19-01-2008, 07:40 AM | #1 | ||
|
التربية أهم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية...
أكد الدكتور ابراهيم الخليفي استاذ علم النفس التربوي والمحاضر بجامعة الكويت والمشرف العام على التعليم الاهلي بدولة الكويت، ضرورة تصدي المجتمعات العربية لأهم وأبرز التحديات والمصاعب التي تواجهها في العصر الحالي والمتمثلة في التربية.. مشيراً الى ان التربية قضية تمس حياة كل المواطنين، ولا يمكن ان يقصر الاهتمام بها على الحكومات بل يجب ان يهتم بها القطاع الخاص وكل الاسر لان تربية وإعداد النشء أمانة ومسؤولية جماعية وقومية.. وذكر ان الاستثمار في الحقل التربوي هو الاكثر عائداً بالنفع والفائدة - حاضراً ومستقبلاً - على حد سواء.. وطالب «الجميع» بسرعة تنفيذ القرارات والتوصيات والخطط الهادفة الى ايجاد نقلة تطويرية «نوعية» و«فعلية» للتربية والتعليم، مؤكداً أن اولى خطوات التطوير تبدأ بتشجيع المتفوقين دراسيا للاتجاه والتخصص الجامعي - وما بعده - في ميدان التربية والتعليم وبتوفير الحوافز - المادية والمعنوية - للمربين والمعلمين. واشاد «الخليفي» بالجهود القطرية في المجال التربوي مشيراً الى التوسع في انشاء المدارس المستقلة وتطوير المناهج واعداد المعلمين والكوادر التربوية وتوفير البيئة والمناخ اللازمين لتعدد الجامعات والكليات «العالمية» وبدعم البحث العلمي، ملمحاً الى ان نتائج تلك الجهود بحاجة الى عنصري الوقت الكافي والتقييم والتقويم الدائمين.. وذكر ان ما لمسه من اهتمام ورعاية للتربية يدفعانه الى العمل الجدي لتكرار تجربته الناجحة في دولة الكويت بفتح مدرسة مستقلة في دولة قطر في أقرب فرصة ممكنة. جاءت هذه التأكيدات والاشادة في آخر ندوة من الندوات الفكرية الثقافية «الثرية» التي تعقد مساء كل احد «أسبوعيا» في مجلس الاستاذ سعد محمد الرميحي ويشارك فيها لفيف من المثقفين والاعلاميين. وبعد ان قدم صاحب المجلس الدكتور ابراهيم الخليفي للحاضرين مشيراً الى تجربته الغنية. مفاهيم.. ومسلمات في البداية قدم الدكتور الخليفي الشكر للاستاذ سعد الرميحي على دعوته، مشيراً الى اهمية التأكيد على ان تصبح التربية قضية مجتمعية في كل الدول العربية والاسلامية، باعتبارها أساس أي تطور أو تقدم منشود، لانها تربي الانسان وسيلة كل تنمية وغايتها، ولانها نواة توجيه سلوكه (الكلي) توجيهاً سليماً وقائماً على قواعد صحيحة، مطالباً بالاستفادة القصوى من تجارب الامم المتقدمة وبخاصة اليابان التي حققت تقدماً مادياً مذهلاً مع الحفاظ على اصالتها.. موضحاً ان العملية التربوية ليست مجرد تعليم معلومات وانما هي اولاً وبالدرجة الاولى عملية «تنمية بشرية» وتساءل كيف يمكن لنا ان نطمئن الى تنمية بشرية اذا افتقدنا «البوصلة الموجهة»؟ واذا افتقدنا بنية قيمنا العربية الاسلامية السوية؟! ومطالباً بالاستفادة من العلم وتقدمه التكنولوجي وما حدث من تغيرات ايجابية وبالحرص الرسمي والشعبي لتحقق التربية والتعليم الاهداف المرسومة. تطور مستمر وذكر الدكتور «الخليفي» ان التربية في تطور مستمر في كل العصور، وعبر مراحل التاريخ، ولذا كان لها اشكال متباينة، وتفاوتت اساليبها بين القسوة واللين، وقد تقدم التعليم العام بتنظيم المدارس واتباع مناهج ونظم مختلفة باختلاف الحضارات والثقافات الانسانية في مجتمعنا عديدة. وكان للاديان وبالذات الاسلام الدور الحاسم في اهداف التربية ومؤسساتها ومنشآتها ومناهجها واساليبها. واستعرض باقتضاب اشكال التربية الحديثة مؤكداً انها تتقدم على التعليم، وانها شاملة تسعى الى تكون الانسان كله في شتى جوانب شخصيته، وشدد على استناد التربية الى علم النفس وحاجة المعلم الى معرفة هذا العلم لانه يساعده على اداء عمله خاصة امداده بمعرفة الدوافع وطبيعة السلوك الانساني ودراسة مراحل الطفولة المختلفة واهم خصائصها لان الطفل محور التربية الاساسي، ولأن الطفولة غاية في ذاتها، ولكى تكون المدرسة اداة فعالة، ولتساعد فعلياً على تحقيق المفهوم الحديث المعروف بـ «الطفولة المبدعة» وما يترتب على ذلك من تشجيع على «الابتكار»، مشيراً الى الاهتمام العالمي بالطفل لافتا الى الدور الاساسي لاطراف العملية التربوية «الطالب والبيت والاسرة والمدرس والمدرسة». وأستعرض الدكتور الخليفي جانباً من خبراته الواسعة في الميدان التربوي في التدريس والقاء المحاضرات بجامعة الكويت والبرامج التليفزيونية وعمله كوكيل لوزارة التربية والتعليم، وذكر ما أمره به أمير دولة الكويت سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح «يرحمه الله» بأن يتولى أمر العناية بأولاد شهداء الكويت وكيف أنه وزملاؤه أستطاعوا ان يجعلوهم من المتفوقين دراسياً، وقال انه بعد ذلك استقال ليتفرغ للعمل الخاص وللتعليم الأهلي مشيراً إلى ان الاستثمار في الحقل التربوي هو الأكثر عائداً من الناحية المادة لان اقبال الناس على تعليم أبنائهم في المدارس الخاصة في تزايد دائم، ولأن حكومات الدول العربية باتت تقدم تسهيلات كبيرة للمدارس الخاصة وفي مقدمتها جمهورية مصر العربية، وقال ان ما لمسه في دولة قطر هو الذي يدفعه للتعجيل بفتح مدرسة خاصة هنا. وبعد أن شدد على ضرورة أن يتجه المتفوقون في الدراسة الثانوية إلى كليات التربية لا التسابق فقط على كليات الطب والهندسة نظراً لاهمية التربية القصوى لإعداد أجيال المستقبل، وأكد ان تشجيعهم على ارتيادها يجب أن يقترن بتقديم حوافز مادية وتغيير النظرة الاجتماعية للمعلم بحيث ينظر إليه بالتقدير والاحترام اللازمين، التي لا تقل عن النظرة للطبيب والمهندس، وقال انه من النادر أن يتجه المتفوقون خاصة من القسم العلمي إلى التخصص في التربية، لكنه فوجئ عندما كان وكيلاً لوزارة التربية والتعليم بوالد مقيم عربي متفوق علمياً «حاصل على ما فوق 95%» يطلب بأن يلتحق ابنه بكلية التربية، لكن طلبه رفض مما أدى إلى دخول الشاب «المتفوق» إلى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، فقد أصيب بالجنون لأنه «أحبط» ولم يحقق رغبته «التربوية»! طرفة! ولان الدكتور إبراهيم الخليفي محاضر يشد مستمعيه ويحظى باهتمام مريديه، فقد اثر ان يختتم حديثه بايراد طرفة حدثت له في قطر منذ زمن، وتحديداً في عام 1971م، حينها كان طالباً في المدرسة الثانوية، ولانه كان من المتفوقين الذين يحظو برعاية واهتمام خاصين من وزارة التربية والتعليم بالكويت والذين يقومون برحلات في دول مختلفة بينها دول المنطقة، فقد اختار هو أن يكون ضمن الوفد الطلابي الذي سيزور قطر والبحرين، وقد كان وبعد أن استمتع مع زملائه بزيارة البلاد ونعم بكرم الضيافة ونبل إخلاق القطريين وبعد أن ركب اعضاء الوفد الطلابي الطائرة الكويتية راجعين إلى ديارهم فوجئوا وهم في الطائرة بدخول شاب قطري يلبس نظارة سوداء يطلب من راكب اسمه «إبراهيم الخليفي» بالخروج من الطائرة! وهنا تصدى له رئيس الوفد قائلاً: كيف لطالب عمره 17 سنة أن يخرج ولا يعود لأهله مع الوفد؟! فأوضح القطري له: وانى له أن يغادر الدوحة دون أن يسلم على أولاد عمه ولا يزور أسرته؟! وبعد مناقشة تبين أن هذا القطري هو أحد ابناء قبيلة «الخليفي» وأنه يعمل موجهاً لحركة الطيران والطائرات ببرج مطار الدوحة، وعندما تقدمت للسلام على ابن العم والاعتذار له عن التقصير لم يقبل، وبعد محاولات عديدة وتدخل من رئيس وبعض افراد الوفد قبل على أن اتى للدوحة مرة اخرى. مداخلات واسئلة واكتسب حديث «الخليفي» المزيد من الأهمية والأبعاد بالمداخلات والاسئلة التي اعقبته، وبدأها الاستاذ سعد الرميحي الاعلامي المعروف الذي طلب من فضيلة الشيخ طايس الجميلي أن يعقب بتوضيح دور الأسرة في التربية على ضوء ما جاء في الشريعة الاسلامية، فقال فضيلته ان دور الاسرة ينطلق من تطبيقنا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...الخ»، مؤكدا على أهداف التربية في الاسلام المرتكز على ضرورة الاهتمام بكل ما فيه صلاح أمور الدين والدنيا. واضاف ان على الاسرة متابعة ابنائها بالاتصال بالمدرسة ومساعدة الابن على تنظيم وقته واداء واجباته الدينية والدراسية واعتماد الاسرة على مبدأ الثواب والعقاب وتشجيعه على مرافقة الصالحين والسلوك الحسن. واكد الدكتور محمد المسفر على أهمية تطوير التربية والتعليم في مختلف المراحل بدءاً من الروضة مروراً بالمدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية وانتهاء بالجامعة والاهتمام بالمدرس والاستاذ وبالمناهج وطرق ووسائل التدريس والمتابعة والتقويم. وأثار السيد مطر أحمد الكواري مراقب الأخبار باذاعة قطر اتجاه دول غربية متقدمة كالولايات المتحدة الامريكية في الآونة الأخيرة الى فصل البنين عن البنات في المدارس في حين ان بعض المدارس في دول عربية تتجه بل وعملت على «الاختلاط»؟. فرد الدكتور الخليفي بأن هذا الموضوع ليس الأهم بل والمهم هو فلسفة التربية التي يجب أن تقوم على وضع مناهج واساليب علمية عصرية واعداد معلمين قادرين على تربية وتعليم النشء حرية الرأي والجرأة والتفاعل، وقال إن المجتمع يتكون من الجنسين وعلى كل منهما احترام الآخر والالتزام بالخلق القويم والقيم الاسلامية، واضاف أن الانسان يجب أن يربى على الايجابية.. وذكر أن الاجانب الذين يفتحون مدارس يراعون هذه القيم بل إنهم قد عرضوا عليه شخصيا ان يكون شريكا لهم في فتح مدارس. وسأل كاتب السطور الدكتور ابراهيم الخليفي ما تعانيه المجتمعات العربية من مشكلة استمرار تدني مستوى الخريجين الجامعيين وضعف مستوى طلاب المدارس - من الجنسين - في مختلف مراحل التعليم، وتساءل هل جذور المشكلة المعضلة تكمن في المناهج وطرق التدريس أم في المعلمين أم في الطلاب وأسرهم؟. فأجاب: نعم المشكلة في كل عناصر العملية التربوية والحل قد اوضحته بحوث ودراسات علمية، يجب تفعيل قراراتها وتوصياتها وتنفيذها، ولن يتم ذلك الا باتخاذ قرارات حاسمة لكي يكون تعليمنا عصريا وسيادة العلم كمادة وطريقة تفكير وحياة والأخذ بالتكنولوجيا وتأصيل القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية، مشيراً إلى أن التفكير ليس بعملية فكرية محضة بل هو سياق ومحيط محكم من العواطف والانفعالات والأهواء ولذا يجب أن نشجع حرية التفكير والمخالفة وحق الاختيار مدعمين أوجه الاتفاق والتعارف والتشابه وباحثين عن تضييق اوجه الاختلاف ومحافظين على الحقوق وبالذات حقوق الطفل. واضاف كما ذكرت في حديثي يجب تشجيع المتفوقين مادياً ومعنوياً لكي يعطوا عطاء مثمراً وتطوير الطرق والمناهج ومعرفة الطلاب عن طريق تزود المعلمين بعلم النفس، وقال إن حل هذه المشكلة لا يقع على عاتق وزارات التربية والتعليم ولا الهيئات المماثلة بل على عاتق كل قطاعات المجتمع وعلى الأسر القيام بدورها وكذلك وسائل الاعلام، وطالب بضرورة الاهتمام بإعداد المعلمين إعداداً علمياً وتأهيلهم بالدورات التأهيلية ودورات الصقل وتزويدهم بكل جديد وخاصة من الناحية التكنولوجية.. وفي نهاية الندوة وعد الدكتور الخليفي الحاضرين بعودة قادمة وطرح موضوعات تربوية جديرة بمناقشاتهم واهتماماتهم الثرية.
|
||
|
19-01-2008, 11:28 AM | #2 | ||
|
رد: التربية أهم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية...
اخي العزيز الحضيري يعطيك الف عافيه على الموضوع المهم والمجهود المميز
|
||
|
19-01-2008, 02:07 PM | #3 | ||
|
رد: التربية أهم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية...
بارك الله فيك اخوي الحضيري على الموضوع المهم جدا
|
||
|
19-01-2008, 04:26 PM | #4 | ||
|
رد: التربية أهم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية...
الأخ الفاضل الحضيري
|
||
|
24-01-2008, 06:00 AM | #7 | |||
|
رد: التربية أهم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية...
اقتباس:
لا هنت اخوي بسام على مرورك الكريم
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أخبار من هنا وهناك | بخيت الغييثي | :: قسم السياســة والإقتصاد والأخبار :: | 4 | 16-01-2011 07:11 PM |
الدراسة التفصيلية الكاملة لشعر المحاورة | عقاب بن هذال ال بريك | :: قسم المــحــاورة والألــغـاز:: | 8 | 09-10-2010 08:54 PM |
قصة العشماوي والفتاه التي تجاوره مقعد الطائرة | تومري | :: القسم الإسلامـــي :: | 5 | 02-10-2010 02:21 PM |
رآبطــة عشااق نـآدي الأتــــحــآد | ناصر بن فهد | :: القسم الرياضي :: | 40 | 02-06-2010 11:48 AM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||