مفهوم الليبرالية - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: قسم السياســة والإقتصاد والأخبار ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-2007, 11:33 AM   #1
 
إحصائية العضو







أبو عبيد غير متصل

أبو عبيد will become famous soon enough


افتراضي مفهوم الليبرالية

يتسأل بعض الشباب عن مفهوم الليبرالية ، ولماذا نرفضه كمسلمين

فأحببت أن اختصر أحد المقالات لشخص ليبرالي يوضح فيه فهمه لمفهوم الليبرالية حتى نتعرف أولا على المفهوم

ثم نناقش بعد ذلك لماذا نرفضه


مفهوم الليبرالية

يقول الكاتب : الليبرالية (Liberalism) مصطلح لابد ان نقول منذ البداية بأنه لا يمت لا للعروبة ولا للإسلام بصلة ابدا، فهو حال بقية المذاهب والافكار والنظريات الوضعية التي تعد حصيلة ما وصل اليه الانسان في العصر الحديث.
وللمفهوم ترجمته بـ (عالم الحريات)

وقد وردت تعريفات لهذا المفهوم في ابرز الموسوعات العالمية

منها تعريف مختزل يقول بأن الليبرالية:

مذهب فكري وسياسي ينادي بالحرية المطلقة في الميدان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي..

ويقوم مرتكز الليبرالية على مبدأ (الاستقلالية) للأفراد والمجتمعات والدول

ومعناه الحقيقي:

التحرر التام من كل أنواع الإكراه الخارجي او الداخلي

سواء كان دولة أم جماعة أم فردا

ثم التصرف وفق ما يمليه قانون النفس ورغباتها،

والانطلاق نحو تكريس الحريات ضمن عقد اجتماعي تتفق عليه الاغلبية بكل صورها المادية والمعنوية بين الدولة والمجتمع.

الليبرالية: انتاج فلسفي معقد

لقد عرف جان جاك روسو الحرية الخُلقية ـ كما يسميها ـ فقال: (الحرية الحقة هي أن نطيع القوانين التي اشترعناها نحن لأنفسنا).

فهي – بحسب هذا المفهوم - عملية انكفاء على الداخل (النفس)، وعملية انفتاح تجاه القوانين التي تشرعها النفس..

فالانكفاء على الداخل تمرد وهروب من كل ما هو خارجي، والانفتاح طاعة القوانين التي تشرعها النفس من الداخل. ويمكن أن تمثل الليبرالية حالة انكفاء على استقلالية النفس مع الانفتاح على اتباع قوانين الدولة واحترام طقوس المجتمع.

ان جوهر الليبرالية، كما تقول احدى الموسوعات

يتمثّل بالتركيز على أهمية الفرد، وضرورة تحرره من كل أنواع السيطرة والاستبداد.

وان الليبرالي يصبو على نحو خاص إلى التحرر من سطوة التسلط بنوعيه:

تسلط الدولة (الاستبداد السياسي)، وتسلط الجماعة (الاستبداد الاجتماعي).

ويمكن صياغة فهم ذلك من خلال توفير الحريات السياسية والفكرية والشخصية للانسان من خلال دستور يحدد واجباته ويمنحه حقوقه كاملة.


المبادىء الليبرالية الاساسية

اولاً: العلمانية

التي تعني اصطلاحا: فصل الدين عن السياسة، كما تعني مضمونا فصل الدين عن النشاط البشري بعامة، وعلى مثل هذا المبدأ يقوم المذهب الليبرالي في كافة المجالات:

السياسية، والاقتصادية، والفكرية، بل لا تكون الدولة ليبرالية إلا حيث تكون العلمانية، ولا تكون علمانية إلا حيث تكون الليبرالية. فمن السخف بمكان ان تمارس عملية انتخابية سياسية وانت مقّيد دينيا..

الليبرالية لا تنفي الدين ولا تحاربه ولا تحجر عليه كالشيوعية مثلا، بل تجعله ركنا ساميا له خصوصيته كونه يختص بعلاقة روحانية جلية بين الانسان ورّبه تعالى، ولا يمكن ان ينزل الدين من عليائه ليمارس دوره في اي واقع سياسي مليء بالموبقات والمشكلات التي ربما لا تجد علاجاتها في الحلول الدينية في كل الاديان. واذا صلحت السياسة الدينية في مجتمع احادي العناصر، فسوف لن تنفع ابدا في مجتمع له تعقيداته وتنوعاته ومشكلاته، اذ ستزيدها تلك السياسة الدينية تعقيدا. وعليه، فلابد من الفصل بين المؤسسة الدينية عن بقية المؤسسات السياسية والقضائية والادارية ومؤسسات المجتمع المدني باعتبارها مؤسسات مدنية لا دينية ولا يمكن ان تحتكر من قبل اي مؤسسة دينية لا يجتمع فيها كل الشعب، وإلا فإن جحيماً من المشكلات سينفجر ولا يمكن علاجه ابدا، وستتوالد معضلات لا قبل للاجيال القدمة بحّلها.. وهنا لابد للانسان ان يقرأ تطبيقات مثل هذا المبدأ التي يقر الفصل بين سلطتي الدين والدنيا من خلال نماذج تاريخية حتى في تاريخنا الاسلامي منذ عهد الخلفاء الراشدين حتى اليوم. وعليه، فان من اهم المبادىء الليبرالية ما كنت قد اسميته بـ (الاهلنة) في محاضرات ودراسات سابقة (اي: بناء مؤسسات المجتمع الاهلي المدنية التي تستمد مشروعيتها من القوانين المدنية).


ثانيا: العقلانية

تعني الاستغناء عن كل مصدر من اليوتوبيا: (التي نسميها في فكرنا العربي الحديث بالطوباوية التي تعني: الخيالية) في الوصول إلى الحقيقة، إلا عن توظيف العقل الإنساني، وإخضاع كل شيء لحكم العقل، لإثباته أو نفيه، أو معرفة خصائصه ومنافعه، والعقل المحكّم هنا هو عقل الإنسان.

ان العقل (اللوغوس) قد لا يرتقي الى السمو والعلو ولكنه قطعا سيعمل من خلال الوعي بالذات والتجربة والقواعد والتفاعل السياسي للوصول الى قناعات لا يمكن ان تغدو ثوابت إلا بعد استخدامها ومعرفة السوالب من الايجابيات مقارنة بما يفعله الطوباويون الذين لا عمل لهم إلا تقليد النصوص او عبادتها كونها مسيطرة عليهم، فمناخ العقل يوفّر محاولات وفرص النجاح بالتجربة ومناخ يوتوبيا تقليد النص يغلق الحياة من دون ان يتنفس المجتمع!

وهكذا تقوم الليبرالية على مبدأ أن العقل الإنساني بلغ من النضج العقلي قدرا يؤهله أن يرعى مصالحه ونشاطاته الدنيوية، دون وصاية خارجية.

ثالثا: الإنسانية

تؤمن بالدفاع عن حرية الفرد الانسان وترعى مصلحته وكفاءته في وطنه او حتى في العالم، ان المبدأ الانساني الذي اكّد عليه الفلاسفة الالمان يمنح الثقة بطبيعة الإنسان وقابليته للكمال من خلال تشجيعه وتوفير كل الفرص امامه للابداع، وتجعله ينطلق من اجل ان يوّفر كل المنافع للانسانية قاطبة من دون ان يحتجز ما ينتجه لنفسه او لقومه..

انه اذن انسان يترفع عن صغائر الاشياء الى عظائم الامور.. والانسان هذا الكائن الجميل لابد ان تراعى مشاعره وصحته وابعاده عن الكوارث وعن الاضطهاد وعن القتل وعن الاعتقال وعن كل ما يقف امامه. ان حقوق الانسان ضرورة كبرى في اي مناخ ليبرالي حقيقي لا مزيف.. وان من اخطر ما يقف ضد هذا المبدأ: العبودية والتعّصب والتطرف والشوفينية والحكم المطلق والكراهية والإرهاب.. الخ.

رابعاً: النفعية كمبدأ تراعى فيه مصالح الافراد والنخب والفئات والمجموعات.. وتقل لتصل الى الطبقات، وهنا تصطدم الليبرالية بالشيوعية التي تبني نظريتها على الصراع الطبقي لمصلحة او منفعة الطبقة العاملة من خلال سيطرة الدولة في حين ان الليبرالية تبنى نظريتها على رأسمالية المجتمع، وانها تجعل من نفع الفرد والمجتمع مقياسا للسلوك، وإن الخير الأسمى هو تحقيق السعادة لأكبر عدد من الناس من دون الالتفات الى حجم الضرر الذي سيصيب مجتمع بكامله او طبقة بعينها او خسارة جماعات.

ان النفعية التي تضخم مبدؤها في المجتمعات الليبرالية كي تصل الى ما يسمى بالنفعية البنتهامية تتمثل بالاستحواذ على وسائل ربما غير مشروعة من اجل النفع الخاص. وهذا ما لا يمكن قبوله ابداً وكخصلة من سوالب الليبرالية بحيث نجد في مدن كبرى او مجتمعات معينة القوي فيها يأكل الضعيف!

 

 

 

 

 

 

التوقيع

Follow me: @mdousari

    

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2007, 11:44 AM   #2
 
إحصائية العضو







أبو عبيد غير متصل

أبو عبيد will become famous soon enough


افتراضي رد: مفهوم الليبرالية

لماذا نرفض الليبرالية ؟؟؟؟

قال الكاتب الليبرالي عن الليبرالية ( الليبرالية (Liberalism) مصطلح لابد ان نقول منذ البداية بأنه لا يمت لا للعروبة ولا للإسلام بصلة ابدا...)

ونقول كيف يمكن أن نقبله فكره لا تمت للإسلام بصلة ؟؟؟

قد يقول البعض ولكن المسلم مطالب بالبحث عن الحكمة حتى لو كانت عند الكفار

ونقول : نعم الحكمة مطلب لكل مسلم ولكن بشرط أن لا تعارض الإسلام، وسنثبت - بإذن الله - من مقال الكاتب الليبرالي نفسه معارضة الليبرالية للإسلام

 

 

 

 

 

 

التوقيع

Follow me: @mdousari

    

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2007, 11:54 AM   #3
 
إحصائية العضو







كريدي عبيد الدوسري غير متصل

كريدي عبيد الدوسري is on a distinguished road


افتراضي رد: مفهوم الليبرالية

بسطها شوي يابو عبيد
المفاهيم الشرعية يادوب نفهمها الحين تقول لي جان جاك روسو
عسى ماهو دوسري

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2007, 12:44 PM   #4
 
إحصائية العضو







أبو عبيد غير متصل

أبو عبيد will become famous soon enough


افتراضي رد: مفهوم الليبرالية

قال الكاتب الليبرالي:

( الليبرالية: مذهب فكري وسياسي ينادي بالحرية المطلقة في الميدان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي...)

ونقول:

أن الإسلام الذي نحمله يرفض فكرة الحرية المطلقة

فالإسلام يدعو إلى الحرية ويشجعها ولكنها مقيدة بنصوص الشرع

واختصر فيما يلي مقالا يوضح مفهوم الحرية في الإسلام:

جعل الإسلام "الحرية" حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان

فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية
وحين يفقد المرء حريته، يموت داخلياً، وإن كان في الظاهر يعيش ويأكل ويشرب، ويعمل ويسعى في الأرض.

ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن "الحرية" أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )) فنفي الإكراه في الدين، الذي هو أعز شيء يملكه الإنسان، للدلالة على نفيه فيما سواه وأن الإنسان مستقل فيما يملكه ويقدر عليه لا يفرض عليه أحد سيطرته، بل يأتي هذه الأمور، راضياً غير مجبر، مختاراً غير مكره.

مفهوم الحرية:

يقصد بالحرية قدرة الإنسان على فعل الشيء أوتركه بإرادته الذاتية

وهي ملكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله ،بعيداً عن سيطرة الآخرين لأنه ليس مملوكاً لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته.

هل "الحرية" تعني الإطلاق من كل قيد ؟

لا يعني بطبيعة الحال إقرار الإسلام للحرية أنه أطلقها من كل قيد وضابط، لأن الحرية بهذا الشكل أقرب ما تكون إلى الفوضى، التي يثيرها الهوى والشهوة

ومن المعلوم أن الهوى يدمر الإنسان أكثر مما يبنيه ، ولذلك منع من اتباعه

والإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه مدني بطبعه، يعيش بين كثير من بني جنسه، فلم يقر لأحد بحرية دون آخر، ولكنه أعطى كل واحد منهم حريته كيفما كان، سواء كان فرداً أو جماعة، ولذلك وضع قيوداً ضرورية، تضمن حرية الجميع ، وتتمثل الضوابط التي وضعها الإسلام في الآتي :

أ- ألا تؤدي حرية الفرد أو الجماعة إلى تهديد سلامة النظام العام وتقويض أركانه.
ب- ألا تفوت حقوقاً أعظم منها،وذلك بالنظر إلى قيمتها في ذاتها ورتبتها ونتائجها.
ج - ألا تؤدي حريته إلى الإضرار بحرية الآخرين.

وبهذه القيود والضوابط ندرك أن الإسلام لم يقر الحرية لفرد على حساب الجماعة ،كما لم يثبتها للجماعة على حساب الفرد ،ولكنه وازن بينهما ،فأعطى كلاً منهما حقه.

أنواع الحرية:
- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية
- الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية


الصنف الأول : الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المادية ، وهذا الصنف يشمل الآتي:
أ - الحرية الشخصية:

والمقصود بها أن يكون الإنسان قادراً على التصرف في شئون نفسه، وفي كل ما يتعلق بذاته، آمناً من الاعتداء عليه، في نفسه وعرضه وماله، على ألا يكون في تصرفه عدوان على غيره. والحرية الشخصية تتضمن شيئين :

1) حرمة الذات: وقد عنى الإسلام بتقرير كرامة الإنسان ، وعلو منزلته. فأوصى باحترامه وعدم امتهانه واحتقاره
2) تأمين الذات: بضمان سلامة الفرد و أمنة في نفسه و عرضه و ماله:

فلا يجوز التعرض له بقتل أو جرح، أو أي شكل من أشكال الاعتداء، سواء كان على البدن كالضرب و السجن و نحوه، أو على النفس و الضمير كالسب أو الشتم و الازدراء و الانتقاص وسوء الظن و نحوه، و لهذا قرر الإسلام زواجر و عقوبات، تكفل حماية الإنسان و وقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه، ليتسنى له ممارسة حقه في الحرية الشخصية. وكلما كان الاعتداء قوياً كان الزجر أشد

ب-حرية التنقل (الغدو و الرواح ):

والمقصود بها أن يكون الإنسان حراً في السفر والتنقل داخل بلده وخارجه دون عوائق تمنعه.

و لأجل تمكين الناس من التمتع بحرية التنقل حرم الإسلام الاعتداء على المسافرين، والتربص لهم في الطرقات، و أنزل عقوبة شديدة على الذين يقطعون الطرق ويروعون الناس بالقتل و النهب و السرقة

ج-حرية المأوى و المسكن:

فمتى قدر الإنسان على اقتناء مسكنه ،فله حرية ذلك، كما أن العاجز عن ذلك ينبغي على الدولة أن تدبر له السكن المناسب، حتى تضمن له أدنى مستوى لمعيشته.

فإذا ما ملك الإنسان مأوى و مسكن ،فلا يجوز لأحد ،أن يقتحم مأواه ،أو يدخل منزله إلا بإذنه، حتى لو كان الداخل خليفة، أو حاكماً أعلى –رئيس دولة- ما لم تدع إليه ضرورة قصوى أو مصلحة بالغة،

و إذا نهى عن دخول البيوت بغير إذن أصحابها، فالاستيلاء عليها أو هدمها أو إحراقها من باب أولى، إلا إذا كان ذلك لمصلحة الجماعة، بعد ضمان البيت ضماناً عادلاً، و هذه المصلحة قد تكون بتوسعة مسجد، أو بناء شارع، أو إقامة مستشفى، أو نحو ذلك

د-حرية التملك:
و يقصد بالتملك حيازة الإنسان للشيء و امتلاكه له، و قدرته على التصرف فيه، و انتفاعه به عند انتقاء الموانع الشرعية، و له أنواع و وسائل نوجزها في الآتي:

1) أنواع الملكية: للملكية أو التملك نوعان بارزان،هما:تملك فردي ،و تملك جماعي.

فالتملك الفردي: هو أن يحرز الشخص شيئاً ما ،و ينتفع به على وجه الاختصاص و التعين.
وقد أعطى الإسلام للفرد حق التملك، و جعله قاعدة أساسية للاقتصاد الإسلامي، و رتب على هذا الحق نتائجه الطبيعية في حفظه لصاحبه، و صيانته له عن النهب و السرقة ،و الاختلاس و نحوه ،ووضع عقوبات رادعة لمن اعتدى عليه ،ضمانا له لهذا الحق ،و دفعا لما يتهدد الفرد في حقه المشروع .كما أن الإسلام رتب على هذا الحق أيضا نتائجه الأخرى، وهي حرية التصرف فيه بالبيع أو الشراء و الإجارة و الرهن و الهبة و الوصية و غيرها من أنواع التصرف المباح.

غير أن الإسلام لم يترك (التملك الفردي) مطلقاً من غير قيد، ولكنه وضع له قيوداً كي لا يصطدم بحقوق الآخرين، كمنع الربا و الغش و الرشوة و الاحتكار و نحو ذلك، مما يصطدم ويضيع مصلحة الجماعة .و هذه الحرية لا فرق فيها بين الرجل و المرأة

أما النوع الثاني:فهو التملك الجماعي :و هو الذي يستحوذ عليه المجتمع البشري الكبير، أو بعض جماعاته، و يكون الانتفاع بآثاره لكل أفراده، و لا يكون انتفاع الفرد به إلا لكونه عضواً في الجماعة، دون أن يكون له اختصاص معين بجزء منه، مثاله :المساجد والمستشفيات العامة والطرق والأنهار والبحار وبيت المال ونحو ذلك. و ما ملك ملكاً عاماً يصرف في المصالح العامة ،و ليس لحاكم أو نائبه أو أي أحد سواهما أن يستقل به أو يؤثر به أحد ليس له فيه استحقاق بسب مشروع وإنما هو مسؤول عن حسن إدارته و توجيهه التوجيه الصحيح الذي يحقق مصالح الجماعة ويسد حاجاتها.

2) وسائل الملكية: و هي طرق اكتسابها التي حددها الإسلام و عينها و حرم ما سواها ويمكن تقسيمها أيضا إلى قسمين :وسائل الملكية الفردية و الجماعية.

- وسائل الملكية الفردية ،و لها مظهران:

المظهر الأول :الأموال المملوكة ،أي المسبوقة بملك ،و هذه الأموال لا تخرج من ملك صاحبها إلى غيره إلا بسب شرعي كالوراثة ،أو الوصية ،أو الشفعة ، أو العقد ،أو الهبة ،أو نحوها.

المظهر الثاني :الأموال المباحة ،أي غير المسبوقة بملك شخص معين ،و هذه الأموال لا يتحقق للفرد تملكها إلا بفعل يؤدي إلى التملك و وضع اليد ،كإحياء موات الأرض و الصيد ،واستخراج ما في الأرض من معادن ،و إقطاع ولي الأمر جزءاً من المال لشخص معين،والعمل ،و نحوه .

- وسائل الملكية الجماعية ،و لها مظاهر كثيرة ،نوجزها في الآتي:
المظهر الأول :الموارد الطبيعية العامة ،و هي التي يتناولها جميع الناس في الدولة دون جهد أو عمل . كالماء ،و الكلأ ،و النار ،و ملحقاتها.

المظهر الثاني :الموارد المحمية ،أي التي تحميها الدولة لمنفعة المسلمين أو الناس كافة ،مثل :المقابر ،والمعسكرات ،و الدوائر الحكومية ،والأوقاف ،والزكوات و نحوها.

المظهر الثالث :الموارد التي لم تقع عليها يد أحد ،أو وقعت عليها ثم أهملتها مدة طويلة كأرض الموات.

المظهر الرابع :الموارد التي تجنيها الدولة بسبب الجهاد كالغنائم والفيء ونحوها

هـ- حرية العمل:
العمل عنصر فعال في كل طرق الكسب التي أباحها الإسلام، و له شرف عظيم باعتباره قوام الحياة ولذلك فإن الإسلام أقر بحق الإنسان فيه في أي ميدان يشاؤه ولم يقيده إلا في نطاق تضاربه مع أهدافه أو تعارضه مع مصلحة الجماعة. و لأهمية العمل في الإسلام اعتبر نوعاً من الجهاد في سبيل الله

الصنف الثاني :الحرية المتعلقة بحقوق الفرد المعنوية ،و هذا الصنف يشمل الآتي:

أ-حرية الاعتقاد: ويقصد بها اختيار الإنسان لدين يريده بيقين، و عقيدة يرتضيها عن قناعة، دون أن يكرهه شخص آخر على ذلك .فإن الإكراه يفسد اختيار الإنسان، و يجعل المكره مسلوب الإرادة ،فينتفي بذلك رضاه و اقتناعه و إذا تأملنا قول الله تعالى : ((لا إكراه في الدين )) نجد أن الإسلام رفع الإكراه عن المرء في عقيدته، و أقر أن الفكر و الاعتقاد لا بد أن يتسم بالحرية، وأن أي إجبار للإنسان، أو تخويفه، أو تهديده على اعتناق دين أو مذهب أو فكره باطل و مرفوض، لأنه لا يرسخ عقيدة في القلب، و لا يثبتها في الضمير. .
هذا و يترتب على حرية الاعتقاد ما يلي:
1) إجراء الحوار و النقاش الديني ،وذلك بتبادل الرأي و الاستفسار في المسائل الملتبسة ،التي لم تتضح للإنسان ،و كانت داخلة تحت عقله و فهمه –أي ليست من مسائل الغيب – وذلك للاطمئنان القلبي بوصول المرء إلى الحقيقة التي قد تخفى عليه، وقد كان الرسل والأنبياء عليهم الصلاة و السلام يحاورون أقوامهم ليسلموا عن قناعة و رضى و طواعية

2) ممارسة الشعائر الدينية ،و ذلك بأن يقوم المرء بإقامة شعائره الدينية ،دون انتقاد أو استهزاء ، أو تخويف أو تهديد،و لعل موقف الإسلام الذي حواه التاريخ تجاه أهل الذمة –أصحاب الديانات الأخرى –من دواعي فخره و اعتزازه ،و سماحته ،فمنذ نزل الرسول صلى الله عليه و سلم يثرب –المدينة المنورة –أعطى اليهود عهد أمان ، يقتضي فسح المجال لهم أمام دينهم و عقيدتهم، و إقامة شعائرهم في أماكن عبادتهم .ثم سار على هذا النهج الخلفاء الراشدون

ب- حرية الرأي: و تسمى أيضا بحرية التفكير و التعبير، وقد جوز الإسلام للإنسان أن يقلب نظره في صفحات الكون المليئة بالحقائق المتنوعة، و الظواهر المختلفة، و يحاول تجربتها بعقله، و استخدامها لمصلحته مع بني جنسه، لأن كل ما في الكون مسخر للإنسان، يستطيع أن يستخدمه عن طريق معرفة طبيعته و مدى قابليته للتفاعل و التأثير ،ولا يتأتى ذلك إلا بالنظر و طول التفكير.

هذا و لإبداء الرأي عدة مجالات و غايات منها:
1) إظهار الحق و إخماد الباطل
2) منع الظلم و نشر العدل ،و هذا ما فعله الأنبياء و الرسل إزاء الملوك و الحكام و يفعله العلماء و المفكرون مع القضاة و السلاطين
3) و قد يكون إبداء الرأي ،بتقديم الأمور حسب أهميتها و أولويتها، و هذا أكثر ما يقوم به أهل الشورى في أكثر من بلد ،و أكثر من مجتمع و قد يكون بأي أسلوب آخر،إذ من الصعب حصرها ،و لكنها لا تعني أن يخوض الإنسان فيما يضره، ويعود عليه بالفساد، بل لا بد أن تكون في إطار الخير والمصلحة إذ الإسلام بتقريره حرية الرأي ، إنما أراد من الإنسان أن يفكر كيف يصعد، لا كيف ينزل، كيف يبني نفسه و أمته،لا كيف يهدمها سعياً وراء شهوتها وهواها.

ج-حرية التعلم:
طلب العلم و المعرفة حق كفله الإسلام للفرد،و منحه حرية السعي في تحصيله،و لم يقيد شيئاً منه، مما تعلقت به مصلحة المسلمين ديناً و دنيا، بل انتدبهم لتحصيل ذلك كله، و سلوك السبيل الموصل إليه، أما ما كان من العلوم بحيث لا يترتب على تحصيله مصلحة، و إنما تتحقق به مضرة و مفسدة، فهذا منهي عنه، و محرم على المسلم طلبه، مثل علم السحر و الكهانة ،و نحو ذلك.

د- الحرية السياسية: و يقصد بها حق الإنسان في اختيار سلطة الحكم، و انتخابها ،ومراقبة أدائها، و محاسبتها ،و نقدها، و عزلها إذا انحرفت عن منهج الله و شرعه، و حولت ظهرها عن جادة الحق و الصلاح .

كما أنه يحق له المشاركة في القيام بأعباء السلطة ،و وظائفها الكثيرة ،لأن السلطة حق مشترك بين رعايا الدولة،و ليس حكرا على أحد ،أو وقفا على فئة دون أخرى و اختيار الإنسان للسلطة، قد يتم بنفسه، أو من ينوب عنه من أهل الحل و العقد و هم أهل الشورى، الذين ينوبون عن الأمة كلها في كثير من الأمور منها :
القيام بالاجتهاد فيما لا نص فيه ، إذ الحاكم يرجع في ذلك إلى أهل الخبرة و الاختصاص من ذوى العلم و الرأي، كما أنهم يوجهون الحاكم في التصرفات ذات الصفة العامة أو الدولية كإعلان الحرب، أو الهدنة ، أو إبرام معاهدة، أو تجميد علاقات، أو وضع ميزانية أو تخصيص نفقات لجهة معينة أو غير ذلك من التصرفات العامة، التي لا يقطع فيها برأي الواحد.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

Follow me: @mdousari

    

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2007, 12:47 PM   #5
 
إحصائية العضو







أبو عبيد غير متصل

أبو عبيد will become famous soon enough


افتراضي رد: مفهوم الليبرالية

أبو عبد الله

حياك الله وشكرا لك على مرورك وتواجدك

وهذا الموضوع لمن يهتمون بالأمور الفكرية ومناقشة الأفكار السائدة والمعارضة للإسلام

وأظن أن الموضوع سهل الفهم بس يحتاج شوية تركيز

ويمكنك طباعة الموضوع لتقرأه إذا رحت للعبدلي

 

 

 

 

 

 

التوقيع

Follow me: @mdousari

    

رد مع اقتباس
قديم 12-03-2007, 10:25 AM   #6
 
إحصائية العضو







كريدي عبيد الدوسري غير متصل

كريدي عبيد الدوسري is on a distinguished road


افتراضي رد: مفهوم الليبرالية

مافية مانع
بس اذا مافهمناة نبي منك درس خصوصي في الوفرة
ومن ضمن الحضور هرفي ليبرالي عاشان نقضي علية
وشرايك يا بو عبدالرحمن !!!

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 12-03-2007, 10:44 AM   #7
 
إحصائية العضو







ابوعبدالرحمن الودعاني غير متصل

ابوعبدالرحمن الودعاني is on a distinguished road


افتراضي رد: مفهوم الليبرالية



أنا أضم صوتي لصوت بوعبدالله وأقول خلها درس

على ليبرالي صغير بالعبدلي ..صدقني راح تشرح لنا زيين

ههههههههههههههههههههههههههههههههه

الله لا يهينك يابوعبيد على هذا الطرح الراقي جداً وبصدق

وبدون مجامله نحن محتاجين جداً هذا الموضوع لنفهم

بعض الأمور بأناس نحتك بهم خاصه في سفراتنا

وبالمؤتمرات ومجالس النقاش فبارك الله فيك

على هذه الجهود الطيبه.


 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 20-04-2007, 11:47 AM   #10
 
إحصائية العضو








مـنـيـر آل راكـان غير متصل

مـنـيـر آل راكـان is on a distinguished road


:r-r-7: رد: مفهوم الليبرالية


اللبرالية هي (الحذاء الأمريكي) ، والذي من خلاله تنشر وتبث ما تريد أن يصل للمجتمعات الإسلامية.

فالحذاء (أكرمكم الله) هو وسيلتك لعبور الشارع أو الوادي أو الجبل.

وكم هو الفرق بينك وبين حذاءك.

فأنت تـُسيره كما تريد أنت، وأما الحذاء (أكرمكم الله) يـُسير كما تريد أنت لا كما يريده هو.

فهذه أمريكا وهذه اللبرالية القذرة ، رضيت ورضي أنصارها بأن يكونوا ذلك الحذاء (أكرمكم الله) الذي يـُسير حسب ما يريده الفجار الملاحدة.

أخي الحبيب أبو عبيد لا عدمنا يالغالي وبارك الله فيك ونفع بك


مساكين ياضحايا اللبرالية




مُـحـبـك : أبــو فـــارس

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 20-04-2007, 12:58 PM   #11
 
إحصائية العضو







سالم بن صمهود غير متصل

سالم بن صمهود is on a distinguished road


افتراضي رد: مفهوم الليبرالية

ابـــوعبيـــــــــد

اشكرك جزيل الشكر على طرق مثل هذي المواضيع المهمه في حياة

الامة واسئل الله ان يرد كيد الحاسدين في نحورهم وان يجنب الامة شراعداها

سالم بن صمهود{الصلف}

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم عام أبوبندر الحطيم :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 4 11-09-2010 06:34 PM
.....مفهوم الصداقة ..... نفحات نور :: قسم الـشعر العــام :: 2 28-06-2010 02:19 PM

 


الساعة الآن 12:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---