تعرف على محافظة الشماسية
تقع الشماسية في المملكة العربية السعودية في شرق منطقة القصيم على مسافة حوالي 35 كيلومترا تقريباً من بريدة وهي تقع على خط عرض 23"19-26درجة شمالاً وخط طول 04"15-44درجة شرقاً وعند أخذنا بعين الاعتبار حدود إمارة الشماسية وتوابعها مثل الربيعية وأم حزم والنبقية وأم طليحة والمستوي فإن موقعها الفلكي يكون محصوراً بين خطوط عرض 00-26درجة و30-26درجة شمالاً وخطي طول 10-44درجةو33-44درجة شرقاً .
ويطلق على الشماسية كذلك إسم ( المدا ) وهوأسم لطيف يطلقه أهالي الشماسية على بلدتهم ويحبون أن ينادوا بهذا الاسم ، وهو مأخوذ من الإمتداد حيث أن الشماسية تأخذ شكل شريط يزيد عن سبعة عشر كيلو متر ا طولاً .
وقد استفادت الشماسية من هذا الموقع استفادة كبيرة ، فإن طريق الرياض - المجمعة - بريدة يمر بها ويخترقها من الجنوب إلى الشمال ، كما أن طريق الرياض - القصيم السريع يخترق إمارة الشماسية فيما بين أم سدرة ومزارع السويق ، وقد سهلت هذه الطرق من تحرك سكان الإمارة وساعدت المزارعين على نقل منتجاتهم بسرعة وسهولة إلى أسواق بريدة وعنيزة والزلفي والرياض والخليج العربي
محافظة الشماسية تنسب لمن؟
سؤال طرحناه على مراجع المختصين والمهتمين بالتاريخ فأجابتنا المراجع بهذا..
الشماسية تنسب إلى الشماس , وذلك لأن الذين عمروها قوم من أمراء الشماس وقد أسموها بالشماسية نسبة إليهم لكونهم من أهل الشماس ويوضح هذا خطأ الاعتقاد السائد بأن الشماسية عمرت بعد تدهور أمر بلد الشماس الذي انتهى أمره عام 1196هـ والدليل على ذلك أن حميدان الشويعر الذي عاش أول القرن الحادي عشر الهجري قد ذكر اسم الشماسية في إحدى قصائده بقوله:
أوعدة مع وقيان لك ناقه --- خليت في نفود الشماسية (2)
كما أن الهميلي بن سابق شيخ آل شماس من الوداعين الدواسر قتل غيلة في مزرعته الهميلية الوقعة بين العقدة الشمالية والهدامة بالشماسية "البلاد" عام 1156هـ
ومما نقل الشيخ محمد بن ناصر العبودي عن بعض أهالي الشماسية أنهم لما أرادوا عمارة الشماسية أرسلوا من يرتاد لهم مكاناً صالحاً للعمران فكان أول ما وقع عليه اختيارهم مكان بلدة الربيعية وكانت آنذاك روضة غير معمورة فوجدوها صالحة وعزموا على عمارتها إلا أنهم وجدوا أنها أضيق من أن تتحملهم وجيرانهم الذين افترضوا أنهم سينضمون إليهم في المستقبل فتركوها متجهين جنوباً منها فلما وصلوا إلى شمال الشماسية في المكان الذي يسمى الآن بالملاح نزلوا فيه وكان فيه أشجار ملتفة من الطلح والسدر وفيه صيد من الظباء وهو موقع حصين لأنه يحد من جهة الشرق بجبال ومن الغرب بكثبان رملية .
وأرسلوا رواداً منهم إلى جهة الجنوب علهم يجدون أنسب منه فذهبوا مع البطين حتى وصلوا إلى بقر ثم عادوا إلى قومهم مخبرين بأنهم لم يجدوا أحسن من المكان الذي نزلوا فيه ولما رأى جماعتهم من أهل الشماس ذلك المكان وافقوهم على رأيهم فأول ما عملوه أن حفروا آباراً اختبروا ماءها فوجدوه كافياً فاستقروا فيه وبنوا أول بناء في الشماسية وهو "الخربة" أ.هـ
ــــــــــــــــــــــ
وقد ذكر سليمان النقيدان في كتابه "من شعراء بريدة" ج 2, ص 256-260 عن الشماس وبناء الشماسية ما نصه "عرف أهالي بلدة الشماس بالقوة والشجاعة والبطولات الحربية ضد كل من يعترضهم أو يضادهم وقد بلغ عدد سكانه في مطلع القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين رقماً يفوق عدد سكان بريدة أغلبهم من الدواسر الوداعين وأخلاط آخرين .
وكان أول من أنشأه وعمره في القرن الثامن هم "آل شماس" فنسب إليهم وبسبب قربه من بريدة فقد ازدادت حدة المنافسة بين الفريقين على الزعامة والسلطة فأدت إلى صدامات عنيفة.
ولما أشرف القرن الثاني عشر على الانتهاء وباشر حجيلان بن حمد إمارة بريدة وهو من الأسرة العليانية أيضاً ويعد من أقوى وأبرز أمراء عصره في بلاد نجد فقد قام بإصلاحات وتغييرات شتى منها أنه قضى على جميع رؤوس الفتنة بزعامة سليمان الحجيلاني ثم انصرف لبناء حياة جديدة تحقق رخاء البلد وازدهاره كما أقام علاقات طيبة مع أمراء آل سعود في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز رحمهم الله .
ولا حقيقة أن شخصية حجيلان قد فرضت نفسها على القريب والبعيد فالقريب يكن له المحبة والولاء والتقدير والبعيد يخشى سطوته ويسعى إلى كسب رضاه ومدِ يد الصداقة له لأنه رجل عدل وأنصف بين أفراد رعيته وموفقاً في جميع طموحاته وتطلعاته.
فثارت ثائرة أهل الشماس ضد هذا الأمير الجديد الذي سرق الأضواء وانصرفت إليه الأنظار لأنهم يريدون أن يستمر الوضع في بريدة على ما كان عليه مع الأمراء السابقين خشية أن تقوى ويعلو شأنها فيمتد نفوذها إلى الشماس وقد استمرت المناوشات سجالاً بين الفريقين ...الأمر الذي تسبب في هجرة الكثيرين منهم إلى الشماسية فكانت ردود الفعل عند أهالي الشماس الذين لم يبرحوها تجاه هؤلاء المهاجرين غاضبة" أ.هـ
ويذكر سليمان النقيدان أن"الأقوال قد تضاربت في بداية عمران الشماسية فمنهم من يزعم أن أهل الشماس حين ضايقهم حجيلان في أواخر القرن الثاني عشر هاجروا إليها وكانت أرضاً فضاء تقع شرق بريدة تسمى الملاح فاختطوها وعمروها واشتقوا لها اسماً من اسم بلدتهم الشماس "الشماسية" وقد أبدى الشيخ العبودي في معجم بلاد القصيم ج3ص1272 شكوكه في هذا القول مشيراً إلى أن الشماسية كانت معمورة قبل ذلك التاريخ واستشهد في بيت من الشعر لحميدان الشويعر الذي عاش في أول القرن الثاني عشر جاء فيه ذكر الشماسية والذي يظهر لي أن عمران الشماسية كان متزامناً مع عمران بلدة الشماس وأن سكان البلدتين هما من آل شماس . أ.هـ
وقد انتهى أمر الشماس في عام 1196هـ والسبب في ذلك أن بعض المتمردين في القصيم اتصلوا بحاكم الأحساء سعدون بن عريعر يطلبون منه القدوم بقواته وقد أنجدهم وحاصر بريدة فترة تزيد عن أربعة أشهر وشن سعدون عدة غارات انتهت بالفشل ومصرع المهاجمين وبعث برؤوسهم إلى سعدون وتمكن أمير بريدة حجيلان بن حمد الرجل الهيبة والشجاع المقدام من الصمود وقتل الموالين لسعدون داخل البلدة وعلى رأسهم ابن عمه سليمان الحجيلان وعبدالله الحصين وبعد حصار دام خمسة أشهر ارتحل سعدون عن القصيم ولم يحصل على طائل وترك أتباعه الذين ليس باستطاعتهم مقاومة حجيلان بن حمد.
وبعد رحيل سعدون عن القصيم خرج حجيلان بن حمد منتصراً وارتفع شأنه بمالمنطقة وهاجم الشماس وهد سوره وأجلى أهله منه فمنهم من لحق بسعدون ثم واصلوا رحلتهم إلى العراق ولا يزالون هناك حتى الآن ومنهم من ارتحل إلى الشماسية ومنهم من دخل بريدة واستقر بها ومنهم من انتقل إلى الخبوب.
ويخطئ من يقول أن الشماسية عمرت بعد هدم الشماس على يد حجيلان بن حمد حيث يروي الذين يهتمون بالأخبار بأن الطعام يأتي إلى أهل الشماسية منذ بداية عمارة الشماسية والماء يجلب لهم من الشماس قبل حفر أول بئر ويقولون بأن الطعام لا يأتيهم إلا وجبة واحدة في اليوم والليلة ولم يكن انتقال أهل الشماس إلى الشماسية دفعة واحدة بل كانت على فترات ولكن آخرها بعد هدم الشماس على يد حجيلان بن حمد.
المصدر:
إقتباس من كتاب الشماسية من تأليف الدكتور عبدالله الوليعي