المهندس : احمد بن ابراهيم الجردان السلمان البدراني
بدأ تعليمه الأولي في جلاجل بمنطقة سدير حيث مسقط رأسه ثم واصله في المعهد الملكي المهني الثانوي بالرياض وواصل دراسته الجامعية والعليا في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على شهادتي ماجستير
أشترى إنتاجه الجيش الأمريكي ودول أخرى
قام مؤخرا بتوطين صناعته الألكترونية في المملكة العربية السعودية بالهندسة العكسية
وقد قامت جريدة الرياض بإجراء تحقيق مصور معه يوم الخميس 13/8/1429 هـ
وإليكم التحقيق بعد تصويب بعض الأخطاء الواردة فيه
تمكن ابن الوطن البار المهندس احمد بن إبراهيم الجردان، من تحقيق سبق علمي وتقني نادرين على مستوى الوطن، بتمكنه من توطين صناعة تقنية الالكترونيات باستخدام أسلوب الهندسة العكسية (Reverse Engineering)، بمحاكاة تصنيع الأجهزة الالكترونية بمختلف أنواعها وتطبيقاتها وإنتاج أجهزة مشابهة وتطوير إمكاناتها، وجعل استخدامها أكثر سهولة وأمانا، وتصميمها أكثر بساطة، وأداءها أكثر كفاءة.
وفي هذا التحقيق المصور، تستعرض الصفحة تجربة المهندس أحمد وصقله لقدراته الأكاديمية وتوظيفها في إنتاج تقني صار محط الأنظار وحظي بالطلب عليه في شتى أنحاء العالم وتأسيسه لمصنع لإنتاج الأجهزة الالكترونية بجهود ذاتية.
من جلاجل إلى البداية في المعهد الملكي
تبدأ حكاية المهندس أحمد مع الالكترونيات بعد إنهائه دراسته الأولية في مدينته جلاجل بمنطقة سدير، ثم التحاقه بالمعهد الملكي الثانوي الصناعي بالرياض، وتخرجه من قسم الراديو والتلفزيون عام 1396ه، ثم التحاقه للعمل فنيا للالكترونيات بقوات الأمن الخاصة بوزارة الداخلية.
الابتعاث إلى أمريكا ورحلة النجاح
حصل بعدها على بعثة دراسية لدراسة اللغة الانجليزية والبكالوريوس في الهندسة الالكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية وتخرجه من معهد فلوريدا للتقنية(Florida Institute of Technology - FIT) عام 1406ه حاصلا على درجة البكالوريوس في تخصصي الالكترونيات والحاسب الآلي كتخصص مزدوج (Double Major)، ثم العودة إلى الوطن ، وبعد عدة سنوات من العمل في المملكة، عاد المهندس أحمد لأمريكا - مرة أخرى - بهدف إكمال دراسة الماجستير في الجامعة نفسها وفي تخصص هندسة الحاسب الآلي.
رئيس مهندسين في شركة أمريكية
وأثناء دراسته للماجستير،أتيحت الفرصة للمهندس أحمد للعمل في شركة نايدا (NIDA) المتخصصة فى صناعة الأجهزة التعليمية في مجال التقنية الالكترونية كمهندس بأجر بسيط في البداية، وبعد سنتين من العمل مع الشركة تمت ترقيته إلى منصب رئيس المهندسين مع منحه صلاحيات اكبر في التصميم والتخطيط والإنتاج، قام خلالها بتصميم العديد من المنتجات، التي تمثل وحتى اليوم معظم ما تنتجه الشركة، كما ساهم في تحسين جودة إنتاج المنتجات مما مكن الشركة من تمديد فترة ضمانها للمنتجات من سنة إلى سنتين ثم إلى خمس سنوات، وتشمل هذه المنتجات تصميم وإنتاج الدوائر المتعددة و الاتصالات والألياف البصرية، وأنظمة التحكم، والمحركات الكهربائية.كما ساهم برفع الطاقة الإنتاجية من 1000وحدة إلى 5000وحدة سنويا دون زيادة في عدد العاملين ،بجعل تجميع وتركيب الوحدات أسهل، ويتم بيع 80% من منتجات الشركة داخل أمريكا نفسها لصالح الجيش الأمريكي والمدارس الفنية وشركة بوينغ للطيران التي كان يتم تصميم دوائر الكترونية خاصة بها تحت إشرافه، ومؤسسة البريد الاتحادي (US Post)، فيما يتم بيع بقية النسبة خارج أمريكا وخاصة في المملكة واستراليا لصالح القوات البحرية الاسترالية.
توريد منتجات الشركة
الأمريكية إلى المملكة
ويضيف المهندس احمد أنه أثناء عمله مع الشركة كان يتردد على الوطن بشكل منتظم للاطمئنان على الأهل، وتأسيس شركة توكيلات الجردان الدولية بهدف توريد الأجهزة والأنظمة التدريبية في المملكة ومنها الحصول على توكيل استيراد منتجات الشركة الأمريكية، مما عزز من مبيعاتها في المملكة والعالم العربي، وكانت تراوده في كل زيارة للمملكة - والحديث للمهندس احمد - إنشاء مصنع للالكترونيات في الرياض بالتعاون مع أبن عمه عبد العزيز بن عبدالمحسن الجردان الذي كان يدير أعمال الشركة في المملكة.
العودة إلى الوطن
وتأسيس المصنع
وفى عام 1425ه، قرر المهندس احمد العودة إلى الوطن والاستقرار بشكل نهائي، وكانت مكاتب الشركة في وسط البلد، وفى بداية 1428هـ انتقلت الشركة إلى المقر الحالي الذي صمم على أحدث المواصفات العالمية، ويتم فيه إنتاج أحدث الأجهزة الالكترونية والطبية التدريبية، ومعامل اللغات والكلام الموحد
جولة داخل المصنع:
وفي جولة للصفحة داخل المصنع، تم التعرف فيها على خطوط الإنتاج، ومقابلة بعض العاملين في المصنع، وخاصة الشباب السعودي الذين فتحت لهم الشركة ذراعيها سواء في التدريب أو التوظيف، حيث يقول المهندس أحمد: إن الشركة قامت وتقوم بقبول المتدربين من الكليات و معاهد التعليم الفني وقد تم توظيف البعض منهم في خطوط الإنتاج، حيث لا يوجد سوى فني اجنبي واحد وبقية الفنيين هم من أبناء الوطن.
التقينا أولا بالشاب خالد بن محمد الجردان (ابن أخ المهندس أحمد) الحاصل على دبلوم الحاسب الآلي من الكلية التقنية بالرياض، ويقوم بتنفيذ الدوائر الالكترونية التي يقوم بتصميمها عمه - المهندس أحمد - باستخدام برنامج Eagles، وكذلك الحال مع أخيه بدر خريج الإنتاج الميكانيكي من الكلية التقنية بالرياض الذي يعمل في المصنع كفني لتجميع الأجزاء الميكانيكية والتأكد من مطابقتها لمتطلبات السلامة والأمان،وفي مكان آخر، التقينا بالشاب منذر عمر علي، خريج قسم التقنية الالكترونية بالكلية التقنية الذي أبدى سعادته بالعمل في تجميع وتركيب الأجهزة الالكترونية بالشركة ،كما التقينا بالشابين ثاني عبيد العنزي وعبد الله قايم العنزي من خريجي قسم الالكترونيات بالمعهد المهني الأول بالرياض اللذان يعملان في الشركة لأكثر من عام وبدوا سعيدين في تجميع الأجهزة الالكترونية.
وختاما
وفي الختام وجه المهندس أحمد الجردان شكره لكل من قام بتشجيعه للوصول إلى ما وصل إليه، وخاصة الدعم والتشجيع الذي لقيه هو والعاملون في الشركة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض خلال زيارة سموه الكريم لجناح الشركة في معرض الجهات المشاركة على هامش الملتقى التقني الذي ينظمه سنويا مجلس التعليم الفني والتدريب المهني بالرياض، كما قدم المهندس شكره للمسؤولين في الجهات التعليمية والتدريبية على ثقتهم في منتجات الشركة وإعطائها الفرصة لإثبات جودة منتجاتها مما مكنها من تطوير أعمالها.
بقي أن نقول إننا أمام نموذج متميز استطاع أن يحقق انجازاً نادراً لأمته بتمكنه من توطين صناعة الالكترونيات في المملكة باستخدام مواهبه وقدراته الشخصية، التي صقلها بالتعليم الجاد وتوظيف هذه المهارات لتحقيق هذا الانجاز الذي يجير لصالح الوطن. ويبقى السؤال قائما كيف نستطيع الاستفادة من تجربة هذا النموذج وتعميمها، حتى يمكن اللحاق بركب الدول المتقدمة وإنتاج التقنية بدلا من استهلاكها؟.
http://www.alriyadh.com/2008/08/14/article367241.html