جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات... - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-2007, 10:52 PM   #1
 
إحصائية العضو







سعود بن المطوع الخييلي غير متصل

سعود بن المطوع الخييلي is on a distinguished road


:e-e-7-: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...يرجى التثبيت لاهمية الموضوع

جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هنا إن شاء الله نجمع الدلائل و البينات في فضل تعدد الزوجات ..

ليس اثارة و لا نبشا فيه ..ولكن تبصرة وفقها فيه ..

إليكم بعض المقالات ..










- فوائد وردود حول شبه عن التعدد.

- نداء عانس : أنقذونا من نار العنوسة فنحن بشر مثلكم نحس ونتألم أسترونا أرحمون

- دراسة فقهية مؤصلة حول تعدد الزوجات...هام جدا!!!

- الرد على شبهة زواج النبي صلى الله علية وسلم

- تعدد الزوجات

- حكمة تعدد الزوجات لرسول الله صلى الله عليه و سلم

- العنوسة والزواج

- العنوسة و أسبابها



ومن زاد فمن عنده ..
__________________
..





((شنف أسماعك))

((تأكد من صحة الأحاديث))

((مكتبة المدينة الرقمية))









--------------------------------------------------------------------------------

فوائد وردود حول شبه عن التعدد


منذ خمس سنوات ظهر اتجاه ينادي إلي سن قانون يمنع تعدد الزوجات وقد ظهرت بوادر هذا القانون في قسيمة الزواج الجديدة حيث وضعوا بها عدة شروط منها :-

هل توافقين علي أن يتزوج عليك زوجك ؟

هل توافق علي أن تعمل زوجتك ؟

هل توافق أن تكون العصمة في يد زوجتك ؟ وهكذا . . . .

وهذه الشروط تكون سارية بقوة القانون وهكذا تكون البداية لسن قانون منع تعدد الزوجات .

أدلة تعدد الزوجات :

1- قال تعالي : " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ {النساء - 3}

2- روي البخاري : " عن سعيد بن جبير قال قال لي ابن عباس هل تزوجت قلت لا قال فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء * وخير هذه الأمة هو (محمد صلي الله عليه وسلم )

3- التعدد سنة الأنبياء : إبراهيم علية السلام تزوج اثنين – و داوود 1000 زوجة كما ورد في التوراة و سليمان 100 زوجة و محمد صلي الله عليه وسلم 9 زوجات .

بعض الشبهات ول هذا القانون والرد عليها :

1- حديث زواج علي من بنت أبي جهل :" عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يقول وهو على المنبر إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها هكذا قال ."

الرد : لماذا لم يذكر المستدلون بهذا الحديث جملة " أما إني لا أحرم حلالا و لا أحل حراما " أي لا أحرم ما أباح الله تعالي للمسلمين وقد قال " و أنكحوا ما طاب لكم . . .الآية " لذلك فإن أهل العلم أجمعوا علي أن هذا الحديث خاص فقط ببنت رسول الله صلي الله عليه وسلم مع بنت عدو الله أبو جهل .

2- يجوز لولي الأمر أن يحجم المباح إذا عم الضرر :

الرد : إن نسبة اللذين عددوا أقل من خمسة في الألف فكيف حكموا علي أن الضرر قد عم وزاد ثم أن أكثر من 99% من قضايا المحاكم هي بين المرآة الواحدة والرجل الواحد فهل يتدخل ولي الأمر إذا ويمنع الزواج نهائيا ؟!

3- ومن الشبهات أيضا مسألة الغيرة : حيث ادعوا أن الغيرة تؤدي إلي أضرار بالغة بين النساء والأطفال مما يؤدي لزيادة الكراهية والحقد بين الأشقاء و هكذا .....

الرد : الغيرة مسألة سلبية ولكن لا ينبغي أن نعصب بها الأمر ونهدم المصالح الراجحة و زوجات النبي صلي الله عليه وسلم كن يغرن مع ذلك لم يمنع رسول الله صلي الله عليه وسلم الصحابة من أن يعددوا و المصالح الراجحة منها : -

أ – إعفاف النساء اللذين لا أزواج لهن .

ب – تكثير نسل المسلمين ( اليهود والنصارى يكثرون نسلهم ) .

فهل نهدم تلك المصالح الهامة بسبب غيرة النساء ؟؟

قالوا أن الرجل لن يستطيع العدل وذلك لقوله تعالي: " وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا( النساء - 129 )

الرد : قال تعالي : فلا تميلوا كل الميل " فأباح بذلك بعض الميل وهو ميل قلبي ( المحبة القلبية) وما يترتب عليها من معاشرة المرآة وهذا معفو عنه .

فائدة: لابد من العدل بين الزوجات مادية و يكون هذا بحسب احتياج كل زوجة ورضاها وليس بشرط أن يكون نفش الشيء أو بنفس الثمن فقد تحتاج زوجة شيء يكون رخيصا ولكنها ترضي به و تحتاج الأخرى شيء يكون أغلي و لكنها ترضي أيضا فالعدل هنا حسب الحاجة والرضا .

4- قالوا كثرة التزوج يكون من ورائها كثرة النسل و كثرة النسل مظنة الفاقة والحاجة وقد فسر الشافعي رحمة الله قوله تعالي :" ذلك أدني ان تعولوا " أي تفتر عيالكم !!

الرد : أنكر العلماء جميـــــعا علي الشافعي ذلك التفسير و تفسير الاية الصحيح هو : ذلك أدني ألا تجوروا أي تظلموا .

5- ومن أعجب ما استدلوا به علي تحريم تعدد الزوجات أبيات شعرية قالها أحد الشعراء :

تزوجت اثنين بفرط جهلي بما يشقي به زوج اثنتين

فقلت أعيش بينهما خروفا أنعم بين أكرم نعجتين

فجاء الأمر عكس الحال دوما عذابا دائما ببليتين

فوائد :

أ – تعدد الزوجات أفضل من تعدد العشيقات .

ب – لابد للرجل الذي يريد أن يعدد أن يكون علي قدر المسئولية .

ج – لابد علي المرآة المسلمة أن تحب لأختها ما تحب لنفسها وأن تساعد في نشر التعدد فهذا من أهم أبواب الجهاد للنساء .

أثار منع التعدد ظهور أنواع أخري من الزواج مثل :

1- الزواج العرفي : وكان من نتاجة أكثر من 12 ألف طفل ليس لهم أباء .

2- زواج الخطف : وهذا النوع ظهر في لبنان .

3- زواج المسيار : وهو زواج صحيح به ولي وشهود ولكن المرأة تتنازل عن مهرها و نفقتها بل وتصرف علي زوجها و تمنع من الإنجاب فهي فقط للمتعة . فأكرم لها ان تكون زوجة رابعة من أن تتزوج بهذا الزواج

أبو إسحاق الحويني(من الخطب)
__________________
..





((شنف أسماعك))

((تأكد من صحة الأحاديث))

((مكتبة المدينة الرقمية))








--------------------------------------------------------------------------------

نداء عانس : أنقذونا من نار العنوسة فنحن بشر مثلكم نحس ونتألم أسترونا أرحمونا


بسم الله الرحمن الرحيم

ترددت كثيرا قبل أن اكتب لكم لخوفي الشديد من بنات جنسي لأني اعرف أنهن سوف يقلن إني مجنونة أو اصابني مس.. ولكن الحقيقة والواقع الذي اعيشه وتعيشه مجموعة كبيرة من العوانس لا يعلم عنهن أحد جعلني واكتب قصتي باختصار.. عندما اقترب عمري من العشرين كنت احلم كأي فتاة بشاب ملتزم ذي خلق وكنت ابني الافكار والآمال وكيف سنعيش وكيف سنربي اطفالنا و..و.. وكنت من النوع الذي يحارب التعدد والعياذ بالله فبمجرد أن يقولوا لي فلان تزوج على زوجته تجدني ومن غير شعور ادعو عليه واقول: لو كنت مكانها لرميته مثلما رماني.. وكنت دائما اتناقش مع أخي واحيانا مع عمي عن التعدد ويحاولون أن يقنعوني وأنا متعنته لا أريد أن اقتنع وأقول لهم مستحيل أن تشاركني امرأة اخرى في زوجي..





واحيانا كنت اتسبب في مشكلة بين زوج وزوجته لانه يريد أن يتزوج عليها واحرضها عليه حتى تثور ثائرتها عليه..

ومرت الايام وأنا انتظر فارس احلامي.. انتظرت لكنه تأخر وانتظرت وقارب عمري الثلاثين.. يا الهى ماذا افعل هل اخرج وابحث عن عريس لا استطيع سيقولون هذه لا تستحي اذا ماذا افعل ليس لي الا الانتظار..

وفي يوم من الايام كنت جالسه وسمعت احداهن تقول فلانه عنست قلت في نفسي مسكينة فلانه لقد عنست .. ولكن.. فلانه أنه اسمي!! يا الهي أنه اسمي أنا اصبحت عانسة.. صدمة قوية جدا مهما وصفتها لن تحسوا بها..

واصبحت امام الامر الواقع أنا عانس نعم حقيقة أنا عانس.. وبدأت اراجع حساباتي ماذا افعل.. الوقت يمضي والايام تمر اريد ان اصرخ اريد زوجا اريد رجل اقف بظله يعينني ويقضي اموري.. نعم أخي لا يقصر معي في شئ ولكنه ليس كالزوج اريد أن اعيش اريد أن انجب اريد أن اتمتع بحياتي ولكني لا استطيع أن اقول هذا الكلام للمجتمع...

يستطيع أن يقوله الرجال أما نحن فلا سيقولون هذه لا تستحي ليس لي الا السكت ومجارات المجتمع.. اضحك لكن ليس من قلبي تريدون مني أن اضحك ويدي في النار كيف.. لا استطيع

جاءني اخي الاكبر ذات مره وقال لي: لقد جاءك اليوم عريس فرددته.. ومن غير شعور مني قلت له لماذا ؟؟؟؟؟





حرام عليك قال لي لانه يريدك زوجه ثانيه على زوجته وأنا اعرف انك تحاربين التعدد وكدت اصرخ في وجهه.. ولماذا لم توافق أنا راضيه أن اكون زوجه ثانيه أو ثالثه أو رابعه يدي في النار أنا موافقه نعم أنا التي كنت احارب التعدد اقبله الان ولكن بعد ماذا قال فات الاوان

الان ادركت حكمة الله في التعدد وهذه حكمة واحده جعلتني اقبل فكيف بحكمه الاخرى اللهم اغفر لي ذنبي فقد كنت جاهله..

وهذه كلمة اوجهها الى الرجال اقول لكم عددوا تزوجوا واحدة وثانيه وثالثه ورابعه بشرط القدرة والعدل واذكركم بقوله تعالى ((فانحكوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحده))

انقذونا من نار العنوسة فنحن بشر مثلكم نحس ونتألم استرونا ارحمونا وهذه كلمة اوجهها الى أختي المسلمة المتزوجة..

احمدي الله على هذه النعمة لانك لم تجربي نار العنوسة واقول لك وارجو الا تغضبي اذا اراد زوجك الزواج من اخرى لا تمنعيه بل شجعيه أنا اعرف ان هذا صعب عليك ولكن احتسبي الاجر عند الله انظري الى حال اختك العانس والمطلقة والارملة من لهم اعتبريها اختك وسوف تنالين الاجر العظيم بصبرك..





تقولين لي يأتي اعزب ويتزوجها اقول لك انظري الى احصائيات السكان أن عدد النساء اكثر من الرجال بكثير ولو تزوج كل رجل بواحده لاصبح معظم نسائنا عوانس لا تفكري في نفسك فقط بل فكري في اختك ايضا اعتبري نفسك مكانها

تقولين لا يهمني كل هذا المهم الا يتزوج علي اقول لك اليد التي في الماء ليست كاليد التي في الرمضاء..



وماذا يحدث لو تزوج عليك.. اعلمي أن الدنيا فانية والاخرة باقية لا تكوني انانية لا تحرمي اختك من هذه النعمة لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه والله لو جربت نار العنوسة ثم تزوجت لسوف تقولين لزوجك تزوج باختي واسترها..





حقيقة قضية تدمي له القلب ويدمع له العين نسال الله أن يرزق بنات المسلمين أجمعين وأن يجنبهم قطار العنوسة وأن يحفظهم يا رب العالمين .

__________________
..





((شنف أسماعك))

((تأكد من صحة الأحاديث))

((مكتبة المدينة الرقمية))





تعدد الزوجات... هو الأصل



يختلف حكم التعدد ويتفاوت حسب أحوال كل رجل



تعليق التعدد بمرض الزوجة الأولى أو گبر سنها تحجير واسع



إعداد د• ناصر بن عبدالله الخنين*



-------



كانتظاهرة (تعدد الزوجات) من الممارسات المنتشرة في الجاهلية قبل البعثة، وأقرالإسلام هذه العادة لما فيها من فوائد كثيرة تخدم مصلحة الرجل والمرأة علىالسواء، ووضع لها الضوابط الشرعية التي تحمي حقوق كل الأطراف.



وفيالدراسة التالية يجيب فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الخنين، عضوهيئة التدريس بجامعة الإمام على كثير من التساؤلات المطروحة في هذاالموضوع المهم.



ولا نحب أن نطيل في المقدمة، بل نترك القارئ ليطلععلى الحجج التي صاغها فضيلته حول مزايا وفوائد تعدد الزوجات، وبيان لمعنىالعدل بين الزوجات•



الأصل هو التعدد



يتساءل بعض الناس عنالأسباب التي تدعو إلى (تعدد الزوجات)، وكأن الأصل هو المنع، وهذا ما أدىإلى الاعتقاد بأن التعدد لا يقع إلا بسبب معين، ،إذا وجد هذا السبب ساغالتعدد وجاز ،إلا فلا. هذا المعنى غير صحيح، وللأسف فإنه شائع ذائع فيكثير من الأوساط، والصحيح الذي عليه العمل والمعول في فهم النصوص الشرعيةالواردة في الحث على الزواج أن الأصل هو التعدد؛ رغبة في الإحسان والإحصانإذا كان الزوج المسلم قادرا عادلا؛ فإن خاف الظلم، ولم يأنس من نفسهالقدرة على العدل بين الزوجات اقتصر على واحدة، وهذا ما رجحه شيخ الإسلامفي المعاصرين أبو عبدالله: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - وقدكان يلاطف جلساءه أحيانا فيقول: (يا فلان أأنت معدد أم أنت من الخائفين؟!) وهي تورية لها معنيان قريب أراد به الشيخ الخوف ممن تحتك، وبعيد أراد بهقوله تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} [النساء: 3] وتعليق التعدد بسببمعين كمرض الزوجة أو كبر سنها أو غيره، من التضييق في أمر وسعه اللهتعالى، وإنما شرط التعدد هو أن يغلب على ظن المسلم القدرة على القيامبنفقات الزوجات والعدل بينه في القسم والمسكن والنفقة والعشرة بالمعروف،فيتقي الله في ذلك ما استطاع، وأما الميل القلبي بالحب والجماع ونحوه؛ ممالا يملكه الزوج فالأمر موسه عليه، فيه إذا غلب عليه(1)، لكن لا ينبغي أنيميل في ذلك كل الميل لقوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساءولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [النساء: 129] وقد ذهبأكثر العلماء إلى أن المراد بالميل هنا هو في القسم والإنفاق لا فيالمحبة، لأنها مما لا يملكه العبد.



ويؤيد هذا ما روته عائشة - رضيلله عنها - أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدلويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)، قال أبوداود: يعني القلب• وقد أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وابن حبانوالحاكم وصححه•• قال الحافظ بن كثير في تفسير الآية المتقدمة: (أي: لنتستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين النساء من جميع الوجوه؛ فإنه وإن كانوقع القسم الصوري ليلة وليلة، فلا بد من التفاوت في المحبة والشهوة)، وقالأيضا في قوله (فلا تميلوا كل الميل) أي: فإذا ملتم إلى واحدة منهن فلاتبالغوا في الميل بالكلية (فتذروها كالمعلقة) أي: فتبقى هذه الأخرىمعلقة)• وهي التي لا ذات زوج ولا مطلقة، وقال في قوله تعالى: {وإن تصلحواوتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما} [النساء: 129] أي: وإن أصلحتم في أموركموقسمتم بالعدل فيما تملكون واتقيتم الله في جميع الأحوال غفر الله لكم ماكان من ميل إلى بعض النساء دون بعض•



فبان مما تقدم أن سنةالتعدد غير مقيدة بسبب محدد، وإنما شرطها العدل الغالب على الظن وتقوىالله تعالى في ذلك، وأن الأصل هو التعدد ولا يعدل عنه إلا لمن خاف عدمتحقق العدل بين الزوجات؛ قال حبر الأمة - رضي الله عنه لسعيد بن جبير فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء( .



والذي أميل إليه وتعضدهقواعد الشريعة ونصوصها العامة هو أن التعدد يختلف حكمه ويتفاوت بحسب أحوالكل رجل والقرائن المحيطة بذاته وصفاته؛ فالأصل في التعدد والإباحة مطلقا،بشرط العدل بمقتضى الأمر في قوله تعالى:{وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى) وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوافواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا (3)} [النساء] ، وقد ينتقلهذا الأمر إلى الندب في حق المحسن القادر على العدل، فإنه بتزوجه أكثر منواحدة يزيد في إعفاف نفسه وإعفاف غيره من النساء، ويكون بمنأى من فضولالنظر والوقوع في الخطر، وأما من كان موسرا ولا تكفيه الواحدة، وعنده منالقدرة المالية والجنسية ما يستطيع بهما النفقة والإحسان، ويخشى عليه عندالاكتفاء بالواحدة من الوقوع في الزنا لشدة الداعي، وكثرة المغريات، ولايعصمه من ذلك بعد الله إلا التعدد فإنه يكاد يتوجب عليه ذلك حتى ينقله عنالوقوع في الفحشاء أو قربانها، وهو قادر على العدل والإحسان، فيكون بتعددهمحسنا لنفسه أولا ناقلا لها من الإثم الراجح إلى ما يثاب عليه، ثم إنهيحسن إلى غيره من النساء ممن هن ينتظرن أمثاله من المحسنين فهن محلالإحسان المالي والغريزي، ويكثر بذلك سواد الأمة المسلمة•



ومنالرجال من لا يحسن سياسة الأمور، ويقع منه الظلم على زوجته، أو أولادهويظهر عليه التقتير، فالظن به أنه إذا عدد وقع فيما يؤاخذ عليه؛ فمثل هذاقد يقال إنه يكره في حقه التعدد؛ لأنه سيوقعه فيما يؤاخذ عليه ويأثمبسببه؛ بل قد يحرم عليه إذا نوى بذلك المضارة والمكايدة لزوجته أو إحدىزوجاته، وترتب عليه حقوق مالية أو مظالم وقعت بسبب هذا التعدد؛ وهكذا صارالتعدد يدور في فلك الأحكام الفقهية الخمسة بحسب أحوال كل رجل في ذاتهوصفاته والقرائن التي تحفه وتلابسه•



مزايا التعدد



أما عنفؤائد التعدد القائم على العدل، فكثيرة لا يكاد يحيط بها عد ولا حد، منمحاسن دين الإسلام ومن عزره العظام المتعدي نفعها من الأفراد إلى العشائرإلى مستوى أمة الإسلام ليس في الدنيا فحسب، بل في عرصات القيامة يومالجزاء حين تبرز الأمم بين يدي الديان جل وعلا فيباهي المصطفى عليه الصلاةوالسلام بأمته من بين سائر الأمم في ذلك الموقف المهيب•



يقولالشيخ الطاهر بن عاشور في (التحرير والتنوير)4/226 مبرزا محاسن التعدد فينظره: (وقد شرع الله تعدد النساء للقادر العادل لمصالح جمة؛ منها أن فيذلك وسيلة إلى تكثير عدد الأمة وبازدياد المواليد فيها، ومنها أن ذلك يعينعلى كفالة النساء اللائي هن أكثر من الرجال في كل أمة؛ لأن الأنوثة فيالمواليد أكثر من الذكورة، ولأن الرجال يعرض لهم من أسباب الهلاك فيالحروب والشدائد ما لا يعرض للنساء، ولأن النساء أطول أعمارا من الرجالغالبا، بما فطرهن الله عليه، ومنها أن الشريعة قد حرمت الزنا وضيقت فيتحريمه، لما يجر إليه من الفساد في الأخلاق والأنساب ونظام العائلات؛فناسب أن توسع على الناس في تعدد النساء لمن كان من الرجال ميالا للتعددمجبولا عليه، ومنها قصد الابتعاد عن الطلاق إلا لضرورة••)ا•هـ•



ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - متحدثا عن فوائد التعدد ومحاسنهفي (أضواء البيان) - 3/773 ما نصه: (ولا شك أن الطريق التي هي أقوم الطرقوأعدلها هي إباحة تعدد الزوجات؛ لأمور محسوسة يعرفها كل العقلاء؛ منها أنالمرأة الواحدة تحيض وتمرض وتنفس إلي غير ذلك من العوائق المانعة منقيامها بأخص لوازم الزوجية، والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأمة؛ فلو حبسعليها في أحوال أعذارها لعطلت منافعه باطلا في غير ذنب•



ومنها: أن الله أجرى العادة بأن الرجال أقل عددا من النساء في أقطار الدنيا،وأكثر تعرضا لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة؛ فلو قصر الرجل علىواحدة لبقي عدد ضخم من النساء محروما من الأزواج، فيضطرون إلى ركوبالفاحشة؛ فالعدول عن هدى القرآن في هذه المسألة من أعظم أسباب ضياعالأخلاق، والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة والمحافظة على الشرفوالمروءة والأخلاق، فسبحان الحكيم الخبير {الـر كتاب أحكمت آياته ثم فصلتمن لدن حكيم خبير (1)} [هود]



ومنها: أن الإناث كلهن مستعداتللزواج، وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم؛فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات له من النساء؛ لأن المرأةلا عائق لها، والرجل يعوقه الفقر وعدم القدرة على لوازم النكاح؛ فلو قصرالواحد على الواحدة لضاع كثير من المستعدات للزواج أيضا بعدم وجود أزواج،فيكون ذلك سببا لضياع الفضيلة وتفشي الرذيلة، والإنحطاط الخلقي وضياعالقيم الإنسانية كما هو واضح••)ا• هـ•



ومن فوائد التعدد وأدالفتن ودرء المفاسد سد أبوابها، وبخاصة عند وجود مثيراتها - كما في وقتناالحاضر-؛ تقول الدكتورة الجوهرة بنت ناصر - استشارات متقدمة في جريدةالمدينة في عددها الصادر في 23/5/1422هـ: (أمر التعدد قضية مسلم بها جعلتمخرجا ومنفذا للرجال والنساء على حد سواء، والتعدد أمر محمود، بل إنه واجبإلزامي حين بزوغ الفتن وكثرة المفاسد وظهور المحرمات••) ثم تقول: (والجميعيعلمون أن التعدد أمر مشروع لا يجادل فيه إلا منافق، ومن يحاربه أو يشوهصورته الحقيقية فهو في الأصل يحارب الله ورسوله••) وقصدها من كلامهاالسابق بالوجوب الإلزامي يحمل على من تطيش سهام نظراته وتفور شهوته منالرجال ويخشى الزنا وهو قادر يظن بنفسه العدل ولا يكفيه ما عنده من النساءعن ذلك•



إثراء للنوابغ



ومن فؤائد التعدد إثراء المجتمعالمسلم بالقياديين والنابغين في فنون شتى كالعلم والسياسة والتجارة والأدبوسائر فنون الريادة؛ وذلك من خلال تزوج من نبغ في ذلك بذوات التميز منالنساء؛ فيكون منهم النوابغ والمتميزون من الأولاد؛ ذكورا وإناثا؛ وفق سنةالله في الوراثة؛ وقد نقل العلامة القاسمي في تفسيره (محاسن التأويل) عنأحد فلاسفة المسلمين كلاما تعليقا من ذلك الفيلسوف على ما اقترحه عالمانمعاصران: أحدهما ألماني والآخر إنجليزي يريان فيه إباحة تعدد الزوجات فيالمجتمع الغربي للنابغين من الرجال ليكثر نسلهم•• فقال الفيلسوف المسلم: (وتعدد الزوجات للنابغين من المسلمين قد جاء به الإسلام قبل هذينالفيلسوفين بأكثر من ألف وثلاثمائة سنة؛ فقد أباح لهم تعددهن إلى أربع؛ليكثر نسلهم فيكثر عدد النابغين الذين بهم وحدهم تتم الأعمال الكبيرة فيهذه الدنيا، فهو من مكتشفات هذا الدين الاجتماعية، وقد جعل رضاهن بذلكشرطا له لئلا يكون فيه إجحاف بحقوقهن، والعاقلة من النساء تفضل أن تكونزوجة لنابغة من الرجال - وإن كان ذا زوجات أخر على أن تكون زوجة لرجلأحمق، وإن اقتصر عليها؛ لأنها تعلم أن أولادها من الأول ينجبون - أييصيرون نجباء - أكثر منهم من الثاني) ثم يقول: (والقدرة على العدل بينأربع من النساء متوقف على عقل كبير وسياسة في الإدارة، وحكمة بالغة فيالمعاملة، لا تتأتى إلا لمن كان نابغة بين الرجال، ذا مكانة من العقلترفعه على أقرانه، والرجل النابغة إذا تزوج بأكثر من واحدة كثر نسله فكثرالنوابغ، والشعب الذي يكثر نوابغه أقدر على الغلبة في تنازع البقاء منسائر الشعوب كما يدلنا عليه التاريخ••) ويمضي هذا الفيلسوف قائلا: (والنابغة لا يطيب له أن يقترن إلا بمن جمعت نبوغا مثل نبوغه إلى حسنرائع؛ فإن معاشرة الحمقاء ليست مما يطيب للعاقل الراقي، وإن الخير يطلبعند حسان الوجوه، ولذلك قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء ••} [النساء: 3] ولم يقل: وانكحوا من النساء، وفي قوله (مثنى وثلاث ورباع) إشارة إلى مراتب نبوغ الرجل الثلاث؛ فكأنه أراد ألا يتجاوز الذي قل نبوغهالاقتران باثنتين، وألا يتجاوز الذي نبوغه متوسط الاقتران بثلاث وأن يحلالذي نبوغه أعلى من الأولين الاقتران بأربع••) وفيما قال ملامح حسنة لمنتأملها، وأما حكمه الأخير فلا يسلم به على أنه حكم فقهي•



فائدة دعوية



ومنفوائد التعدد تمكين ذوات الهمم والدعوية، وطالبات العلم من الاستفادة منالرجال المتميزين في هذه المجالات؛ فمعلوم أن الرجل له حقوق كثيرة وواجباتمتعددة قد يثقل على المرأة الواحدة النهوض بها، فإذا تزوج بثانية أو ثالثةأو رابعة خفت الواجبات وتوزعت المسؤوليات على نسائه، وتمكن ذوات الفضلوطالبات العلم من القيام بمسؤولياتهن الدعوية والتحضير لدراساتهن العلميةفي أوقات فراغهن وأيام وجود الزوج عند غيرهن؛ ثم إذا أنجزن ما أنجزن وكانتليلة إحداهن أقبلت في شوق إليه وعرضت ما لديها عليه من إنجازات علمية أوأفكار دعوية إذا كان ممن له دراية بذلك•• فحصل له فضل التوجيه والعشرةوالإفادة، وحصل له فضل القوامة والتشجيع والعشرة والثواب؛ فلا يكون مصلحةذلك قاصرة عليهما، بل تصبح مصلحة عامة متعدية إلى من حولهما على قدرالتخصص والنفع ومستوى التأثير الحسن؛ فيكون ذلك كله مندرجا في عموم قولهتعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى••} [المائدة: 2]



ثم إنالمستفيد الأول من التعدد هو المرأة المسلمة؛ لأنه لا اقتصر ذوو الصلاحوأهل الفضل واليسار على واحدة لحرم غيرها من خيرهم وصلاحهم وفضلهم؛ سواءكان ذلك علما أو مالا أو صلاحا أو نبوغا•• ولكن الله لطف بالنساء فمكن لهنمن أمثال هؤلاء ليكون نفعهم متعديا وفضلهم شاملا وهي شريعة الحكيم الخبيرجل وعلا• كما أن من محاسن التعدد وفوائده أنه يدفع السآمة ويرفع المللوالرتابة من حياة الزوجين؛ فيجددها ويطريها، وينوعها ويحليها؛ فإن الأرضإذا داوم عليها الغيث واستمر وتتابع وإن كان نافعا إلا أنها تمله وتنتنمنه، ولكنه إذا غاب عنها فأشرقت الشمس عليها وجفت تاقت إليه واشتدت حاجتهاإلى وابله وصيبه؛ فذاك مثل هذا؛ واللبيب بالإشارة يفقه•



لقد سئلسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - في سحر إحدى لياليالعشر الأخيرة من رمضان في عام 1408هـ في برنامج (نور على الدرب) سؤالاورد عليه من سائل من الباحة، قال فيه: لدي امرأة لي منها أولاد، ونفسيتتوق إلى الثانية، وكلما حدثت زوجتي برغبتي هذه تأبت علي وهددتني بأنهاستذهب إلى أهلها، وتترك أولادها••، فبم تنصحونني وتنصوحونها يا سماحةالشيخ؟! فأجاب - رحمه الله - بما فتح الله عليه؛ فكان مما قال: (اتق اللهيا أمة الله في ذلك، فإن الزواج من حق الزوج، وليس للزوجة منع زوجها منالتزوج بثانية أو ثالثة أو رابعة، والذي شرع ذلك هو الله سبحانه من فوقسبع سموات، وهو يعلم ما يصلح حال الرجال وحال النساء، ولذلك أباحه وأحلهلمصالح عديدة يعود بعضها إلى الزوجة نفسها، فقد يكون الزوج بخيلا فإذاتزوج بثانية أطلق الله يده على زوجته الأولى بحكم العدل، وقد ينفع اللهبزوجك فيحسن إلى أرملة أو مطلقة أو عانس؛ فيكون لك بالرضا أجر من ذلك، وقديرزقه الله تعالى من زواجه ذرية ذكورا أو إناثا فلا يقوم عليك أو ينفعك فيالمستقبل إلا هؤلاء• وقد يكون زوجك قد كره بعض طباعك فإذا عاشر الأخرى منالنساء بان له فضلك لما يرى من نقص النساء في بعض الجوانب، فتعتدل نظرتهلك بعدما يجرب غيرك، والأمر الأهم من ذلك كله هو أن كراهيتك لزواج زوجكفيه خطر عظيم عليك من أن يحبط الله عملك؛ بكراهية بعض ما أنزل الله عزوجل؛ وأمر التعدد صريح يتلى في قوله تعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا فياليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء••} [النساء: 3] وكراهية ما أنزلالله موجب لحبطان العمل، فقد قال سبحانه: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل اللهفأحبط أعمالهم (9)} [محمد] ولا يلزم كراهية كل ما أنزل الله حتى يحبطالعمل بل كراهية آية واحدة كاف ومؤذن بذلك لمن علم وتعمد)• انتهى مضمون ماجاء في هذه الفتوى المهمة في هذا الأمر الدقيق•



صعوبات التعدد



أماعن الصعوبات التي تواجه المعدد فإذا كان قادرا عاقلا عادلا فإن الصعوباتالتي تبرز له لا يؤبه بها ولا يلتفت إليها؛ لأنها في صورة أو أخرى تعتريسائر البشر؛ فكل إنسان أيا كان خلق في كبد بمقتضى جواب القسم الوارد فيسورة (البلد) {لقد خلقنا الإنسان في كبد (4)}؛ والكبد: هو التعب والنصبوالنكد؛ والأكباد منوعة بمقتضى التنكير الوارد في الآية؛ فكل إنسان يكابدكبدا يناسبه بمقتضى حكمة الله البالغة؛ فكبد الصغار غير كبد الكبار، وكبدالأمراء غير كبد الضعفاء، وكبد الأغنياء يباين كبد الفقراء، وكذا شأنالنساء••، والعبرة بمن يصبر على كبده ويصابره، ويحتسبه عند الله ليتعاظمأجره عليه، ولا يدرك ذلك ويعمل به إلا مؤمن؛ ولهذا ورد في الصحيح قولهعليه الصلاة والسلام: (عجبت لأمر المؤمن إن أمره كله خير؛ إن أصابته سراءشكر، وإن أصابته ضراء صبر، وليس ذلك إلا للمؤمن)• أو كما قال عليه الصلاةوالسلام•



وقد تكون الجوانب المادية أبرز الصعوبات أمام المعددين،ولكن إذا صحت النية وحسن الظن بالله تعالى وفعلت الأسباب زالت هذهالمشكلات وتقاطر الرزق على من تلك سجاياه من المعددين من حيث لا يحتسب؛فكل دابة أيا كان من إنسان أو حيوان أو غيره على الله رزقها؛ سوقا وتيسيراوتقديرا، بمقتضى قوله تعالى بأسلوب العقد المؤكد في أحوال الإنكار: {ومامن دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتابمبين (6)} [هود] •



بل إن من أعظم أبواب الرزق وأوسع مجالات الغنىالمعنوي والمادي الزواج بقصد العفاف والإعفاف؛ استنادا إلى قوله تعالى فيسورة (النور) {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إنيكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم (32)} [النور] ، يقولالقرطبي في تفسيره لهذه الآية: (وهذا وعد بالغنى للمتزوجين طلب رضا اللهواعتصاما من معاصيه)، وقال ابن مسعود: (التمسوا الغنى في النكاح، وقد قالالله تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله})، وروي هذا المعنى عنابن عباس رضي الله عنهما أيضا، ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة كلهم حق على الله عونه المجاهدفي سبيل الله، والناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء) أخرجه ابن ماجةفي سننه) انتهى ما جاء في تفسير القرطبي•



ومن جميل ما عالجهالشنقيطي في (أضواء البيان) 3/377 شبهة أن التعدد يلزم منه الخصام والشغبالمفضي إلى النكد؛ فقد قال رحمه الله: (وما يزعمه بعض الملاحدة من أعداءالإسلام من أن تعدد الزوجات يلزمه الخصام والشغب الدائم المفضي إلى نكدالحياة؛ لأنه كلما أرضى إحدى الضرتين سخطت الأخرى؛ فهو بين سخطتين دائما،وأن هذا ليس من الحكمة؛ فهو كلام ساقط؛ يظهر سقوطه لكل عاقل؛ لأن الخصاموالمشاغبة بين أفراد أهل البيت لا انفكاك عنه ألبته؛ فيقع بين الرجل وأمه،وبينه وبين أبيه، وبينه وبين أولاده، وبينه وبين زوجته الواحدة؛ فهو أمرعادي ليس له كبير شأن، وهو في جنب المصالح العظيمة التي ذكرنا في تعددالزوجات من صيانة النساء، وتيسر التزويج لجميعهن، وكثرة عدد الأمة؛ لتقومبعددها الكثير في وجه أعداء الإسلام•• كلاشيء؛ لأن المصلحة العظمى يقدمجلبها على دفع المفسدة الصغرى••



فالقرآن أباح تعدد الزوجاتلمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج، ولمصلحة الرجل بعدم تعطل منافعهفي حال قيام العذر بالمرأة الواحدة، ولمصلحة الأمة ليكثر عددها فيمكنهامقاومة عدوها؛ لتكون كلمة الله هي العليا، فهو تشريع حكيم خبير، لا يطعنفيه إلا من أعمى الله بصيرته بظلمات الكفر، وتحديد الزوجات بأربع تحديد منحكيم خبير، وهو أمر وسط بين القلة المفضية إلى تعطل بعض منافع الرجال،وبين الكثرة التي هي مظنة عدم القدرة علىالقيام بلوازم الزوجية••)ا•هـ•



ومهمايكن من أمر فإن الرجل الحكيم الحازم في رفق، الرفيق في حزم وعدل وصبريستطيع بإذن الله وعونه مواجهة ما قد يبدو من مشكلات أو منغصات هي وإنبرزت لا تساوي شيئا في غمرة المصالح العليا الخاصة والعامة؛ مما يحتسبهالزوج المعدد عند الله تعالى• زيادة الوعي العام الأصل أن كل عادة أوتقليد يصطدم مع نصوص الإسلام ولا يصدر عنها لا ينبغي أن يعتد به ولا يعتادعليه؛ إذا كان الأمر كذلك لتساقطت عرى الإسلام عروة عروة حتى لا يبقى منالإسلام إلا اسمه وقد لا يبقى إلا اسمه؛ ومن هنا فإنه في مجتمع المسلمينينبغي أن تكيف عاداتهم وتشكل تقاليدهم من خلال نصوص الدين وضوابطه حتى لايقع التصادم بين الوقائع الاجتماعية وما في الإسلام من شرائع؛ جاءت لمصلحةالبشر أجمعين•



وعلى كل فالذي ألحظه أن وعي أولياء الأمور في كثيرمن البيئات والمدن أخذ ينمو وبدأ يظهر في هذه القضية، وبخاصة بعد أن فشاالتعليم وتوسع العلم الشرعي، وانبت من خلال وسائل الإعلام المتعددة، بلأصبح كثير من النساء يتعقل، يتفهم الجوانب الإيجابية للتعدد، يحس بفوائدهالاجتماعية، ويستشعر الثواب من الله تعالى عندما تحتسب الزوجة عند الله عزوجل إحسان زوجها إلى أخواتها المسلمات مع إحسانه إليها؛ فتنفك من عقدةالأثرة والإنسانية، وهذه درجة عالية من السماحة، وفيها نوع من الإيثارالمحمود؛



تقول د• الجوهرة بنت ناصر: (إن الفطرة السليمة تؤكدحاجة الرجل إلى أربع من النساء، بينما المرأة لا تستطيع التفكير في غيرزوجها وأطفالها وبيتها، فلا تنظر المرأة إلى الرجل من خلال نفسها وتخسررضا الله وزوجها إليها••)



ثم نقول في كلام موضوعي نسوي نفيس(ولا شك أن الزوج أو الرجل في سن الأربعين يبلغ أشده، ويكمل نضجه، ويتمإدراكه؛ فيغدو بنظرة أخرى للحياة من احتياجاته البدنية والنفسيةوالتكوينية والفطرية؛ فأرجو ألا يغفل هذا الأمر المهم جدا في حياة الرجل،وذلك عكس ما يحدث للنساء، فهن يحددن أمورا كثيرة، ويلتزمن كثيرا منالضوابط، وحب الحدودية والخصوصية، والتوحد بأسرتها، وهذا قد يجعل لديهاكثيرا من الأنانية والنرجسية، فلا تعود تفكر في أختها المسلمة علىالإطلاق، بل إنها تشعر بالغيرة القاتلة، والتسلط المستبد••)



ثمتوجه نصيحتها الثمنية إلى بنات جنسها قائلة: (فعلى المسلمة أن تعود نفسهاعلى السماحة وحب الخير للجميع، ومعرفة أنها عامل للسلام والتضحية،والإيثار؛ إكراما وتقديرا لكيان الأسرة واستمرارية الحياة••) انتهى كلامهذه الباحثة المنصفة، والوارد في عدد المدينة المتقدم•



ومن إنصافهذه الباحثة أنها نصحت النساء اللاتي يرغب أزواجهن في التعدد بالعنايةبأنفسهن وتطوير ذواتهن فكريا وعلميا وثقافيا وصحيا ورشاقة وجملا؛ فإن عدلالزوج عن ذلك فيها وإلا كما تقول: (وإلا على المرأة انقاذ الوضع برمتهوتزويج زوجها إلى من ترى أنها ذات دين وخلق كريم، فاضل، ولن تعي إبعادخطورة هذا الأمر إلا شخصية واعية حكيمة ناضجة؛ تعي خوفها من الله والعملعلى كسب رضاه سبحانه، ثم حب زوجها وطاعته وإعانته والرحمة به وإنقاذه منسبل الشيطان ومزالقه••)



وهذه نصيحة صادقة، صدرت من عقل متقدم فيالنضج والاتزان وبعد النظر في العواقب والمآلات•



صور من عدم العدل



أما مايقال أن عدم العدل بين الزوجات يقود الحياة الزوجية إلى نتائج مؤلمة فهذاصحيح، وليست النتائج مؤلمة على الزوج المائل غير العادل في الدنيا فحسب،بل هي في الآخرة أظهر وأبدى؛ فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل)،ويستثنى من هذا الميل الحب والجماع على ما تقدم•



ومن مفاسد غيرالعدل بين الزوجات وقوع الخصومات، وظهور المشاحنات، وقد يمتد ذلك إلىالأولاد من ذكور وبنات، وقد يصل الأمر إلى حد وقوع المقاطعات في الرحم•• وأشد من ذلك كله تعدي حدود الله تعالى وتجاوز ما تفضل به وأباحه بالإساءةإليه والتفريط فيه• وتحكيم الهوى والشهوات، وإخراج هذا الأمر الذي هو منمحاسن الإسلام في صورة منفرة مزهدة فيه، تفضي إلى التطاول على الدينوالتشنيع بأفعال المسلمين في نظر المرجفين والكافرين، فتقع النفرة منالدين بسبب هذا التصرف المشين•



في دراسة فقهية مؤصلة الدكتور/ ناصر الخنين
* عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام

نقل وتنسيق : من احدى المنتديات









يتبع ان شاء الله

..





((شنف أسماعك))

((تأكد من صحة الأحاديث))

((مكتبة المدينة الرقمية))




----------







--------------------------------------------------------------------------------

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 15-12-2007, 03:38 AM   #3
 
إحصائية العضو








نايف الخييلي غير متصل

نايف الخييلي is on a distinguished road


افتراضي رد: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

ابن المطوع

الله يعافيــك على ذا الموضوع الطيب والله يرزقك بأربع زوجات ويبارك لك فيهن .. قل آمين

تقبل تقديري

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 15-12-2007, 07:47 PM   #4
 
إحصائية العضو







ابومبارك الودعاني غير متصل

ابومبارك الودعاني is on a distinguished road


افتراضي رد: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

بـــارك الله فيك

وأسأل الله ان يجزيك خير الجزاء

وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك

أخوك أبومبارك الودعاني

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 15-12-2007, 08:25 PM   #5
 
إحصائية العضو








ابو زيد الغييثي غير متصل

وسام التميز: وسام التميز - السبب: لمشاركاته المتميّزه وجهده الطيب في المنتدى
: 1

ابو زيد الغييثي is on a distinguished road


افتراضي رد: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف الخييلي مشاهدة المشاركة
ابن المطوع

الله يعافيــك على ذا الموضوع الطيب والله يرزقك بأربع زوجات ويبارك لك فيهن .. قل آمين

تقبل تقديري
آميـــــن ، ولك مثله يا بو فهاد


جزاك الله خير على هذا الموضوع

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 25-12-2007, 02:27 PM   #7
 
إحصائية العضو







محمد ال مطيلق غير متصل

محمد ال مطيلق is on a distinguished road


افتراضي رد: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

بـــارك الله فيك

وأسأل الله ان يجزيك خير الجزاء

وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 25-12-2007, 02:55 PM   #8
 
إحصائية العضو







سالم الحراجين غير متصل

سالم الحراجين is on a distinguished road


افتراضي رد: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

جزاك الله الف خير ويجعلها ربي انشاء الله في ميزان حسناتك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 25-12-2007, 04:04 PM   #10
 
إحصائية العضو








الشقرديه غير متصل

الشقرديه is on a distinguished road


افتراضي رد: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

الله يجزاك خير اخوي والله يعينكم على التعدد يالله اقتدو بسنة محمد عليه الصلاة والسلام

تحياتي/الشقرديه

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 25-12-2007, 04:08 PM   #11
 
إحصائية العضو








بوحمد الحمد غير متصل

بوحمد الحمد is on a distinguished road


افتراضي رد: جامع الدلائل و البينات في فوائد تعدد الزوجات...

سعود

جزاك الله خير

ونفع بك الاسلام والمسلمين

ولاتحرمنا من جديدك

دمت بكل خير

تقبلني

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---