[SIZE="3"]
 |
|
 |
|
[ إيـاك نعبد وإياك نستعين ] ( فوائد )
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله اما بعد
السلام عليكم
انقل لكم هذه الكلمات الطيبات و التي فيها من الفائدة ما يغفل عنه الكثير منا و الله الموفق
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
قوله: (( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ))
هذا دعاء من العبد أن الله يعينه على ثلاثة أشياء: الذكر، والشكر، وحسن العبادة
لأن المؤمن لابد أن يجمع في عبادته : بين الذل لله عز وجل، والافتقار إليه، وعبوديته [ إياك نعبد وإياك نستعين ] (الفاتحة)
وأظن أننا لسنا في المرتبة الأولى في هذا المقام ، لأن الناس في هذا المقام أربعة أقسام :
منهم من : يعبد الله ويستعينه
ومنهم من : لا يعبد الله ولا يستعينه
ومنهم من : يغلب جانب الاستعانة
ومنهم من : يغلب جانب العبادة
وأعلى المراتب : الأولى ، أن تجمع بين العبادة والاستعانة .
ولننظر في حالنا الآن - وأنا أتكلم عن حالي - دائما نغلب جانب العبادة ، فتجد الإنسان يتوضأ وليس في نفسه شعور أن يستعين الله على وضوئه ، ويصلي وليس في نفسه شعور أن يستعين الله على الصلاة وأنه إن لم يعنه ما صلى .
وقلنا : الناس ينقسمون أربعة أقسام ، لكن الحقيقة أننا في غفلة عن هذا ، مع أن الاستعانة نفسها عبادة ، فإذا صليت - مثلاً - وشعرت أنك تصلي لكن بمعونة الله وأنه لولا معونة الله ما صليت، وأنك مفتقر إلى الله أن يعينك حتى تصلي وتتم الصلاة، حَصَّلْتَ عبادتين : الصلاة والاستعانة .
فأكثر عباد الله - فيما أظن الآن ، والعلم عند الله - أنهم يغلبون جانب العبادة ، فتراهم يغلبون جانب العبادة ، ويستعينون بالله في الشدائد ، فحينئذ يقول أحدهم : اللهم أعني ، لكن في حال الرخاء تكون الاستعانة بالله قليلة من أكثر الناس .
كما أن بعض الناس تجد عندهم تهاوناً في العبادات لكن عندهم استعانة بالله ، كل أمورهم يقولون : إن لم يُعِنَّا الله ما نفعل شيئًا ، حتى شراك نعالهم ما يصلحه إلا مستعينًا بالله ، هذا حسن من وجه لكنه ضعيف من وجه آخر.
ومن الناس من يعبد الله ويستعينه ، يجمع بين الأمرين ويعلم أنه عابد لله متوكل عليه ، ولهذا دائمًا يقرن الله تعالى بين العبادة والتوكل ، والتوكل هو : الاستعانة [ فاعبده وتوكل عليه ] (هود: 123) ، [ إياك نعبد وإياك نستعين ] ( الفاتحة ).
ومن الناس من لا يعبد الله ولا يستعينه - والعياذ بالله - وهؤلاء الملحــدون ، فهؤلاء لا يستعينون الله ولا يعبدون الله .
شرح الأصول من علم الأصول
ص 119 |
|
 |
|
 |
[/SIZE]