص في الأرض مع اضطرابٍ شديد أثناء الخسف ، والجلجلة هو الصوت الذي يصدر من الأرض أثناء ذلك

مرجل جمته : تمشيط الشعر ، والجمّة هي الشعر المتدلّي من الرأس إلى المنكبين

حلة : هما ثوبان أحدهما فوق الآخر ، وقيل : إزارٌ ورداء ، وهو الأشهر


تفاصيل القصّة


" للشرّ بابٌ ، والكِبر مفتاحه " مقولة لم تبعد عن الحقيقة ، فإن الإنسان إذا اتصف بمثل هذا الخلق الذميم حمله على فعل كل قبيح ، وأدّى به إلى التعالي والغرور ، ومنعه من قبول الحق واحترام أهله ، ونجد مصداق ذلك في تاريخ الأمم والدعوات ، فالمتكبّرون هم أول من يكذّب الأنبياء والمرسلين ، ويقف عائقاً أمام الإصلاح والمصلحين .

وبالنظر في أحوال المتكبّر ، فإنه يرى نفسه بعين الكمال ، وينظر إلى غيره بعين النقص والاحتقار ، قد اغترّ بما حباه الله من رفعة في النسب ، أو وفرة في المال ، أو مكانة في المجتمع ، أو زمرة من الأتباع ، ونسي أنها ألوان من متاع الدنيا الزائل : { والآخرة عند ربك للمتقين } ( الزخرف : ) .

ولو يعلم ذلك المتعالي في غروره ، المتطاول على بني جنسه ، عظم مقت الله له وغضبه عليه ، لكان رادعاً لنفسه ومهذّباً لأخلاقه ، فقد جاء الوعيد للمتكبّرين بأشنع العقوبات وأعظمها في الدنيا قبل الآخرة .

ونستعرض في الحديث الذي نتناوله صورة قاتمة لنهاية أحد المتكبّرين الذين يزخر بهم الواقع ، نفث الشيطان فيه معاني الكبر والخيلاء ، فإذا به يتعاظم في المجالس ويتعالى على الخلق ، ويختال في مشيته كأنّه ليس في الأرض غيره ، ويرى الناس من طرف عينه ، ما زاده من الله بُعداُ ، ومن خلقه بُغضاً .

وسنة الله جاريةٌ ألا يدع أحداً من المتكبّرين حتى يحطّم كبرياءه وغروره ويريه ضآلة نفسه ، فكان عقاب ذلك الرجل ، ففي أحد الأيام وهو يمشي متبختراً كعادته إذا بالأرض تخسف من تحت قدميه حتى تبتلعه ، ثم تبدأ حياته البرزخيّة التي يلقى فيها ألواناً من العذاب الأليم جزاء تطاوله وغطرسته .

أما الخزي الأكبر ، ففي يوم القيامة ، حين يحشره الله جلّ جلاله مع إخوانه من المتكبّرين كفرعون وهامان وأبي جهل ، فيكونون صغاراً كأمثال الذرّ يطؤهم الناس بأقدامهم ، كما قال المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس ، يعلوهم كل شيء من الصغار ، حتى يدخلوا سجناً في جهنم ، فتعلوهم النار ، ويسقون من طينة الخبال - عصارة أهل النار - ) رواه الترمذي .


وقفات مع القصّة


تضمّن هذا الحديث تنبيهاً وتحذيراً من الكبر والاستعلاء ، ولا عجب في ذلك ، فهو منبع الشرور ومجتمع الرذائل ، وكفى به قُبحاً أن يكون أوّل معصيةٍ عصي الله بها ، فإبليس لعنه الله استكبر عن السجود لآدم كما قال عزّ وجلّ : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين } ( البقرة : 34 ) .

والكِبر حجاب بين العبد وبين قبول الحقّ والعمل به ، مصروفٌ صاحبه عن الهدى والرشاد، فقد قال ربّنا في كتابه : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا } ( الأعراف : 146 ) .

والسرّ في ذلك أن الكبر إعطاءٌ للنفس منزلة تفوق ما تستحقّها ، ومنافاة لمعاني العبوديّة ، فإذا تكبّر العبد لم تطاوعه نفسه أبداً على الطاعة والانقياد للحقّ ، على الرغم من إقراره به ، ونجد مصداق ذلك في قوله تعالى : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } ( النمل : 14 ) .

وما أكثر الأحاديث النبويّة التي جاءت للتحذير من الكبر وبيان عقوبته ، منها قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) رواه مسلم ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( قال الله عز وجل الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ) رواه الترمذي ، بل صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أن المتكبّرين هم أكثر أهل النار : ( قالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ) متفق عليه .

على أن الكبر لا علاقة له بجمال المنظر والاهتمام بالهيئة ، وليس ذلك هو المقصود من تلك الصّفة ، إنما الإنكار على الذين تأخذهم العزّة بالإثم فيردّون الحقّ ، ويهضمون الناس ويحتقرونهم ، وقد ظنّ أحد الصحابة ذلك فقال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة " ، فبيّن له عليه الصلاة والسلام حقيقة الكبر والتعالي بقوله : ( إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم .

وفي الحديث إشارةٌ واضحةٌ إلى النهي عن جرّ الثياب لا سيّما إذا كانت مظهراً من مظاهر الاستكبار والغرور ، نفهم ذلك من قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث : ( ..يجر إزاره من الخيلاء ) .

وثمّة فوائد أخرى مستفادةٌ من الحديث ، منها بيان أن العقوبة قد تٌعجّل للبعض في الدنيا ، ومنها إثبات عذاب القبر وحياة البرزخ ، وحقيقة أن الجزاء من جنس العمل ، والإيماء إلى فضل التواضع والانكسار بين يدي الخالق سبحانه وتعالى .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2008, 03:24 AM   #2
 
إحصائية العضو








عبدالله الحافر الغييثي غير متصل

وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: لنشاطه الملحوظ ومشاركاته المميزه بالموقع
: 1

عبدالله الحافر الغييثي is on a distinguished road


افتراضي رد: قصة الرجل الذي خسف الله به الأرض لكبره..

الله يقينا وياكم من الكبر والخيلاء
ويجعلنا ممن يتواضع لله فيرفعه

كل الشكر اختي الفاضله طيف

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2008, 05:40 AM   #3
 
إحصائية العضو








مبارك الخييلي غير متصل

وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: لجهوده الجباره والمتميزه في خدمة موقع قبيلة الدواسر الرسمي
: 1

مبارك الخييلي is on a distinguished road


افتراضي رد: قصة الرجل الذي خسف الله به الأرض لكبره..

جزاك الله خير



وبارك الله فيك



تقبلي شكري والتقدير

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان الشاعر دخيل الله ابن محمد ابن دخيل الله الشكره رحمه الله سلطان بن دخيل الله :: قسم قصايد مدح وفخـر في الــدواسـر :: 60 17-08-2022 03:24 AM
اعملوا بها وثوابكم عند الله... محمد بن فهد الرجباني :: القسم الإسلامـــي :: 17 03-06-2013 09:37 PM
كيف تصبح من أفضل عباد الله يوم القيامه ؟؟ محمد مطلق آل بريك :: القسم الإسلامـــي :: 23 15-10-2010 03:09 PM
الإفتاء domokh :: القسم الإسلامـــي :: 6 29-08-2010 10:20 PM

 


الساعة الآن 11:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---