بقلم : نايف العتيبي
هنا العديد من الأمور والأشياء التي تستطيع أن تهضمها ولو على مضض حتى ولو كانت صخرة (سيزيف ) ولكن هناك أمور لاتستطيع هضمها ولو شربت بعدها الألوف من براميل النفط كمسلسل ( عيون عليا ) الذي يستحق وبكل جدارة أن يطلق عليه مسلسل الخيال أو اللامعقول أو الضحك على الذقون أو .... أو .... لافرق في ذلك . بما أن أخواننا في بلاد الشام من كتاب ومخرجين ومنتجين وممثلين وربما مشاهدين أصبحوا يعرفون نقطة ضعف المجتمع الخليجي وخاصة مجتمعنا السعودي وهو حب ( الإرث )
الذي يسقونه أبنائهم ( طبعا ورثوه عن الأجداد ) مع الشروق ومع الغروب
حتى الذين لم يعيشوا أو يعاصروا ذلك (الإرث ) تجدهم في جل أحاديثهم
لايخرجون عن ذلك الطريق بل أنهم يوغلون ويسهبون لدرجة المبالغة والكذب من أجل شحن وتعليم الأبناء بذلك الماضي التليد وتلك البطولات الخارقة سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد مما أفرز لنا جيلا يعيش في
الماضي بجسده فقط أما تصرفاته وطريقة تفكيره فهي بعقلية ذلك الماضي التليد .
فحب هذا (الإرث) الذي يستحق أن يطلق عليه ( بلوى عقدة الماضي )
جعل أخوة العروبة يستغلوننا أبشع استغلال لأننا سلمنا لهم عقولنا وعيوننا وأسماعنا ، فأصبحوا يسلقون لنا ( هرطقات ) لايمكن أن يصدقها ابن العشر سنوات كما حث في مسلسل الخيال ( عيون عليا ) والذي حمل في حلقاته مشاهد وعبارات لاتوجد إلا في خيال كاتب هذا المسلسل فقط ( كعيون عليا تصهل كصهيل الخيل ) سمعت وقرأت أن العيون تقتل وربما تسحر أما أن تصهل فهذه التي لم أجد لها أي تفسير بل أتمنى أن يتكرم علينا كاتب العمل كمشاهدين غلابا ويبين لنا معنى هذه الجملة ؟؟؟؟
بالإضافة إلى عبارات القتل والتهديد والانتقام والأيمان المغلظة التي أطلقت في هذا المسلسل ( كوالله إني لسقي الرمل من دمائهم ، والله لجيب رأسك يا عناد ، والله لغير أملا البطين من رؤؤسكم ، والله لغير ووووووووو)
زد على ذلك بعض المواقف التي كانت تحدث بين بطلي المسلسل ( عليا وعناد ) التي أقسم بالله أن ليس لها وجود إلا في خيال الكاتب فقط .
وبهذا المسلسل الذي سلقه لنا أخوة العروبة وبمساعدة من قنواتنا الفضائية
نكون قد رسخنا ثقافة الانتقام والقتل والتهديد والظلم والاستبداد والتمرد على الآباء والأزواج .
كما حدث بين جدعان وضحيته فارس وحسن الذي فضلته (المحروسة فتنة)
على أمها وأخيها وعناد الذي قطع الرؤؤس وأباد العشائر من أجل (عليا ).
هل هذا هو الذي يريده كاتب العمل ومنتجه وممثليه ؟ آآه ... ولكن :
نعيب زماننا والعيب فينا ******* وما لزماننا عيب سونا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب ******* ولو نطق الزمان لنا هجانا
رحم الله الإمام أبي حنيفة رحمة واسعة فوا لله لا أدري لوكان في زمننا هذا
ما الذي سيفعله ؟ وما الذي سيقوله ؟
بقي أن أشير إلى أنهم يسمون هذا المسلسل ومن على شاكلته بالمسلسلات
التاريخية أو البدوية أو .... أو .... وهي في حقيقة أمرها لاتخرج عن ثلاثة أشياء : أما أحلام يقظة أو خرافات للتسلية .
أما الأمر الثالث وهو الذي لا استبعده كثيرا أنهم أصبحوا يروننا سذج لهذه الدرجة وكأنهم يقولون لنا هذا هو ماضيكم فاقبلوه ولا تكثروا النقاش.