كشفت دراسة مسحية أجريت مؤخرًا أن مواقع الشبكات الإجتماعية مثل "الفيس بوك" و "ماي سبيس" وغيرها من مواقع التواصل الإجتماعي عبر الإنترنت أصبحت أكثر جاذبية وأكثر قدرة على استقطاب الملايين من رواد الإنترنت حول العالم، حيث تفوقت هذه النوعية من المواقع والخدمات وبشكل ملحوظ على المواقع الاباحية في الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي يؤشر إلى قرب انتهاء أسطورة المواقع الجنسية التي كانت الأكثر تصفحًا في الكثير من دول العالم منذ ظهور الإنترنت وذلك وفق احصائيات ودراسات عالمية سابقة .
وفقًا لتقرير صحيفة "التلغراف" البريطانية الذي رصد نتائج هذه الدراسة المسحية فقد قال "بيل تانسر" الذي قام بتحليل عادات أكثر من 10 ملايين مستخدم لمواقع الإنترنت على مستوى العالم، إن دراسة أنماط البحث على الإنترنت تقدم نظرة حديثة عن كيفية تغير المجتمعات، وعن أنماط واتجاهات التفكير السائدة في مكان معين وفي فترة زمنية معينة، وكذلك نستطيع أن نحدد اتجاهات الرجال والنساء في استخدام الإنترنت، كما يمكننا وضع أيدينا على اهتمامات البحث لدى فئات عمرية بعينها، وجميع هذه المؤشرات لها فوائد كبيرة في معرفة اتجاهات تفكير واهتمامات كل هذه الفئات .
وأضاف تانسر .. "هناك بعض نماذج استخدام الإنترنت التي تميل إلى التكرار بشكل محدد ومتوقع بدءا من البحث عن أغذية الحمية الغذائية إلى البحث عن فساتين الحفلات إلى ما يمكن أن نفعله في الإجازات" ويكشف بحثه عن أن البحث على الإنترنت عن الأدوية المضادة للإكتئاب يزيد خلال شهر نوفمبر في الولايات المتحدة على سبيل المثال، وهو مؤشر قد يفيد الأطباء والمؤسسات البحثية في تحليل هذه المعلومة، وأكدت الدراسة كذلك أنه مع زيادة زيارة مستخدمي الإنترنت لمواقع الشبكات الاجتماعية، فقد تناقصت بالتبعية زيارات المستخدمين للمواقع الإباحية.
فمنذ عقد من الزمن، وصلت حالات البحث على الإنترنت عن المواقع الإباحية إلى 20 بالمائة من حالات البحث على الإنترنت في العالم بشكل عام. أما الآن فإن البحث عن تلك المواقع يبلغ فقط 10 بالمائة من حالات البحث على الإنترنت. كما ظهر أيضا أن مستخدمي شبكة الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24 عاما كانوا اقل مستخدمي الإنترنت بحثا عن المواقع الإباحية، وهو ما يشكل مفاجأة كبيرة، حيث كان الاعتقاد السائد أن الشباب في هذه المرحلة العمرية يهتمون بالمواقع الإباحية أكثر من أي فئات عمرية أخرى، ولكن الدراسة أثبتت أن ذلك ليس صحيحًا، وفي تفسيره لهذه النتيجة قال تانسر إن نظريته هي أن المستخدمين الشباب يقضون كثيرا من الوقت على الشبكات الاجتماعية حتى أنه لا يتبقى لديهم وقت للبحث عن المواقع الإباحية.
المشاهير أهم من الدين والسياسة
وكان تانسر الذي يعمل مديرا عاما في إحدى شركات البحث عبر الإنترنت، ألّف كتابا جديدا يسمى " كليك: ما يبحث عنه ملايين الناس على الإنترنت "، وفي هذا الكتاب يوضح أن مواقع المشاهير على الإنترنت تحصل على حالات زيارة أكثر من المواقع المخصصة للدين والسياسة والصحة والغذاء مجتمعة، كما أنه يحذر من أن مستخدمي الإنترنت يبحثون عن صور مرشح نائب الرئيس للحزب الجمهوري سارة بالين، أكثر من البحث عن معلومات عن تاريخها السياسي. فالكثير من الاهتمام حول المرشحين ينصب على صورهم. فالناس يريدون أن يعرفوا طول قامة باراك أوباما مثلا واهتماماته الاجتماعية وحياته الخاصة أكثر من اهتمامهم باتجاهاته السياسية وبرنامجه الانتخابي.
وشدد تانسر على أن المجالات الترفيهية ومواقع التواصل الاجتماعي تأتي على رأس قائمة اهتمامات مستخدمي الانترنت في العالم، وإن كان الاستخدام الترفيهي قد شهد تراجعا ملحوظا وبمعدلات تصل إلى النصف تقريبًا في البحث عن مفردات وموضوعات جنسية .
مصداقية الانترنت موضع نقاش
كما ذكر تانسر أيضا أنه في بعض الأمثلة، فإن سرعة نشر المعلومات على شبكة الإنترنت قد أدت إلى نشر أكاذيب، ومع تفجر هذا النوع من المعلومات الكاذبة على الإنترنت، فلن تكون مفاجأة حينما نرى في المستقبل أن البحث عن المعلومات الصحيحة والدقيقة هو أهم هاجس للبشرية التي أصبحت أكثر التصاقًا بالإنترنت، وأكثر قناعة بأهميتها في حياتنا، ولكن تظل المصداقية والثقة في مصادر المعلومات، وتقييم مصداقية المواقع محل جدل ونقاش كبير في كافة أرجاء العالم في الوقت الحالي، وقد جاءت تلك التعليقات لتانسر بعد أيام من إعلان مؤسس شبكة الإنترنت، عن ضرورة وضع نظام لتقييم مدى الثقة في مواقع الإنترنت مع انطلاق المؤسسة الخيرية من أجل إتاحة الإنترنت لأكبر عدد من المستخدمين في الدول النامية.