الثناء الصادق وأثره بالنهوض في الأفراد والأمة - 1 - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقسام الـنـشاطيّـة .::: > :: قسم الأسـره والمـجتمـع ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-2011, 10:58 PM   #1
 
إحصائية العضو







العود الأزرق غير متصل

العود الأزرق is on a distinguished road


افتراضي الثناء الصادق وأثره بالنهوض في الأفراد والأمة - 1



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الثناء الصادق المعتدل مما يشعر الإنسان بقيمته، ويهزه إلى المكارم هزاً؛ فيقوده إلى الصفح، والعفو، وإحسان الظن، والبذل..

كما أنه دليل على كرم سجية المادح، وعلى بعده عن الأثرة والشح؛ فهو من قبيل الكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة صدقة..

ولا ريب أن هذه المعاني من أعظم ما يرتقي بالمشاعر، ويحفظ للناس أقدارهم، وينأى بهم عن السفاسف والمحقرات..

بل إن كرام الناس إذا مدحوا أبت لهم همهم أن يكونوا دون ما مدحوا به ؛ فمن ذلك ما حكي أن هارون الرشيد
لما سمع قول الشاعر:

تراه في الأمْنِ في دِرْعٍ مُضاعفةٍ * لا يأمن الدهرَ أن يُدعى على عَجَلِ

سأل عنه وعمن قيل فيه، فقيل له: لمسلم بن الوليد الشاعر، في قائد الجيوش يزيد بن مزيد الشيباني-وكان يزيد يقول للرشيد: والله يا أمير المؤمنين، لأحرصن على أن لا أكذب شعرائي فيما يمدحونني به - فأمر الرشيد بإحضار يزيد على الحالة التي يُصادَف عليها، فأحضروه وعليه ثياب خلوته مُلَوَّنة، فلما نظر إليه الرشيد في تلك الحالة، قال: أكذبت شاعرك يا يزيد! قال: فيم يا أمير المؤمنين؟ قال في قوله:

تراه في الأمن في درع مضاعفة * لا يأمن الدهر أن يدعى على عجل

فقال يزيد: لا والله يا أمير المؤمنين، ما أكذبته، وإن الدرع عليَّ ما فارقتني، وكشف ثيابه، وإذا عليه درع مظاهرة.

بل إن الثناء الصادق مما تنشرح له صدور العظماء، ويشعرهم بصواب ما هم عليه، ويقودهم إلى مزيد من الخير والإحسان، ويسد عليهم باب الكسل الذي يواجههم به المخذِّلون، والمبالغون في النقد.

ولهذا سلكت هداية القرآن الكريم هذا المهيع؛ فكم هي الآيات التي ورد فيها الثناء من الرب الكريم - جل وعلا - على بعض عباده الصالحين؟.

إنها كثيرة جداً، منها قوله - تعالى - في الثناء على نوح- عليه السلام -: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُور) الإسراء: 17.

وقوله - تعالى - في حق إبراهيم - عليه السلام -: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) هود: 75.

وقوله: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(120) شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(121)) الإسراء.

وقوله - تبارك وتعالى - في حق سليمان - عليه السلام -: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)) ص.

وقوله في حق أيوب - عليه السلام -: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص:44.

وقوله في حق نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) القلم..

أما السنة النبوية فحافلة في هذا المقام؛ ولو ألقيت نظرة في دواوينها وفي كتب المناقب منها على وجه الخصوص لرأيت عجباً، وإليك طرفاً من ذلك.

جاء في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: "حدثنا قتيبة حدثنا حاتم ابن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال كان علي - رضي الله عنه - تخلف عن النبي- صلى الله عليه وسلم - في خيبر وكان به رمد فقال: أنا أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج علي، فلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأعطين الراية - أو قال ليأخذن - غداً رجلٌ يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله ورسوله يفتح الله عليه".

فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففتح الله عليه"(1).

وجاء في صحيح البخاري عن عمرو بن تغلب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بمال، أو بسبي فقسمه، فأعطى رجالاً وترك رجالاً، فبلغه أن الذين ترك عتبوا؛ فحمد الله، ثم أثنى عليه ثم قال: "أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل، وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وآكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب" فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمر النعم(2).

فانظر إلى هذا الثناء، وانظر إلى أثره في عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - حتى استغنى أن يطلب مالاً، فكانت هذه الكلمة أحب إليه من حمر النعم، وهي أنفس ما كانت عند العرب.

وجاء في الصحيحين من حديث سالم بن عبدالله عن أبيه عبدالله - رضي الله عنه - قال: "كان الرجل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتمنيت أن أرى رؤيا؛ فأقصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكنت غلاماً شاباً، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم؛ فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فَلَقِيَنا ملك آخر، فقال لي لم ترع.
فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل".
فكان عبدالله بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً(3).

وجاء في الصحيحين من حديث أسماء بنت عميس الطويل في الهجرة وما دار بينها وبين عمر بن الخطاب، وفيه:
فلما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت: "يا نبي الله إن عمر قال: كذا وكذا، قال: "فما قلت له؟" قالت: قلت له: كذا وكذا.

قال: "ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان".
قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالاً يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح، ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيدُ هذا الحديث مني(4).

وجاء في الصحيحين عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعرف أصوات رُفْقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أرَ منازلهم حين نزلوا بالنهار، ومنهم حكيم إذا لقي الخيل أو العدو، قال لهم: إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم"(5).

فهذه أمثلة يسيرة من السنة، والمقام لا يحتمل الإطالة في ذلك، وإنما هي إشارات يتبين من خلالها أن الثناء الصادق سنة متبعة، وأن له آثاره الحميدة.

-------------
(1) البخاري (2975) واللفظ له، ومسلم (2407).
(2) البخاري (923).
(3) البخاري (1121) و (1122) ومسلم (2479).
(4) البخاري (4230) و (4231) ومسلم (2502).
(5) البخاري (4232) ومسلم (2499).


 

 

 

 

 

 

التوقيع














شبكة فجر الإيمان الاسلامية على تويتر

fjr_aleman@

    

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 01:24 AM   #4
 
إحصائية العضو







محمد بن فهد الرجباني غير متصل

وسام الخيمة الرمضانية 1430هـ البرونزي لصاحب المركز: الوسام البرونزي لصاحب المركز الثالث بالأفضلية بالخيمة الرمضانية 1430هـ طيلة شهر رمضان المبارك - السبب: وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: النشاط والتميز
: 2

محمد بن فهد الرجباني is on a distinguished road


افتراضي رد: الثناء الصادق وأثره بالنهوض في الأفراد والأمة - 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير الجزاء اختي العود الازرق وبارك الله فيك واثابك الله بالجنة والمسلمين اجمعين

 

 

 

 

 

 

التوقيع

تستاهل مراقب وتستاهل الطيب=ياللي على خدمة بني عمك حضاب
ياذيب ياللي جيت فوق المراقيب=وياحر ياللي ماكرك عالي هضاب
يابوفهد عداك لوم وعذاريب=في طلتك مثل الجدي مابعد غاب
من لابة هداتكم تشبع الذيب=تقدم نهار الهوش وتقيد ركاب
ماهيب ترسل للمعادي مناديب= تقدم لامن ولد الردي وقف وهاب

الشاعر/شافي النتيفات


    

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 03:42 AM   #5
 
إحصائية العضو







ابن ذيب الودعاني غير متصل

ابن ذيب الودعاني is on a distinguished road


افتراضي رد: الثناء الصادق وأثره بالنهوض في الأفراد والأمة - 1

بارك الله فيك يالعود الازرق


وفعلا موضوع مهم جدا خصوصا في وقتنا الحالي حيث المشكلة ليست في التخذيل او الذم ولكن المشكلة في المدح الزائد


فنجد من يبالغ ويمدح في مدح الملوك و الأمراء بصفات الانبياء والعياذ بالله وبصفات يعلمون انها ليست فيهم


وهذا ما يسمى بالنفاق الاجتماعي لكي ياخذ حفنة من المال او يقضي مصلحة



وجزاك الله خيرا اخي العود الازرق

 

 

 

 

 

 

التوقيع

وما دامها ميراث والد لمولود=فانا العريمي صلب ناصر وودعان
اهل الحمية سعد من كان مضهود=ولاخير في قول ٍ على غير برهان
يشهد بها راعي المعم ابن عبود= يومه يهوز الدار بثياب الاخوان
هدف على الفرعه رجال ال مسعود=لعلها تصبح مقر ٍ لقحطان
مير اعترض دربه صناديد واسود=واجلوه والراضي من القوم زعلان

    

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 05:47 AM   #6
 
إحصائية العضو







فهد المقابله غير متصل

فهد المقابله is on a distinguished road


افتراضي رد: الثناء الصادق وأثره بالنهوض في الأفراد والأمة - 1

بارك الله فيك ونفع بك


تحياتي وتقديري

 

 

 

 

 

 

التوقيع

[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

    

رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 10:03 AM   #7
 
إحصائية العضو







مبارك بن شافي النتيفات غير متصل

وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: شكر وتقدير
: 1

مبارك بن شافي النتيفات is a splendid one to beholdمبارك بن شافي النتيفات is a splendid one to beholdمبارك بن شافي النتيفات is a splendid one to beholdمبارك بن شافي النتيفات is a splendid one to beholdمبارك بن شافي النتيفات is a splendid one to beholdمبارك بن شافي النتيفات is a splendid one to beholdمبارك بن شافي النتيفات is a splendid one to behold


افتراضي رد: الثناء الصادق وأثره بالنهوض في الأفراد والأمة - 1

العود الازرق

جزاك الله خير ونفع بك على هذا الموضوع القيم

تحياتي و تقديري

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 05:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---