التوحيد واثر تحقيقه - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-2010, 10:39 PM   #1
 
إحصائية العضو







المبشر غير متصل

وسام الدواسر الفضي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: التميز في الطرح
: 1

المبشر is on a distinguished road


افتراضي التوحيد واثر تحقيقه

تقوى الله أمر عظيم

لأن حقيقته أن تطيع أمر الله جل وعلا في جميع أحوالك

على نور من الله ترجو ثواب الله

وأن تترك معصية الربّ جل وعلا في جميع أحوالك وجميع تقلباتك
تخشى عقاب الله على علم وعلى نور من الله جل وعلا.
إن قلب المؤمن لا يصلح إلا بتعظيم الله جل وعلا لا يصلح ولا يثبت على الإيمان ولا يستقيم على ذلك إلا بتحقيق التوحيد لله جل وعلا فكلما قوي العبد في الإخلاص لله وفي توحيده لربه وفي تحقيقه الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كلما قوي في تحقيق ذلك ثبت على الإيمان، ونفى تسويل الشيطان وكان قيامه في عقد الإيمان قياماً قوياً صحيحاً أمر الله جل وعلا عباده بتحقيق التوحيد له وبإخلاص الدين له جل وعلا: قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين[الزمر:11].وقال جل وعلا: ألا لله الدين الخالص[الزمر: 3]. يعني فاعبدوه مخلصين له الدين حنفاء وهذا الأصل العظيم عليه قامت السموات وعليه قامت الأرض ومن أجله خلق الجن والإنس وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[الذاريات:56]. يعني إلا ليوحدون إلا ليخلصوا العبادة لي وحدي.
وهذا الأمر العظيم من أجله بعثت الرسل ومن أجله خلقت النار وخلقت الجنة ومن أجله قام الجهاد ورفعت ألويته ومن أجله حاق بالذين كفروا سوء ما عملوا ومن أجله نصر الله المؤمنين لهذا وجب على المؤمنين أن يسعوا سعياً جاداً في تحقيق الإخلاص لله في تحقيق التوحيد لله جل وعلا بأن يكون أمرهم، بأن تكون عبادتهم بأن تكون طاعتهم لله جل وعلا وحده دون ما سواه فطاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم تبع لطاعة الرب جل وعلا: قل أطيعوا الله والرسول[آل عمران:32].
إن العبد المؤمن إذا حقق التوحيد فإنه يحصل على فضل من الله في الدنيا وفي الآخرة فمع أنه واجب وواجب تحقيقه ففضله في الدنيا والآخرة عظيم عظيم عظيم، لهذا بين الله جل وعلا لعباده المؤمنين فضل تحقيق التوحيد وأنه يكفر الذنوب وأن التوحيد أعظم ما يتقرب العبد به إلى ربه جل وعلا اسمع مثلاً قول الحق جل جلاله: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[الأنعام:82].
لما نزلت الآية شق ذلك على الصحابة وقالوا: يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه؟ فقال: ((ليس الذي تذهبون إليه الظلم الشرك ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم))1، فهذه الآية فيها وعد من الله جل وعلا ووعده حق أن المحققين للتوحيد المبتعدين عن الشرك بأنواعه، أن لهم الأمن في الدنيا والآخرة، ولهم الهداية في الدنيا والآخرة الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[الأنعام:82] وهذه من ثمرات التوحيد ومن فضل التوحيد أنك بقدر تحقيقك للتوحيد وإخلاصك لله وبعدك عن الشرك الظاهر والباطن بقدر ذلك يكون لك الأمن وتكون لك الهداية لهذا ترى المؤمن الموحد أكثر الناس أمناً في الدنيا وأكثر الناس أمناً يوم القيامة ألم تسمع أخي قول الرب جل وعلا في المؤمنين: لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون[الأنبياء:103] نعم المؤمن المسدد إذا خاف الناس في الدنيا فإنه لا يخاف لأنه في قلبه من الإخلاص لله والتوحيد ما يجعله في أمن وأمان وكذلك إذا خاف الناس يوم القيامة من النار إذا برزت الجحيم فإنه لا يخاف إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها[الأنبياء:102] نعم أيها المؤمنون هذا الأمر العظيم يجب علينا أن نفقهه وأن نسعى في تحقيقه ألا وهو إخلاص الدين لله وهذا بعض فضله في هذه الآية أن أهل التوحيد الخالص لهم الاهتداء، والهداية مراتب وأهلها فيها درجات ولهذا كان أكثر الناس هداية وأعظمهم هداية الأنبياء والمرسلون لأنهم حققوا الإخلاص والتوحيد لله جل وعلا: أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[الأنعام:82].
كذلك إذا حققت الإخلاص في قولك وعملك وابتعدت عن الشرك في أقوالك وأعمالك فإن لك فضلا عظيماً وهو أنك تغفر لك الذنوب التي هي فيما بينك وبين الله جل وعلا جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله جل وعلا: عبدي إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا يعني بملء الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة))2 ، فالموحد يغفر له ذنبه ولا إله إلا الله تكون لك يوم القيامة بطاقة إذا وضعت في كفة الحسنات طاشت السيئات وسجلات السيئات، لثقل هذه الكلمة لكن لمن حققها وعمل بمعناها وتيقن بذلك وعمل بمقتضاه وابتعد عن الشرك كله فإن نور لا إله إلا الله لا يعدله شيء يحرق الشهوات ويحرق الشبهات في الدنيا وكذلك يحرق أثر الشهوات وأثر الشبهات في الآخرة حين توضع الموازين وحين يلقى الناس حسابهم كذلك أهل الإخلاص في الدنيا يمن الله عليهم بأنه يصرف عنهم السوء والفحشاء ألم تسمع إلى قول الله في حق يوسف عليه السلام: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين[يوسف:24] يعني الذين خلصوا لله جل وعلا وأخلصوا أعمالهم وأقوالهم وحققوا التوحيد له فيصرف عنهم السوء والفحشاء وتأمل أول الآية: ولقد همت به[يوسف 25] يعني همت به امرأة العزيز فعلاً لقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه[يوسف:25] يعني أنه رأى برهان ربه وهو إخلاصه وتوحيده وتعظيمه وما في قلب الموحد من إجلال الله ولولا هذا البرهان لهم بها ولا شك أن العبد المؤمن يصرف عنه السوء والفحشاء فكم سمعنا من أناس أتاهم الشيطان فيما ذكروا وأرادهم للفحشاء ثم يأتي فضل الله عليهم فتصرف عنهم الفحشاء وينصرفون عنها وكأنها ليست بشيء لهم وذلك لأنهم حققوا وسعوا في تحقيق الإخلاص لله جل وعلا وكذلك من فضل التوحيد على أهله أن الناس إذا أصابتهم المصائب وحلت بهم العقوبات فإن أهل الإخلاص وأهل التوحيد هم أهل النجاة قال جل وعلا: وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون[فصلت:17] فهم أهل التوحيد فإذا أصاب الناس ما أصابهم فإن أهل التوحيد هم أهل النجاة ولو أصابهم من الهلاك فإنهم ينجون فيما بعد يعني إذا صاروا إلى الله فالذين يعذبون من أهل الظلم في الدنيا يعذبون في الآخرة وأما أهل التوحيد فيبعثون على ما في قلوبهم وعلى ما في أعمالهم لأن الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئاً وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون[النمل:53]. وفي الآية الأخرى: ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون [فصلت:18]. إذا علمت أيها المؤمن بعض فضل التوحيد فاعلم أن الله جل وعلا لا يغفر الشرك به إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً[النساء:116] وإذا لم يرض الله جل وعلا إلا التوحيد ولا يغفر الشرك فإن عقاب أهل الشرك عظيم بل إن عقابهم النار وعقابهم الخزي في الدنيا والعذاب وكذلك العذاب في الآخرة ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق[الحج:31] وقال جل وعلا: وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار[المائدة:72].
إذا تبين لنا أن حق الله هو توحيده وأن فضل التوحيد عظيم وأن عقاب الشرك عظيم فإننا بحاجة دائمة إلى تعلم التوحيد وإلى الخوف من الشرك فإن التوحيد والإخلاص لا يقر هكذا بدون علم لابد فيه من العلم وإذا كان الله جل وعلا أمر نبيه بالعلم بالتوحيد فنحن مأمورون من باب أولى لأننا أهل الجهل بهذا الأمر العظيم اسمع قول الله جل جلاله فاعلم أنه لا إله إلا الله[محمد:19] فالعلم بالتوحيد أمره عظيم ولهذا لا يسوغ لنا أن يقول القائل منا فهمنا التوحيد وفهمنا أنواعه دون أن يكرر ذلك و دون أن يراجع ذلك بين الحين والآخر وأن يطلع على كلام أهل العلم لأن هذا ليس من باب الطلب العلمي بل هو باب حق الله جل جلاله فإذا تعلمناه وكررناه فإن ذلك لأن به صلاح القلب ولأن به تحقيق حق الله جل وعلا على العبيد ألا وهو التوحيد وكذلك إنما يعرف ذلك بضده وهو الشرك.
والشرك كما هو معلوم أقسام وأعظمه دعوة غير الله معه الشرك في الألوهية والشرك في الربوبية والشرك في الأسماء والصفات.
وهذا إنما يعرف بالتعلم وتعلمه على طريقين منها طريق مجمل على وجه الإجمال تتعلم حكمه وتتعلم معناه وتتعلم أنواع التوحيد وضده ثم الطريق المفصل أن تعلم أنواع مسائل التوحيد مسائل الرجاء مسائل الخوف مسائل التوكل مسائل الإنابة لله جل وعلا الإخلاص بأنواعه عمل القلب عمل اللسان عمل الجوارح وكيف يخلص في ذلك لله جل وعلا كذلك تفصيل ضده وهو تفصيل الشرك بأن تعلم الشرك بأن تعلم الشرك الأكبر وأنواعه والشرك الأصغر وأنواعه والشرك الخفي وأنواعه وما يحصل بين الناس من هذا وذاك وتتعلم ذلك مطبقاً له على الواقع لا يقولن قائل هذه أمور معروفة فإن إبراهيم الخليل عليه السلام دعا ربه قائلاً: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام[إبراهيم:35] قال إبراهيم التيمي رحمه الله من علماء التابعين لما تلا هذه الآية قال: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم، فإذا خاف إبراهيم عبادة الأصنام على نفسه وعلى بنيه فنحن أولى بالخوف وإذا خفنا هربنا مما نخاف منه وإنما نهرب بالعلم والتعلم لهذا أوصي الجميع بأن نكون مطلعين على كلام أهل العلم في التوحيد والإخلاص حتى نكون ممن حاز فضله ورضي الله عمله وقوله وكان له الأمن والهداية وصرفت عنه الفحشاء وصرف عنه السوء.
فالمسألة عظيمة وحق الله عظيم واسمعوا قول الله جل وعلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد[الإخلاص] فهذه السورة ثلث القرآن وسورة الكافرين ربع القرآن قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين[الكافرون] اجتمعت السورتان في تحقيق التوحيد وفي البراءة من الشرك لهذا كان عليه الصلاة والسلام يكررها أيها المؤمنون إذا سمعتم هذه الوصية فالمطلوب أن تسعوا في تحصيل كتب أهل العلم في هذه المسائل وقراءتها وسماع كلام أهل العلم في شرحها وإن ذلك به النجاة وإن ذلك به تحقيق التوحيد وإن ذلك به تحقيق فضل الله جل وعلا على عباده: ((يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على صعيد واحد فسألني كل واحد منهم مسألته فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً))3 ، فتعلموا محبة الله وتعلموا أفراد الربوبية وأفراد توحيد الألوهية فالأول فيه المحبة والثاني فيه الطاعة والإخلاص وفيه التوحيد بأنواعه أسأل الله جل جلاله أن يجعلني وإياكم من الصالحين الذين رضي قولهم ورضي أعمالهم اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً واجعلنا ممن حقق التوحيد فدخل الجنة يا أكرم الأكرمين اللهم اجعلنا ممن خاف من الشرك وهرب منه وتخلص منه في لسانه وفي أقواله وفي قلبه وفي أعماله اللهم هيئ لنا قولاً حميداً وعملاً سعيداً اللهم وهيئ لنا ومن علينا بعاقبة حميدة يا أكرم الأكرمين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير[غافر:1-3].
عليكم بتحقيق التوحيد لله والإخلاص له وتعلم ذلك والاهتمام بما كتبه علماء الإسلام وأئمة السنة وأئمة هذه الدعوة في هذه المسائل العظام فإن مطالعة كتب التوحيد نور في الصدور وإن مطالعة كتب أهل العلم في ذلك في العقيدة والتوحيد وفي بيان الشرك وأسبابه ووسائله وأحكام ذلك وأدلته إن مطالعة ذلك وتعلمه نور وهداية في القلوب وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع فلا تلهينكم الدنيا عن هذا الأصل العظيم الجامع الذي بعثت من أجله الأنبياء والمرسلون ومن أجله خلقت الجنة والنار فأعطوا هذه المسألة عظم حقها وما يليق بها وأقبلوا على ذلك من هذه الساعة إقبالاً فيه النية الصادقة في تعلم ذلك إجمالاً وتفصيلاً حتى لا تقع فيما وقع فيه الأكثرون من الجهل أو من ترك التوحيد وعدم رفع الرأس به والجهل بذلك أسأل الله جل وعلا أن يصلح لنا نياتنا وأن يصلح لنا ديننا وأن يصلح لنا دنيانا إنه جواد كريم.






1أخرجه البخاري [4776] ومسلم [124] من حديث عبد الله بن مسعود.
أخرجه الترمذي [3540] من حديث أنس بن مالك ، وقال : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال ابن رجب: إسناده لا بأس به. جامع العلوم والحكم (2/400).
أخرجه مسلم [2577] من حديث أبي ذر رضي الله عنه.






 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 29-08-2010, 09:00 PM   #12
 
إحصائية العضو








محمد بن عريمه غير متصل

محمد بن عريمه is on a distinguished road


افتراضي رد: التوحيد واثر تحقيقه

بارك الله فيك

وجزاك الله خير

ونسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك

.
.

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---