02-01-2008, 02:12 AM | #1 | ||
|
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الأفاضل : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أنقضت السنة الميلادية 2007 ، لتحل سنة جديدة ، و يتساءل كثير من شبابنا عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية و تهنئة أهل الكتاب بها ، لذلك حشدت الكثير من أقوال العلماء ليتبين الأمر وو يتأكد أن المسألة شرعية و لا علاقة لها بالتشدد ، و الله أسأل أن يثيبنا لرشدنا و يردنا إلى دينه ردا جميلا .. أيها الأفاضل إن من يزور كثيرا من بلاد المسلمين في هذه الأيام، وما إن تطأ قدماهُ أرضَهُا، ويتجولُ في شوارع مدنهِا، ويُراقب سلوك الأفراد في مجتمعاتها .. حتى يجدَ أن الصورة التي كانت منطبعة في ذهنهِ، قدِ انقلبت رأساً على عقب. فما يراه من مظاهر الفرح والابتهاج، وما يلمسه في مختلِفِ فئات المجتمع من تأهبٍ واستعدادٍ لاستقبال عيد الميلاد المسيحي، والاحتفال برأس السنة الجديدة بل ومشاركة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة في مظاهـر الحفاوة هذه، حتى يكاد يكذبُ ما كان يسمعه عن بلاد المسلمين وتشبثِ شعوبهاِ بدينهمِ الحنيفِ. إن هذا التقليدَ الكلِّيَ لما هو غربيٌ، ناتجٌ عن نقصان الإيمان بالله أو انعدامه، مع ضياع العقيدةِ الصحيحةِ أو انعدامها، وانسلاخٌ من مستلزمات التميز الإسلامي، ومنكر يُدخِلنا في دائرةِ من قَـالَ فيهم رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( مَن تَشَبهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُم )) [أبو داود] .. ليس عجيبا أن سَرَبت إلى المسلمين كثيرٌ من أنماط السلوك لدى المجتمعات الغربية، ولكن الأعجب تسرّب ما هو من شعائرهم الدينية، ومعتقداتهم النصرانية، ويتشربها المسلمون عن جهل أحياناً، وعن تساهل أحياناً أخرى. ومن ذلك احتفالاتهم بأعيادهم، ومنها عيد الميلاد الذي ساهمت القنوات الفضائية - والتي يحتل النصارى فيها مواقع مؤثرة- في جعل هذه الأعياد مناسبات لهو وإلهاء، بحيث اندفع إلى الاحتفاء بها قطاع واسع من فتيان المسلمين وفتياتهم، مدفوعين بحب اللهو وتكثير مناسبات السرور (إن الشباب حجة التصابي) غافلين عن البعد الديني لهذا العيد، والموقف الشرعي من هذه المشاركات. ويتفاوت قدر المشاركة وسعتها بين مجتمع وآخر، حتى وصل الأمر ببعض المجتمعات الإسلامية أن تعيش صخب أعياد الميلاد، وتتفاعل معها ثم تمرّ بها أعيادها الشرعية خافتة باهتة، لا يكاد يحسّ بها إلا زوّار المقابر ؟؟؟ . لقد وصفه الأستاذ " أحمد حسن الزيّات " فقال في كلمة له في مجلة " الرسالة " بعنوان (أعيادنا): "الأعياد الأجنبية التي تشهدها مصر في عيد الميلاد ورأس السنة غاية في نعيم الروح والجسم، وآية في سلامة الذوق والطبع، وفرصة ترى فيها القاهرة وهي -متبرجة- كيف تفيض الكنائس بالجلال، وتزخر الفنادق بالجمال، وتشرق المنازل بالأنس، وتمسي الشوارع وبيوت التجارة مسرحاً للحسن، ومعرضاً للفن، ومهبطاً للسرور، وتصبح أعياد القلة القليلة مظهراً للفرح العام، ومصدراً للابتهاج المشترك". لقد كان هذا وصف الأستاذ الزيات لأعياد الميلاد في مصر قبل نحوٍ من خمسين سنة، فكيف لو شهد ما استجدّ من المظاهر على القنوات الفضائية، والمحطات الإذاعية، ونوادي الانترنت؟! ولذا فلابد من صيحة نذير تبيّن حقيقة هذا العيد وحكم المشاركة فيه؛ لتزيل الغشاوة عن أعين المندفعين وراء لهو هذه الأعياد ومتعها، وتكشف المنطلق العقدي لهذه المناسبات، والذي يغيب عن أذهان أكثر المسلمين المشاركين فيها، فعيد ميلاد المسـيح - عليه السلام - ويسمى ( عيد الكريسماس ) وهو اليوم الخامس والعشرون من ديسمبر عند عـامة النصارى، ومناسبة هذا العيد عند النصارى تجديد ذكرى مولد المسيح - عليه السلام - كل عام، ولهم فيه شعائر وعبادات .. حيث يذهبون إلى الكنيسة ويقيمون الصلوات الخاصة، ويصل الاحتفال ذروته بإحياء قداس منتصف الليل، حيث تزيَّن الكنائس، ويغني الناس أغاني عيد الميلاد، وقد تأثر هذا العيد بالشعائر الوثنية، حيث كان الرومان يحتفلون بإله الضوء وإله الحصاد، ولما أصبحت الديانة الرسمية للرومان النصرانية صار الميلاد من أهم احتفالاتهم في أوربا، وأصبح القديس نيكولاس رمزاً لتقديم الهدايا في العيد، ثم حلَّ البابا نويل محل القديس نيكولاس رمزاً لتقديم الهدايا -خاصة للأطفال- (أعياد الكفار للشيخ إبراهيم الحقيل ص 41-42) . حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية فلا يجوز لأحد من المسلمين مشاركة أهل الكتاب في الاحتفال بعيد الكريسمس و ( أول السنة الميلادية ) ولا تهنئتهم بهذه المناسبة لأن العيد من جنس أعمالهم التي هي دينهم الخاص بهم، أو شعار دينهم الباطل، وقد نهينا عن موافقتهم في أعيادهم، دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار : أولا : أما الكتاب : فقول الله تعالى : (( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً )) [الفرقان:72]. قال مجاهد في تفسيره ا: " إنها أعياد المشركين " .. وكذلك قال مثله الربيع بن أنس، والقاضي أبو يعلى والضحاك. وقال ابن سيرين : " الزور هو الشعانين ، والشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس " كما في اقتضاء الصراط المستقيم 1/537، والمعجم الوسيط1/488 . ووجه الدلالة هو أ نه إذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور برؤية أو سماع، فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك من العمل الذي هو عمل الزور، لا مجرد شهوده. ثانيا : وأما السنة : فمنها حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (( قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر )). رواه أبو داود، وأحمد، والنسائي على شرط مسلم. ووجه الدلالة أن العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما...... )) والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( خيراً منهما )) يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية. ثالثا : وأما الإجماع : فمما هو معلوم من السّير أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين يفعلون أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء من ذلك، وكذلك ما فعله عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم: " أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام " وإنما كان هذا اتفاقهم على منعهم من إظهارهم، فكيف يسوغ للمسلمين فعلها! أو ليس فعل المسلم لها أشد من إظهار الكافر لها؟ وقد قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: (( إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تتنزل عليهم )). رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي بإسناد صحيح. وروى البيهقي أيضاً عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أيضاً قوله(( اجتنبوا أعداء الله في عيدهم )). قال الإمام ابن تيمية : " وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله: (( واجتنبوا أعداء الله في عيدهم )) أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم ؟......... " اقتضاء الصراط المستقيم 1/515 . رابعا : و أما الاعتبار : * فيقال : الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها (( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً )) [المائدة:48]. قال ابن تيمية: " فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه " اقتضاء الصراط المستقيم 1/528 . وقال أيضاً: " ثم إن عيدهم من الدّين الملعون هو وأهله فموافقتهم فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه.... " . *ومن أوجه الاعتبار أيضاً: أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يقضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر.... هذا ما تيسر ذكره من الأدلة ، ومن أراد الاستزادة فليراجع كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية " ، و " أحكام أهل الذمة لابن القيم " . وبناءً على ما تقدم نقول : لا يجوز للمسلم مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم، لما تقدم من أدلة الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، كما لا يجوز تهنئتهم بأعيادهم لأنها من خصائص دينهم أو مناهجهم الباطلة، قال الإمام ابن القيم: " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه..... الخ " ( انظر أحكام أهل الذمة 1/161 فصل في تهنئة أهل الذمة... لابن القيم ـ رحمه الله ـ ) . فإن قال قائل : إن أهل الكتاب يهنئوننا بأعيادنا فكيف لا نهنئهم بأعيادهم معاملة بالمثل ورداً للتحية وإظهاراً لسماحة الإسلام ..... الخ .. ؟ فالجواب : أن يقال : 1)إن هنئونا بأعيادنا فلا يجوز أن نهنئهم بأعيادهم لوجود الفارق، فأعيادنا حق من ديننا الحق، بخلاف أعيادهم الباطلة التي هي من دينهم الباطل، فإن هنئونا على الحق فلن نهنئهم على الباطل. 2) ثم إن أعيادهم لا تنفك عن المعصية والمنكر وأعظم ذلك تعظيمهم للصليب وإشراكهم بالله تعالى وهل هناك شرك أعظم من دعوتهم لعيسى ـ عليه السلام ـ بأنه إله أو ابن إله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . 3) إضافة إلى ما يقع في احتفالاتهم بأعيادهم من هتك للأعراض واقتراف للفواحش وشرب للمسكرات ولهو ومجون، مما هو موجب لسخط الله ومقته، فهل يليق بالمسلم الموحد بالله رب العالمين أن يشارك أو يهنئ هؤلاء الضالين بهذه المناسبة .. !!! نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين . والله أعلم .. منقووووووووول للافاده
|
||
|
02-01-2008, 02:32 AM | #2 | ||
|
رد: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
اخي ابو سعود بارك الله فيك وجزاك الله خير على النقل المفيد
|
||
|
02-01-2008, 02:57 PM | #5 | ||
|
رد: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
محمد ال مطيلق
|
||
|
02-01-2008, 06:54 PM | #6 | ||
|
رد: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
انا اشوف موضوعك ايها الغالي مهم وجزاك الله خير
|
||
|
04-01-2008, 10:35 PM | #7 | ||
|
رد: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
بندر الدوسري
|
||
|
05-01-2008, 07:28 AM | #8 | ||
|
رد: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
موضوع قيم ومهم تشكــــر عليه
|
||
|
05-01-2008, 02:48 PM | #9 | ||
|
رد: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
موضوع قيم ومهم تشكــــر عليه
|
||
|
06-01-2008, 12:32 AM | #10 | ||
|
رد: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
اختي الفاضله
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فهرس أقوال الرافضة في الصحابة و الأئمة و أهل السنة و القرآن بالصوت و الصورة | الدردور | :: القسم الإسلامـــي :: | 23 | 31-07-2011 01:01 PM |
حكم الاحتفال براس السنة الميلادية | علي العبدالهادي | :: قسم الصوتيات والمرئيات والصور بما يوافق الشريعة الاسلامية :: | 5 | 24-12-2010 05:22 PM |
الفرق بين مهدي السنة و مهدي المجوس | الدردور | :: القسم الإسلامـــي :: | 16 | 23-12-2010 09:51 PM |
السنة والعام (1) | ابن مشري الودعاني الدوسري | :: القسم الإسلامـــي :: | 7 | 09-11-2010 01:30 PM |
رسالة من أحد أبناء السنة في إيران إلى السعودية حكومةً وشعباً..~ | محمد بن حمد الشكرة | :: قسم المـواضيع الـعامــة :: | 13 | 02-09-2010 11:48 AM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||