17-02-2010, 09:46 AM | #1 | ||
|
البدعة
البدعة
قال الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًاً} [المائدة: 3] وقد تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية في حجة الوداع ليبين لأمته صلى الله عليه وسلم أن الدين قد كمل ولا مجال لأحد أن يحدث منه أمراً غير الذي شرع فكل عمل يتقرب به إلى الله عز وجل، حتى يقبله الله عز وجل يجب ان يتوافر فيه شرطان: -1أن يكون خالصاً لله عز وجل قال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]. -2 أن يكون وفق ما شرع النبي صلى الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد» متفق عليه. قال أهل العربية: الرد هنا بمعنى المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتد به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات في الدين. فتبين مما سبق أن الأعمال على غير هدي محمد صلى الله عليه وسلم لا تقبل وأن هناك من أمته صلى الله عليه وسلم يذادون عن حوضه وهذا لما أحدثوا بعده رواه البخاري ومسلم، أي أتوا بالبدع والإحداث في الدين. فيجب على المسلم معرفة ما معنى البدعة؟ ومن هو المبتدع؟ وذلك ليحذر من الوقوع فيما يغضب الله عز وجل، والبدع أمرها عظيم في دين الله. والذي ينظر في زماننا يرى انتشاراً للبدع في بعض البلدان، واعتبارها أنها هي السنة، وأنها هي الدين، ومن أنكرها كان هو المذموم والمنبوذ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وعن تميم الداري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمته المسلمين وعامتهم». رواه مسلم. ومن النصح التنبيه والمعرفة لمعنى البدعة والمبتدعة. قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله: البدعة في اللغة العربية (فعلة) من البدع، وهو اختراع الشيء على غير مثال سابق ومنه قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117] أي مبدعها لأنه سبحانه وتعالى خلقها على غير مثال سابق. وفي الاصطلاح: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله». وقال الشاطبي رحمه الله: «طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه». وقال ابن رجب رحمه الله: «فكل من أحدث شيئاً ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدين منه بريء». وجاء ذم البدعة في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة، وحذر منها الصحابة والتابعون منهم بإحسان، ومنها قول الله سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}. [آل عمران: 7] وقال الشاطبي رحمه الله: انها في الذين يجادلون في القرآن، وفي الخوارج ومن وافقهم سائر المبتدعة. وقال الله عز وجل: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. [الأنعام: 153] فالصراط المستقيم هو السبيل والسنة وهي الطريقة التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأما السبل فهي طرق أهل الاختلاف الحائدين عن الصراط، وهم أهل البدع فهذه الآية تشمل النهي عن جميع طرق أهل البدع. وقال سبحانه وتعالى عن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً: {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}. [الأنعام: 159] وقال: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. [الروم: 31 - 32] وهؤلاء هم أصحاب الأهواء والضلالات والبدع، من هذه الأمة. ولا تنس يا راعاك الله، حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم، فهو قاعدة من قواعد الإسلام. وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته: فيحمد الله ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول «من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، أصله في مسلم واللفظ للنسائي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً»، رواه مسلم في صحيحه. وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يكون في آخر الزمان دجالون، كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتتونكم»، رواه مسلم في المقدمة وابن وضاح في البدع. والأحاديث في تحذير من البدع وأهلها كثيرة، فنقتصر على ما سبق، ففيه الكفاية لمن أراد النجاة. بقلم جابر بن عالي المري جريدة الرؤية http://www.arrouiah.com/node/241070
|
||
|
17-02-2010, 11:06 PM | #6 | ||
|
رد: البدعة
بارك الله فيك يشيخنا وجعل مانقلة في موازين حسناتك
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||