بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ً ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير اعزائي اعضاء منتدى الدواسر الراقين
استهل دخولي الى ما اعنيه بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه :
" والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من حمر النعم " متفق على صحته.
وأغلبيتنا يعلم ما هي " حمر النعم " ... وللتأكيد سأوضح بإختصار ما هي " حمر النعم "
حمر النعم : هي في لغة العرب تعني (أجود الإبل وأحسنها)، وقيل هي (الإبل الحامل)...
لن يطول حديثي حول الإبل او حمر النعم ... ولكن لما لهذا المخلوق عظمة لدى العرب عامة والبدو خصوصا ً
قارن به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الخير الكثير وإن جاز التعبير قد يصل الى قول انه الدنيا وما فيها لدينا نحن العرب ...
وخصوصا ً في ذلك الوقت ...
والحديث الشريف هنا فضل هداية الرجل عن " حمر النعم "
أي بمعنى آخر ان هداية الرجال خيرُ من الإبل وزينتها ...
والهداية ليست فقط تندرج تحت مسمى التحويل من الكفر الى الإسلام ... بل شاملة هداية التحويل من المنكر الى الصلاح ...
الغريب في روايتنا اليوم هو ان " حمر النعم " اصبح لها مسمى (( مزاااااين الإبل )) ويدفع لها المبالغ الطائلة ومن أجل ماذا ...؟؟!!!
أمن أجل الفـُرجة ...؟!!!
أم من أجل التباهي والتفاخر ...؟!!!
أم من أجل التجارة ...؟!!!
والسؤال الأهم هنا :
أفعالكم... أهي من أجل كثرة الأموال أم صلاح الأحوال...؟!!!
شئ مخزي فعلا ً ...
أن مثل رجال الأعمال المسلمين يدفعون مبالغ طائلة من أجل " حمر النعم " أو (( المزاااااين )) على حد قولهم.
والتسائل في الأمر ...اليس ذلك كفيلا ً - بغض النظر عن كونها حيوان - انها غير طاهرة وأننا نتوضئ من لحمها ...؟!!!
انا لا اقلل من قيمتها ... ولكن ... ألا ترون يا سادة - وأقصد رجال الأعمال وأصحاب النفوذ - أن هناك مسلمين خلف اسوار السجون بحاجة لمثل تلك الأموال...؟!!!
منهم من كان عليه دين ... لا يستطيع دفعه .... فمن يهديه ويرشده الى بيته وأهله وأطفاله ...؟!!!
ومنهم من كان عليه دية ...لا يملكها ... فمن يكون سبب هدايته ورشده ...؟!!!
أم ترون يا سادة - وأقصد رجال الأعمال وأصحاب النفوذ - بأن من كان خلف الأسوار هم عدد من المجرمين ولا يمتون للإسلام والمسلمين بصلة ...؟!!!
وإن كان اعتقادكم كذلك ... فسأخذكم الى خارج الأسوار المقفلة ( السجون ) ...
أيتام أمتنا وأيتام أهلونا وأقاربنا -بغض النظر عن حالتهم المادية وما يرثونه - الا يستحقون منكم الإهتمام المعنوي على الأقل ولو بهدية تدخل الفرح على قلبه ...؟!!!
ألم تسمع بقول ابن عباس رضي الله عنه :
أن الرسول الله صلى الله عليه ةسلم قال:
" أن أحب الاعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم" ... فما بالك باليتيم...؟!!!
أم أن (( المزااااين )) تتباهى بزينتها على عيوبنا ...؟!!!
دعونا من الأيتام ... إن كان ردكم بأنهم لا يعنون لكم شئ ... وأن (( مزااااينكم )) اغلا وارقى واجمل لأنها من أملاككم...
اليس للفقير عليكم حق ...؟!!!
هناك الجوعان منهم وهناك منهم لم يجدوا ما يسترون به عوراتهم أو من لا مأوى لهم سوى البراري والطرقات...
اسمعوا يا رجال الأعمال ويا أصحاب النفوذ قول عائشة رضي الله عنها عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من ادخل على اهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون جنة "
وقال عليه الصلاة وسلام:
" ما ادخل رجل على مؤمن سرورا إلا خلق الله عز وجل من ذلك السرور ملكا يعبد الله ويوحده فإذا صار العبد في قبره أتاه ذلك السرور فيقول: ما تعرفني؟ فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان أنا اليوم أؤونس وحشتك ألقنك حجتك أثبتك بالقول الثابت وأشهدك مشاهد يوم القيامة و أتشفع لك إلى ربك وإريك منزلك من الجنة "
وما أعظمه من أجر
وليس لهؤلاء فقط عليك حق ...
جاليات مسلمة لا تعرف كيف هو الإسلام ومبالغا ً تدفعها انت تكون سبب في هدايتهم الى الإسلام بالشكل الصحيح.
ساهم في طبع كتب أو منشورات قد تهدي بها شخصا ً وتكون لك خيرُ ُ من " حمر النعم ".
هناك المساجد يرثى الى حالها ولا تجد التطوعات اللازمة لتنظيفه أو حتى لترتيبه وترميمه.
إدفع في علاج المرضى الذين ليس لديهم أموال لعلاج انفسهم أو اقاربهم وأبنائهم إن ضعفت الإمكانيات لعلاجهم داخل بلادنا حفظها الله.
الكثير الكثير والأكثر من الحقوق علينا كأمة واحدة نسهر ونسعى وراء رضا بعضنا وخلف الوقوف بتعاليم الدين وبشهامة الرجال.
وتسائلي للنقاش :
هل ترى ان (( المزااااين )) أخذت اكبر من حجمها ...؟ ولماذا ...؟
وهل ترى أن (( المزااااين )) اصبحت اكرم من الإنســــــــان عامة ومن المسلم خاصة ...؟ ولماذا ...؟
وهل ترى أن (( المزااااين )) تباهت فعلا ً بجمالها على أصحاب العقول الضعيفة ...؟
وأخيـــــــــــرا ً ...
رســــــــــــــالة حق
من : مسلم (يريد هداية)
الى : من يهمه أمر المزااااين ...
من ابسط حقوقكم علي أن أقول لكم ... أن لاتنسوا أخيكم سيف بن عرار المسعري الذي ينتظر الموت ...!!!
محبكم في الله.
.
الـقـلـم الـنـاطـق