20-12-2009, 04:09 PM | #1 | ||
|
هل يوقظنا فرمان من سباتنا ؟؟؟!!!
هل يُـوقظنا فرمان ؟
لم يُنـقذ الباكستاني (فرمان خان) أربعة عشر نفسـا ً من الغرق في سيول جدة فحسب، بل المرجو أن يكون قد أنقذ أيضا ً آلافا ًمن العقول من داء العنصرية البغيضة والوطنية الضيّـقة. فـفي الوقت الذي غضب الناس فيه على (أبناء الوطن) الذين خانوه فـتسببوا في الكارثة ، يأتي واحد من غير أبنائه لينـقذ من استطاع من (أبناء الوطن) ، ثم يقضي نـحبه غرقاً ، ليطفو ويعلو مبدأ الأخوة الإيمانية التي لا تعرف النقط الحمراء على الخرائط. جاء (فرمان) ليُذكِّـر بالموازين التي وضعها الله تعالى لعباده لِـيزنوا بها الناس من حولهم ، وجاء (فرمان) ليهدم الموازين والمقـايـيـس الجائرة التي بناها الإعلام والفن والتربية الخاطئة في عقول كثير منّـا. تلك الموازين الجائرة قامت على أنـنا خير من غيرنا في كل شيء ، وأن لدينا من الصفات الفاضلة ما ليس عند غيرنا . وغني عن التأكيد أن حب الأرض التي نشأ عليها الإنسان فطرة جبلية لا يلام المرء عليها ، وبخاصة إن كان فيها أطهر البقاع وأشرفها ، ومنها شعّ نور الإسلام ، لكن حب الوطن والاعتزاز به شيء ، وانـتقاص وازدراء من ليس من أهله شيء آخر مخـتلف جداً . أما ميزان الفخر بالنسب ، فلو كان مُعْليـاًً شأن أحدٍ لأعلى شأن أبي لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمثاله من أمراء قبائل العرب العريقة ممن لم يلبسوا لباس التقوى . ولو كان عدم الانـتساب لإحدى قبائل العرب خافضـاًً أحداً لخفض علماء الإسلام وجهابذته من الموالي وغير العرب الذين لا تزال الأمة كلها تـنهل من علمهم ولا تزال الألسنة تدعو لهم بالرحمة على مـرّ الدهور ، كالبخاري ومسلم والنووي ومجاهد وعطاء والحسن البصري وأمثالهم كثير. ولخطورة التفاخر بالآباء وكثرته بين العرب تضافرت الأدلة الشرعية على نبذه والتشنيع على فاعله ، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه ؛ فقال : " لينـتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه ، إن الله قد أذهب عنكم عُـبِّـيَّة الجاهلية (أي كِبرها) وفخرها بالآباء ، إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي ، الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب " رواه الترمذي . ولم تمنع المكانة العالية لأبي ذر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من معاتبته له عتابـاًً شديداًً لما عيّـر بلالا ً بأمه ، فقال صلى الله عليه وسلم : "يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية " . ففعلت هذه الكلمة العظيمة فعلتها في أبي ذر واهـتز لها كيانه ، فقال متساءلا ً: على حال ساعتي من الكِبَر؟ . فرد النبي صلى الله عليه وسلم : نعم . فلا يملك رضي الله عنه إلا أن يضع رأسه على الأرض ويطلب من بلال أن يضع قدمه عليه . وقال صلى الله عليه وسلم ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه) رواه الترمذي . قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يرفع بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين " . وتربى الصحابة على هذا المبدأ العظيم ؛ ولهذا قال عمر بن الخطاب القرشي صاحب النسب الرفيع قولته الشهيرة: أبوبكر سيدُنا وأعتق سيدَنا . (يعني بلالا ً) إن لم تكن بفعل نفسك سامياًً لم يُـغنِ عنك سمو من تسمو به كما لا بد من تذكيرهم بأن احتقارهم وانـتـقاصهم لغيرهم ليس سوء خلق فحسب ، بل هو من أعظم الشرور وأشد المعاصي وأصحابه متوعدون من الله جل وعلا بالحرمان من الجنة التي يسعون إليها ، كما قال الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " . ثمّ عـرّف الكبر بقوله "الكبر بطر الحق (أي رده) وغمط الناس (أي احتقارهم) " رواه مسلم . وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " رواه مسلم . وختاما ً: فلقد نهانا الشارع الحكيم عن ازدراء إخواننا بسبب وطنهم أو نسبهم أو فقرهم ، فهل نحن منـتهون ؟ ولقد دعانا أخونا الباكستاني ( فرمان خان) بفعله إلى الاستيقاظ من غفلتـنا فهل نحن مستيقظون ؟ كتبه : منصور بن مـحمد الـمقرن
|
||
|
21-12-2009, 12:25 AM | #2 | ||
|
رد: هل يوقظنا فرمان من سباتنا ؟؟؟!!!
بارك الله فيك يالداغري على الموضوع القيّم الرائع
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||