الثناء الصادق و أثره بالنهوض في الأفراد و الأمة - 2 - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقسام الـنـشاطيّـة .::: > :: قسم الأسـره والمـجتمـع ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-2011, 05:09 PM   #1
 
إحصائية العضو







العود الأزرق غير متصل

العود الأزرق is on a distinguished road


افتراضي الثناء الصادق و أثره بالنهوض في الأفراد و الأمة - 2





ولهذا تتابع السلف الصالح على هذا الخلق النبيل، فلو نظرنا في سير أكابرهم لرأينا ذلك واضحاً؛ فهذا ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول: "كان معاذ بن جبل أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين" تشبيهاً له بإبراهيم الخليل - عليه السلام -".

فهذا الثناء من ابن مسعود - رضي الله عنه - دليل على إنصافه، وزكاء نفسه؛ فمع أنه من أكابر علماء الصحابة، ومع أنه أسبق إسلاماً وأكبر سناً من معاذ إلا أنه لم يجد في نفسه غضاضة من الثناء عليه، وإنزاله منزلته اللائقة به.
وهكذا شأن الصحابة - رضي الله عنهم - وبمثل هذا الخلق النبيل سادوا، وارتفعوا فكانوا خير أمة أخرجت للناس، وكانوا أكثرهم اتفاقاً ووئاماً، وأقلهم خلافاً وتفرقاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : "ومن استقرأ أحوال العالم في جميع الفرق يتبين له أنه لم يكن قط طائفة أعظم اتفاقاً على الهدى والرشد، وأبعد عن الفتنة والتفرق والاختلاف من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين هم خير الخلق بشهادة الله لهم بذلك؛ إذ يقول - تعالى -: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران: 110".
وهكذا درج من جاء بعد الصحابة على هذا المنوال؛ فهذا الإمام أحمد - رحمه الله - يقول: "أتدري مَن الإمامُ؟ الإمام سفيان الثوري، لا يتقدمه أحد في قلبي".

وقال: "قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينك مثل سفيان".
وهذا سفيان الثوري - رحمه الله - يقول: "كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل، ولو كان في الصحابة لكان رجلاً فاضل".
ويقول - أيضاً - في ابن المبارك - رحمه الله - : "إني لأشتهي أن أكون من عمري كلِّه أن أكون سنة مثل ابن المبارك؛ فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام".
وقال علي بن زيد: حدثني عبدالرحمن بن أبي جميل قال: "كنا حول ابن المبارك بمكة، فقلنا له: يا عالم الشرق حدثنا - وسفيان قريب منا يسمع - فقال: ويْحَكُم! عالم المشرق والمغرب وما بينهم".
فها هم أفاضل السلف يشهد بعضهم لبعض دونما تحرج أو غضاضة؛ فماذا كانت النتيجة؟ لقد رفعهم الله جميعاً؛ وربما كان إعجابنا بالشاهد المادح أعظم من إعجابنا بالمشهود له الممدوح؛ لأن شهادته لقرنه تدل على ساحة طاهرة، ونفس زكية.
وهذا مما يرقى بالذوق، ويسمو بالهمم، ويرتقي بالمشاعر، ويقضي على روح التشاحن والبغضاء.
قيل لأعرابي: "من أكرم الناس عشرة؟ قال: من إذا قرب منح، وإذا بعد مَدَح، وإن ضويق فسح، فمن ظفر به فقد أفلح ونجح".
ومما ينبغي التنبيه عليه مراعاة الفرق بين المديح المنضبط المعتدل الصادق وبين الإطراء الكاذب الممقوت؛ كمن يقول في ممدوحه:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار* فاحكم فأنت الواحد iiالقهار
وكحال من يقول لما حصل زلزال في مصر في عهد أحد السلاطين:
ما زلزلت مصر من كيد يراد بها * لكنها رقصت من عدله iiطربا
وكذلك ينبغي مراعاة التوازن في المديح؛ لأن من الناس من يزيده المديح إقبالاً وجداً، وفضلاً ونبلاً، ومنهم من يبعث فيه المديح غروراً، وطيشاً، وتيهاً، وعتواً، ونفوراً.
وهذا راجع لحكمة الإنسان، ومعرفته بطبائع النفوس، وربما كان الفصل بينهما رهينَ كلمة مدح مقدرة أو مبالغ فيها.
وبناءاً على ما مضى كله فلماذا لا نأخذ بهذه الطريقة الحكيمة النبيلة؟ لماذا لا نأخذ بها إذا وقفنا أمام الناس لنعظهم؛ فنبدأ بالثناء عليهم ثناءاً متزناً؛ كي نهيئ نفوسهم لقبول ما نقول؛ إذ لا شيء يهز أعطافهم كالثناء عليهم خصوصاً إذا كان من غريب؟.

وما الذي يضيرنا إذا رأينا إنساناً براً بوالديه، واصلاً لأرحامه، متودداً لجيرانه أن نذكره بعظم هذا العمل، وأن نشكره عليه، ونوصيه بالاستمرار على ذلك؟.

وما الذي يمنعنا إذا رأينا من أحد طلابنا جداً ونشاطاً وأدباً أن نشعره بالرضا والفرح، والدعاء؟.

وما الذي يمنعنا إذا رأينا معلماً مخلصاً في عمله، حريصاً على طلابه أن نشد على يده، وأن نشكره على إخلاصه وحرصه؟ بدلاً من تخذيله، وإشعاره بأنه إنسان ساذج يقوم بأكثر مما طلب منه.

وما الذي يضيرنا إذا رأينا خطيباً مصقعاً يهز أعواد المنابر، ويحترم عقول المخاطبين، ويحرص على تحرير خطبه وإلقائها في أثواب ملائمة أن نشكر له صنيعه، ونشعره باستفادتنا منه، وتقديرنا له؟.

وما الذي يضيرنا إذا رأينا أو سمعنا عن طبيب حاذق يتمتع بخلق فاضل، وصبر على مراجعيه، وحرص على سلامتهم وعافيتهم أن نبدي له إعجابنا وشكرنا ودعاءنا؟.
وما الذي يلجم أفواهنا أو أقلامنا أن تشكر صحفياً أو كاتباً على حبه للفضيلة، ودفاعه عنها؟.

ولماذا لا نزجي الشكر لمسؤول أصدر قراراً فيه نفع للمسلمين، أو فيه فتح لباب خير، أو إغلاق لباب شر؟.

ولماذا لا نعتاد تقديم الشكر لمن أسدى إلينا معروفاً ولو قل؟.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "من صنع إليكم معروفاً فكافؤوه فإن لم تجدوا ما تكافؤونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه"(1).

وقال - عليه الصلاة والسلام -: "من صُنع إليه معروفٌ، فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء"(2).
يقول سفيان الثوري - رحمه الله - : "إني لأريد شرب الماء، فيسبقني الرجل إلى الشربة، فيسقينيها؛ فكأنما دقَّ ضلعاً من أضلاعي لا أقدر على مكافأة لفعله".

وقال أبو هاشم الحراني: "من طباع الكريم وسجاياه رعاية اللقاءة الواحدة، وشكر الكلمة الحسنة الطيبة، والمكافأة بجزيل الفائدة".

وبالجملة فباب الثناء والشكر باب واسع لمن أحسن الدخول فيه، ومسلك جميل للتعبير عن المشاعر، والحفاظ على روح الود.

والحديث عنه يحتاج إلى مزيد عناية وتحرير؛ لأن الناس فيه ما بين مفرط ومفرط؛ فلعل الله ييسر فرصة أوسع.

-----------

(1) رواه أبو داود (1672) وقال الألباني في صحيح الجامع (6021): "صحيح".
(2) رواه الترمذي (2035) وقال: "حديث حسن جيد غريب" وقال الألباني في صحيح الجامع (6368): "صحيح".




:x006:
[/CENTER]

 

 

 

 

 

 

التوقيع














شبكة فجر الإيمان الاسلامية على تويتر

fjr_aleman@

    

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 05:21 PM   #2
 
إحصائية العضو







فهد المقابله غير متصل

فهد المقابله is on a distinguished road


افتراضي رد: الثناء الصادق و أثره بالنهوض في الأفراد و الأمة - 2

بارك الله فيك يالعود الازرق
فعلاً الثناء الصادق بالكلمة الطيبة له مزايا عديدة يقرب القلوب ويذهب حزنها ويمسح غضبها و يحدث أثرا طيباً في النفس
ويفتح أبواب الخير... ويغلق أبواب الشر بحول الله ويشعر الإنسان بالسعادة وحبذا لو رافقته إبتسامة صادقة


دمت بخير وهناء

 

 

 

 

 

 

التوقيع

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    

رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 09:33 PM   #4
 
إحصائية العضو







ابن ذيب الودعاني غير متصل

ابن ذيب الودعاني is on a distinguished road


افتراضي رد: الثناء الصادق و أثره بالنهوض في الأفراد و الأمة - 2

بارك الله فيك يالعود الازرق


وفعلا العود مايجيك منه الا الطيب والريح الزين فلك من اسمك نصيب


اسال الله ان يجعل ما تقوم به في ميزان اعمالك

 

 

 

 

 

 

التوقيع

وما دامها ميراث والد لمولود=فانا العريمي صلب ناصر وودعان
اهل الحمية سعد من كان مضهود=ولاخير في قول ٍ على غير برهان
يشهد بها راعي المعم ابن عبود= يومه يهوز الدار بثياب الاخوان
هدف على الفرعه رجال ال مسعود=لعلها تصبح مقر ٍ لقحطان
مير اعترض دربه صناديد واسود=واجلوه والراضي من القوم زعلان

    

رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 09:40 PM   #5
 
إحصائية العضو








ناصر بن فهد غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: النشاط والتميزوسام الخيمة الرمضانية 1430هـ الفضي لصاحب المركز: الوسام الفضي لصاحب المركز الثاني بالأفضلية - السبب:
: 2

ناصر بن فهد is on a distinguished road


افتراضي رد: الثناء الصادق و أثره بالنهوض في الأفراد و الأمة - 2

الله يعطيك العافيه

وبارك الله فيك

ولاهنتي

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الثناء الصادق وأثره بالنهوض في الأفراد والأمة - 1 العود الأزرق :: قسم الأسـره والمـجتمـع :: 6 24-02-2011 10:03 AM
الوجيه برّاك بن هادي الحضيري المشاوية وأبنائه يحتفلون بزفاف إبنهم المهندس حسين بن هادي الحضيري المشاوية (صور خاصة وحصريّة) الإداره :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 15 10-02-2011 06:53 PM

 


الساعة الآن 04:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---