صاحب السمو ينعى وفاة سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح ويأمر بإعلان الحداد الرسمي ثلاثة أيام وتعطيل الوزارات والجهات الحكومية وتنكيس الأعلام
الكويت.. تبكي سعدها
مساء أمس 13 مايو 2008، فاجأ الكويتيين خبر وفاة سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح، الذي وافاه الأجل المحتوم عن عمر يناهز الـ 80 عاماً، كان فيها علماً خفاقاً في البناء، وهامة مرفوعة في الصمود وبطلاً مغواراً في حرب تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغادر في 1990.
ونعى الديوان الأميري سمو الأمير الوالد في بيان أصدره أمس جاء فيه:
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم.
ينعى الديوان الاميري ببالغ الحزن والاسى الى الشعب الكويتي الوفي الامير الوالد حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي انتقل الى رحمة الله تعالى مساء امس، ولقد تحمل ـرحمه الله ـ مسؤولياته الوطنية منذ مطلع شبابه وحملها بكل امانة واخلاص وخدم وطنه واهله طيلة حياته.. وضحى من اجلهما فكسب المحبة والوفاء في قلوب مواطنيه جميعا.
وسيشيع جثمانه الثرى الكريم في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم (الاربعاء).
وأمر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بإعلان الحداد الرسمي ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام خلال هذه الفترة.
وذكر وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد في بيان صحافي أمس:
أصدر الديوان الاميري بيانا ينعى فيه حضرة صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله رحمة واسعة.
وفي هذه اللحظات الحزينة التي تفقد فيها الكويت ابنا من ابنائها ورجلا من رجالاتها المخلصين لا يسعنا الا ان نؤمن بقضاء الله وقدره.
وأضاف: «خدم حضرة صاحب السمو المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح..
خدم الكويت منذ مطلع شبابه فهو من الجيل الذي امضى حياته في خدمة الكويت وضحى بالكثير من اجلها.لقد ملأ حب الكويت قلبه وملأ الاخلاص فؤاده وكان هذا دافعا قويا ليخدم الكويت وشعبها وينهض بها الى مصاف الدول المتقدمة».
وزاد: «خدم المغفور له حضرة صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله في مطلع شبابه في الامن العام ثم في وزارة الداخلية ووزارة الدفاع.. وفي الثامن من فبراير لعام الف وتسعمائة وثمانية وسبعين ميلادية صدر الامر الاميري بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء.. وفي الثامن عشر من فبراير لنفس العام صدر الامر الاميري بتعيينه وليا للعهد».
وتابع الشيخ صباح الخالد: «في هذه المواقع كلها كان مثالا للتضحية والاخلاص فكسب القلوب واحبه شعب الكويت وكل شخص عرفه وعمل معه وكسب تقدير واحترام الشخصيات العربية والدولية فكانت له مكانة مرموقة في المجال العربي والاسلامي والدولي وشارك مشاركة فعالة في المؤتمرات العربية وكان له دور بارز فيها وكان مدافعا صلدا عن حق الكويت وقضاياها في كل المجالات.. رحم الله حضرة صاحب السمو الامير الوالد المغفور له الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمة واسعة وادخله جنات النعيم».
وقال: «بأمر من حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه يعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة ايام وتنكس الاعلام لمدة ثلاثة ايام وتغلق الدوائر الرسمية لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من الاربعاء التاسع من جمادى الاولى لعام 1429 هجرية الموافق الرابع عشر من مايو لعام 2008 ميلادية.. والحمد لله المتفرد بالبقاء».
وفي العاشرة من مساء أمس عقد مجلس الوزراء اجتماعاً أعلن فيه تعطيل الوزارات والجهات الحكومية ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم.
وأصدر المجلس بياناً أكد فيه ان «الكويت فقدت رمزاً من رموزها الوطنية البارزة الحاكم الرابع عشر لدولة الكويت سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الذي وافته المنية عن عمر يناهز الثمانين عاما بعد معاناة مريرة مع المرض وبعد رحلة طويلة من العطاء المخلص لوطنه وابناء شعبه الكريم.
واستذكر مجلس الوزراء «بكل الاعتزاز والتقدير الاعمال الجليلة والتضحيات الكبيرة المشهودة التي قدمها سموه طيلة حياته رحمه الله فقد كان لسموه دور ايجابي مميز في مداولات المجلس التأسيسي في صياغة دستور دولة الكويت كما كان لسموه دور لاينسى في تطوير المؤسسات الامنية بوزارتي الدفاع والداخلية ودعمهما بكافة الادوات للقيام بمهامها في الحفاظ على سيادة البلاد وتعزيز الامن والاستقرار فيها».
وأضاف: «كان سمو الامير الوالد عنصرا قويا لاخيه سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح طيب الله ثراهما الطاهر في النهوض بالبلاد في مختلف مجالات التنمية وميادينها اثناء تولي سموه رئاسة مجلس الوزراء على مايزيد عن 25 عاما بذل فيها اقصى الجهود والتضحيات من اجل خدمة الوطن والمواطنين».
وعبر مجلس الوزراء عن عظيم التقدير والعرفان للدور البطولي المميز الذي قام به سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله اثناء فترة الاحتلال العراقي البغيض لدولة الكويت حيث واصل سموه مع اخوانه المخلصين الليل بالنهار من اجل عودة الحق الكويتي واعلاء كلمة الكويت واستعادة حريتها وسيادتها وكرامة شعبها الابي الى جانب قيادة عملية اعادة بناء واعمار الكويت التي تمت في فترة قياسية كانت محل تقدير واعجاب العالم اجمع».
وأكد مجلس الوزراء أن «سمو الامير الوالد رحمه الله رجل دولة قدم الكثير لوطنه ولشعبه ولامته وكان رمزا للشجاعة والوفاء والاخلاص والخلق الرفيع وكان رمزا للعطاء والتضحية احب شعبه فاحبه شعبه رحم الله الفقيد الكبير برحمته الواسعة».
وتابع: «وازاء هذا المصاب الجلل يتقدم مجلس الوزراء بخالص التعزية والمواساة لمقام حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظهما الله ورعاهما ومن ال الصباح الكرام والشعب الكويتي الكريم سائلين المولى العلي القدير ان يتغمد فقيد الكويت سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح برحمته الواسعة ورضوانه مع الابرار والصالحين وان ينعم عليه بجناته وان يلهم اهل الكويت جميعا الصبر والسلوان، انا لله وانا اليه راجعون».
رحم الله حضرة صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الابرار والصديقين وحسن اولئك رفيقا..انا لله وانا اليه راجعون.
وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد متابعا لمباراة في كرة القدم مقامة على كأس سموه مساء امس عندما تلقى الخبر الحزين، فغادر الملعب فورا، والغيت المباراة.
وسمو الشيخ سعد العبدالله ولد في الكويت عام 1930 وهو الابن الاكبر لامير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم، وبدأ مسيرته التعليمية في المدرسة المباركية، والتحق بالشرطة في 1949، وكذلك التحق بكلية هاندن العسكرية في انجلترا في 1951 وتخرج فيها عام 1954 برتبة ضابط.
وابلى سمو الشيخ سعد العبدالله بلاء حسنا في ما اسند اليه في بداية حياته العملية، فاختير في تشكيل اول وزارة في تاريخ الكويت في 17 يناير 1962 وزيرا للداخلية، وصار بحكم منصبه عضوا في المجلس التأسيسي الذي تأسس في ديسمبر 1961، وافتتح في العشرين من يناير 1962.
واختير سموه ـرحمه اللهـ رئيسا لمجلس الوزراء في 1978، ثم نودي به وليا للعهد في 18 فبراير 1978، ليجمع بين ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء حتى الثالث عشر من يوليو 2003 حيث تولى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رئاسة الحكومة.
ويذكر لسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله دوره الكبير في حرب تحرير الكويت.. وكان منذ اول يوم من ايام الغزو شعلة نشاط، حشدت قوى الخير في مواجهة الغزاة ودحرهم.
واذا كان هذا فعل سمو الأمير الوالد -رحمه الله- في الحرب، فإن فعله في العملية التنموية كبير، اذ يشهد له عمله الكبير في تحديث المرافق العامة ورفع كفاءتها وزيادة الخدمات، والارتقاء بالتنمية، وتشجيع القطاع الخاص والحركة الاقتصادية.
ويرجع الى سموه الفضل في توجيه عناية فائقة الى نهضة الكويت العمرانية، اذ لم تؤثر الازمات الاقتصادية والحوادث الارهابية التي عانت منها الكويت خلال عقد الثمانينيات في مواصلته المضي بخطا ثابتة من اجل تقدم الكويت وازدهارها.
تاريخ النشر: الاربعاء 14/5/2008