( الموت) - رؤية الشعراء لنهاية كُلِّ حي ( منقول) - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. أقسام ( دغــش الــبـطــي) الأدبـيـة .::: > :: قسم الـشعر العــام ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-07-2013, 12:03 AM   #1
 
إحصائية العضو







محبكم الدوسري غير متصل

محبكم الدوسري is a jewel in the roughمحبكم الدوسري is a jewel in the roughمحبكم الدوسري is a jewel in the roughمحبكم الدوسري is a jewel in the rough


افتراضي ( الموت) - رؤية الشعراء لنهاية كُلِّ حي ( منقول)

رؤية الشعراء لنهاية كُلِّ حي



الموتُ نهايةُ كل حي، والمؤمن لا يفر من الموت ولكن من سوء الخاتمة والعياذ بالله.. ويخاف المؤمن من الحساب والعذاب فيرجو الله ضارعاً الرحمة والغفران. الموتُ حقٌ وقدر على جميع المخلوقات، ولكن الهم كل الهم في المصير بعده؟ وقد كتب رجلٌ لصالح بن العبد القدوس:

الموتُ بابٌ كُلُّ الناسِ داخلُهُ
فليت شعري بعد البابِ ما الدارُ؟
فأجابه:
الدارُ جَنَّةُ عَدْنٍ إن عملتَ بما
يرضي الإله، وإن فرَّطتَ فالنارُ
هما محلايد ما للناسِ غيرُهما
فانظر لنفسك ماذا أنت مختارُ؟

قلت: «ومع العمل الصالح لا بُدَّ من رحمة الله عز وجل، وهو أرحم الراحمين، وقد ورد في الحديث الشريف أنه لن يدخل الجنةَ أحدٌ بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته» أو كما قال عليه السلام.

وقد ورد في الموت أشعار لا تحصى من الشعر الفصيح والشعبي بالإضافة إلى الحكم والأقوال والأمثال، فالموت كان ولا يزال يحرث أعماق الإنسان ويحرك كوامن الوجدان خاصةً حين يقف الإنسان في جنازة قريب حبيب أو صديق عزيز، بل وكلما رأى إنساناً يموت، أو ميتاً يقبر، ولكنها أيام وينسى الإنسان ويلهو في دنياه.. وهذا من العجائب..

يقول عروة بن أُذينة:
نُرَاعُ إذا الجنائزُ قابلتنا
ونلهو حين تَخْفَى ذاهباتِ
كرَوْعَةٍ ثُلَّةِ لمِغَارِ ذبٍ
فلما غابَ عادتْ راتِعَاتِ

ويقول الآخر:
والموتُ يأتي بعد ذلك كُلِّهِ
وكأنَّما يعني بذاك سوانا..

ويقول المتنبي:
لا بُدَّ للإنسانِ من ضَجْعَةٍ
لا تقلبُ المُفْجَعَ عن جنبِهِ
يُنْسَى بها ما كانَ من عُجْبِهِ
وما أذاقَ الموتُ مَن كَرْبِهِ
نحنُ بنو الموتِ فما بالُنا
نعافُ ما لا بُدَّ مِن شُرْبِهِ
تبخلُ أًيدينا بأَرواحِنا
على زمانٍ هُنَّ مِن كَسْبِهِ
يموتُ راعي الضأنِ في جهلِهِ
موتهَ جالينوسَ في طِبِّهِ

وجالينوس من أكبر أطباء اليونان ولكن قد يموت الطبيب ويُشْفَى المريض، فلكُلِّ أجلٍ كتاب:
قد يحمِلُ الشيخُ الكبيرْ
جنازةَ الطفلِ الصغيرْ

وتهيم مشاعر الشعراء مع الموت بين مفكر وواعظ ومحذر.. وبين من ينعى نفسه وهو حي.. خاصة إذا أصابه مرضٌ عضال أحس معه بدنو أجله، وهذا ما أصاب أبا نواس قبل موته: أصابه مرض شديد أحسَّ معه بدنو الأجل فقال شعراً كثيراً فيه ندم وتوبة واستغفار: ومما قال:

دَبَّ فيَّ الفناء؟ُ شٌفْلاَ وعُلْوا
وأراني أموتُ عضواً فعُضوا
ليس من ساعةٍ مضتْ ليَ إلاّ
نَقَصتْني بِمرِّها بيَ جُزْوَا
ذهبتْ جِدَّتي بطاعةِ نفسي
وتذكرتُ طاعةَ الله نِضوا
لهْفَ نفسي على ليالٍ وأيا
مٍ تملّيتُهُنَّ لِعْباَ ولهوا
قد اسأنا كُلَّ الإساءةِ فالل
هُمَّ صَفْحاَ عنا وغَفْراً وعفوا

وقال وهو على فراش المرض العضال:
أيامَنْ ليس لي منهُ مُجيرُ
بعفوكَ مِن عذَابِكَ استجيرُ
أنا العبدُ المُقِرُّ بِكُّلِّ ذَنْبٍ
وأنتَ السَيِّدُ المولى الغفورُ
فإنْ عذُبْتَني فبِسوءِ فعلي
وإنْ تغفِرْ فأنتَ بِهِ جديرُ
أَفرُّ إليك منكَ وليس إلاَّ
إليكَ يفِرُّ منكَ المُسّتَجِيرُ







وقد ورد في (العقد الفريق ٢٤٩/٣) و(وفيات الأعيان ١٠٣/٢) أنه وجد في الفراش الذي مات فيه أبو نواس - رحمه الله تعالى - هذه الأبيات المؤثرة مكتوبة بخط يده ولعله كان يرددها وهو على وشك الموت:

يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذنوبي كثرةٍ
فلقد علِمْتُ بأنَّ عَفْوَكَ أعظمُ
إن كان لا يرجوكَ إلا مُحْسِنٌ
فبِمَنْ يلوذُ ويستجيرُ المجرِمُ؟
أَدعوكَ ربي كما أَمرتَ تضرُّعاً
فإن رددتَ يدي فمن ذا يرحمُ؟
مالي إليكَ وسيلةٌ إلاَّ الرجا
وجميلُ عفوك ثم إني مسلمُ

ويقول الشاعر:
فلو أنَّا إذا مُتْنَا تُرِكْنَا
لكانَ الموتُ راحةَ كُلِّ حيّ
ولكنَّا إذا مُتنا بُعثنا
ونُسّأَلُ بعَدُه عن كلِّ شيّ

ويقول المتنبي:
يُدَفِّنُ بعضُنا وبعضاً ويمشي
أواخِرُنا على هامِ الأوالي

ومن الشعر المعبر في الحياة والموت قول أبي الحسن التهامي:
حُكْمُ المنيِّةِ في البريةِ جاري
ما هذه الدنيا بدارِ قرارِ
بينَا يُرَى الإنسانُ فيها مُخْبِراً
حتى يُرى خَبَراً مِن الأخبارِ
ومُكَلِّفُ الأيام ضًدَّ طباعِها
مُتَطلِّبٌ في الماءِ جَذْوَةَ نارِ
والعيش نومٌ والمنيَّةُ يَقْظَةٌ
والمرءُ بينهما خيالٌ ساري

وحكماءُ الشعراء يعجبون من انخداع الإنسان بالدنيا فيظلم ويبغي وهو يرى الناس حوله يموتون ويعلم إنه ميت لا محالة.. يقول عِمران بن حِطاب:

حتى متى تُسّقَى النفوسِ بكأسِها
ريبَ المنونِ وأنتَ لاهٍ ترتعُ
أفَقَدْ رضِيتَ بأن تُعَلَّل بالمُنَى
وإلى المنيِّةِ كلَّ يومٍ تُدُفَعُ
أحلامُ نومٍ أو كظِلٍّ زائلٍ
إنَّ اللبيبَ بمثلها لا يخْدَعُ

وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله كثيراً ما يُرَدِّدُ البيت الأخير. ويقول شاعرنا الشعبي محمد بن لعبون مثنياً على ربه عز وجل وذاكراً حال هذه الدنيا ومآل الإنسان إلى الممات:

أحمد المحمود ما دمعٍ هَمَلْ
أو عدد ما حال وادٍ له وسالْ
أو عَدَدْ ما وَرَدْ ورَّاد الدَّحلْ
أو رمى دلوه وما صدّر ومالْ
أوحدا حادٍ لسلمى أو رحل
سارهاك الدار أو داس المَحَالْ

(المحال: الصحراء الشاسعة لأنها ممحلة لا نبات فيها).
أحمده دومٍ على حلو العملْ
سامع الدعوى ومعطٍ للسُّؤالْ
ما على راكٍ لعا وأعلى وَمَلّ
حاول الطاعه على ما صار حالْ

(الراك: شجرة الراك.. أي أحمد الله على ما وقع طير على الشجر وما غرد وارتحل).
ما ورا ما هو عصى والِ المَهَلْ
ما لك العالم وعلاَّم الأحوالْ؟

يقول: ماذا وراء الذي يعصي الله الممهل عالم الأحوال؟ وما وراءه غير الجهل).
عادمٍ علم الهدى ما له وهلْ
ها الدهر دومٍ على طولِ الآمالْ
لو عطاه أو مهًّله ما له مَهَلْ
هل على طول الدهر عمرٍ أطالْ؟
ما وراهم كود هدَّام الأملْ
للملا حرَّاسْ للارواح سلاّلْ
لو رأى حاله وماله للمللْ
لام لوامه على دار الملالْ
دار لهو ما لها طُرّاً عَدَلْ
ما عداها لهوها دوم وعالْ
حارسٍ سلاّل روحه ما سألْ
ما على ما راده المولى سؤالْ
ما عدا كاس المراره ما الحِوَلْ
للوردْ وما لوردٍ له عَطالْ
وسط لحْدٍ ما معه كود العملْ
أو سواد الدودْ مع سوء المآلْ
راحمه والِ الملا والٍ عَدَلْ
صوّر العالم على حلو الكمالْ
دومْ صلوا عد ما هُدْهُد وهلْ
أو عدد ما حام، أو هلّ الهلالْ
محمدٍ علاَّ على كلّ المللْ
واله.. ما هَلّ ما مورٍ وسالْ

وقد مات ابن لعبون في الأربعين من عمره في وباء الطاعون الكبير..

رحمه الله.. ورحمنا جميعاً.. ورحم والِدينا والمسلمين أجمعين.
منقول

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 30-07-2013, 05:19 AM   #2
 
إحصائية العضو








بنت الذيب غير متصل

وسام الدواسر البرونزي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: التميز والنشاطوسام الخيمة الرمضانية 1430هـ الذهبي لصاحب المركز ا: الوسام الذهبي لصاحب المركز الأول بالأفضلية - السبب: وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: شكر وتقدير
: 3

بنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond reputeبنت الذيب has a reputation beyond repute


افتراضي رد: ( الموت) - رؤية الشعراء لنهاية كُلِّ حي ( منقول)

الله يحسن خاتمتنا وياكم

مشكور يابومحمد على المشاركه المميزه

ربي لاهانك

 

 

 

 

 

 

التوقيع


    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملخص حلقة البارحة وتأهل نايف بن مسرع راشد المسعري :: منتدى شاعر المليون لنسخته الخامسة :: 10 13-03-2012 07:27 PM
الدراسة التفصيلية الكاملة لشعر المحاورة عقاب بن هذال ال بريك :: قسم المــحــاورة والألــغـاز:: 8 09-10-2010 08:54 PM
الموت حقيقة لا مفر منها (للشيخ عبد الله بن محمد العسكر) الوجيه7 :: القسم الإسلامـــي :: 4 31-08-2010 12:19 AM

 


الساعة الآن 10:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---