26-03-2006, 11:46 AM | #1 | ||
|
الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري الى رحمة الله
ادعـيك يا الـمـعـبود يالرب يالـوالـي * ترحم منهو مسلكه اخضر الدرب
ابـوي راس الـفـخـر والمـعـالـي * اللي به الامثال تـحكى وتـضرب [img]http://C:\********s and Settings\user\My ********s\My Pictures[/img] [img]http://C:\********s and Settings\user\My ********s\My Pictures\Personal Pics[/img] انتقل الى رحمة الله تعالى فجر هذا اليوم الأحد 26 صفر 1427هـ معالي الأمير عبد الرحمن الأحمد السديري بعد معاناة طويلة مع المرض , حيث حكم عليه القدر أن يبقى تحت الأجهزة الطبية منذ أزمة احتلال الكويت عام 1991م . ولانقول الا غفر الله له واسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون . علماً أنه آخر من تبقَّى من أبناء الأمير أحمد السديري ، وسيتم دفنه بالغاط حسب وصيته في قصيدته المشهورة , ويستقبل العزاء في قصره بحي الرحمانية لأبنائه: فيصل , سلطان , زياد , عبدالعزيز , سلمان[/color] والله انه فقيده لما له من اعمال جليلة لاتنسى لاسرته وقبيلته وإمارة الجوف وموطنه الغاط . نبذة عنه: ولد الأمير عبدالرحمن في بلدة الغاط سنة 1338هـ وتلقى تعليمه على يد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز بن منيع ، ومن بعده الشيخ سلمان بن عبدالله بن اسماعيل. نشأ في غمرة احداث بناء الدولة السعودية على يد موحدها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله . تولى الأمير عبدالرحمن امارة الجوف في الخامس من شهر رمضان سنة 1362هـ وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، واستمر في هذا المنصب حتى تقاعده في 1-7-1410هـ حيث خلفه ابنه سلطان في امارة الجوف . قام الأمير عبدالرحمن السديري بتمثيل حكومة المملكة العربية السعودية في اللجان التي تشكلت لمعالجة مسائل الحدود ومشاكل القبائل السعودية العراقية ، وذلك فيما بين 5-7-1368هـ وحتى 12-11-1375هـ . وعرف الأمير بحبه للعلم والزراعه والرياضة واهتمامه بتراث المنطقة ، الى جانب اهتمامه بنهضتها ورقيها ، ففي مجال التعليم فقد اهتم به ووضع جائزة التفوق العلمي لخريجي الثانوية العامة . كذلك حرص على تشجيع أهل البادية على الاستيطان . وشارك في اقتراح المشاريع التي تسهم في تحقيق هذا الهدف ، ومن ذلك على سبيل المثال مشروع توطين البادية في وادي السرحان . ويعكس وعي الأمير عبد الرحمن بهذا الجانب واهتمامه به: مسابقة المزارعين التي بدأها في عام 1385هـ وخصصها في بادئ الأمر لحديثي الاستيطان من اهل البادية ثم عممها لتشمل كل مزارعي المنطقة .كما بدأ الأمير منذ 1385هـ بتنظيم سباق للهجن بالمنطقة كان الهدف الأول منه جمع أهل المنطقة في هذه المناسبة والجلوس معهم والاستماع إليهم ، ومعالجة بعض الظواهر التي تؤثر فيهم ، وخلق جو من التآلف والتعارف يسمح بتنامي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية بينهم ، اضافة الى تشجيع ابناء المنطقة على المحافظة على هذه الرياضة العربية القديمه التي يحبونها . ويعد هذا السباق اول سباق منظم للهجن يقام في المملكة . ويرافقه اقامة معرض للسجاد والمنسوجات ، والتعريف بهذه الصناعة المحلية ، ودعم المهتمين بصناعتها من خلال الجوائز التي توزع فيها ك وسوق البيع المصاحب لها. ولمعالي الأمير عبدالرحمن السديري (شفاه الله) مؤسسة خيرية عرفت باسمه(مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية) والغرض الاساسي من تكوين هذه المؤسسة هو تولي ادارة وتويل مكتبة (دار الجوف للعلوم) التي كان الأمير قد وضع لبناتها الأولى سنة 1383هـ . ولها مجهود كبير تشكر عليه في تلك المنطقة . ومن اعمالها الدراسة والبحث والنشر لحفظ تراث المنطقة الأدبي والأثري.كما ان للمؤسسة دور كبير في البحث والتنقيب عن آثار منطقة الجوف والحفاظ عليه . فأنشأت متحفاً يضم ماتم العثور عليه من آثار . وقد اصدرت المؤسسة كتابا ً بعنوان (الجوف- وادي النفاخ) تتحدث فيه عن أهمية المنطقة قديما وحديثا وقد ترجم هذا الكتاب للغة الانجليزية. كما افتتح الأمير سلطان بن عبدالعزيز قبل فتره مكتبة الرحمانية بالغاط على اسم الأمير عبدالرحمن السديري وهي تبع لمؤسسة الامير عبدالرحمن الخيريه. والأمير عبدالرحمن السديري شاعر مرهف ، يحب الأدب ، التاريخ ، والتراث ، ويعشق الفروسية بكل معانيها ، صدر له ديوان (القصائد) مكتوب ومسجّل صوتيا ، وجل أشعاره في الحماسه والحكم . من مؤلفاته: 1- (ديوان القصائد ): وهو كتاب يم مجموعة من القصائد النبطية اضافة الى قصائد آخرين وردت على شكل ردود على معالي الأمير وقد صدر هذا الديوان في عام 1403هـ. 2- كتاب (الجوف وادي النفاخ): وهو كتاب تاريخي جغرافي يتناول تاريخ منطقة الجوف منذ أقدم الأزمنة وحتى يومنا الحاضر بالاضافة الى مجموعة من الصور القديمة والحديثة. وأذكركم بقصيدته الشهيره و اللتي فيها استشهاد بقبيلته :
(سليمـان) سماهـا و كبـر سهمهـا =يامن بها الطرقي و تامن بهـا النيـب إبروس الخشـوم الغـر حـدد علمهـا =مدهال قرناس الوحش واشهب الذيـب عــذا جوانــبـهـا وقــام بـــــلزمــهـا =وفرظ علـى نفسـة كبيـر المواجيـب ارث لنـا الكايـد إبعـالـي إقمـمــهـا =وإلسان حاله ينـدب الإبـن والصيـب له عـاداتٍ علـى المـوارث رسمهـا =تلزم علـى حـق البنـات الرعابيـب مـن شـذ عــنهـا وانثنـا او كـتـمـهـا =عساه طول الوقـت عميـان وإمريـب من لابةٍ (( وادي الدواسر)) صنمها =الناب مـن نيبـان عكـف المخاليـب -إمتهيـت جيرانــــهـا- مـن حدمـهـا =الجـارهم بجدارهـم حــق ومصـيـب ( أولاد زايـد ) ذمتـي فــي ذمـمـهـا =عسى لهـم فـي ذمـة الله مقاضيـب النـاس مثـل النـاس محـد خزمــهـا =فيهـم ملافيهـم وفيـهـم عواطـيـب انـا احمـد الله (لابتـي مـن إشيمهـا) =الليـن والشـده و بالضيـف ترحيـب مـن قـارب الاخــيـار نـاره شعــمهـا =ويشره على السبقات عجـل المهاذيـب واشوف لي نـاس وهـو مـن غشمهـا =تصدني عـن نيـت الخيـر والطيـب ومن لا على نفسـه تقـوا او فطمهـا =يصبح ظميـره بيـن حـر ولواهيـب نفسـي تعاتبنـي وهـو مـن كرمــهـا =تقول حـذراك إنتبـه ماقـف الريـب تقـول بالـك حشــمتـك مـن حشمهـا =ومن لا تعظ بالغيـر شـاف التعاجيـب تـرا العفـون عـفـون لــو تــحــترمهـا =مايصلحـون اضيـوف ولا معـازيـب اقـل مـاسـن الـرمـاح ودجـــــمـهـا =دجـمٍ مـع الانـذال فيهـن حراديـب ماكـل مـن رام المـراجـل كظمـــهـا =ولا كل من راد المهـا جانـب العيـب ولا كـل مـن يفهـم امـور كتـــــمـهـا =رعديدي مايقدر على الصبـر رعبيـب و لا كل مـن سيـر إجمـوع حكمهـا =تطالع عليه الشمس عقـب المغاريـب و لا كل من خاصم اخصومـه خصمهـا =عصمات الاريا عند حصـن المطاليـب و لا كل مـن يـزرع ازروع صـــــرمهـا =و من فضل الراحـه تهيـب ولا هيـب و لا كل مـن حـاول إعقـود نظــمهـا =و علمٍ بـلا عقـلٍ دمـارٍ بـلا ريـب ادنـات ماقـظ البـيـوت او هــــدمـهـا =و من لا يصون الارض يظهر بها العيب اسـاس عـز الـدار ماقـف خدمهــــا =ودارٍ بـلا عقـلٍ فريسـة قصاصيـب
|
||
|
26-03-2006, 12:20 PM | #2 | ||
|
الله يرحمه
الله يرحمه برحمته الواسعه
|
||
|
26-03-2006, 12:34 PM | #3 | ||
|
الله يرحمه برحمته الواسعه
|
||
|
26-03-2006, 01:34 PM | #5 | |||||||||||
|
|
|||||||||||
|
26-03-2006, 01:35 PM | #6 | ||
|
الله يرحمه برحمته الواسعه
|
||
|
26-03-2006, 02:48 PM | #8 | ||||
|
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته
|
||||
|
26-03-2006, 03:41 PM | #9 | ||
|
الوصية
وصى ان يدفن بالغاط وهذه هي وصيته ولعدم حفضي المتقن لها تم اقتباسها من هايف العماني
|
||
|
26-03-2006, 03:58 PM | #10 | ||||
|
الله يرحمه برحمته الواسعه
|
||||
|
29-03-2006, 08:50 AM | #11 | ||
|
الاخوة الكرام هذا مقال عن الأمير عبد الرحمن السديري رحمه الله كتبه الأستاذ يوسف بن محمد العتيق عن الأمير عبد الرحمن السديري ، ونشر في صحيفة الجزيرة يوم الأربعاء 29 / 2 / 1426 هـــ
عبد الرحمن السديري.. عِبَر في حياته ودروس من وفاته يوسف بن محمد العتيق يذكر لي ابنه الأخ العزيز الدكتور زياد بن عبد الرحمن السديري عضو مجلس الشورى السابق ومدير عام مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية أن من أبرز صفاته أنه لا يوجد شيء أسهل من الوصول إليه قبل الآخرين، فهو معروف بقربه من الآخرين واتصاله بهم، هذا هو عبد الرحمن السديري الرجل الذي ودعنا هذه الأيام، سائلين الله له الرحمة والمغفرة. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد الكبير من أسرة السديري صاحبة الحضور التاريخي منذ الدولة السعودية الأولى، وأسرة السديري لها حضور في مدونات التاريخ الموثقة لتاريخ وسط الجزيرة العربية، فهذه الأسرة أنجبت أمراء وقادة وشعراء ورجال دولة. كما أن هذه الأسرة الكريمة أخوال لآل سعود منذ قرون، فوالدة صقر الجزيرة ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - من هذه الأسرة وهي السيدة الكريمة سارة بنت أحمد السديري التي توفيت في أواخر العام 1327هـ. وأسرة السديري تعود في نسبها إلى فخذ البدارين من قبيلة الدواسر. إلى هذه الأسرة الكريمة ينتسب الأمير عبد الرحمن السديري الذي ولد في محافظة الغاط شمال العاصمة الرياض سنة 1338هـ، وتلقى تعليمه على يد الشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز بن منيع، ومن بعده الشيخ سلمان بن عبد الله بن إسماعيل. محطات مهمة في حياته لراحلنا العديد من المحطات المهمة التي تستحق الوقوف كثيراً؛ لأنها محطات مهمة في حياته وحياة أبناء منطقة الجوف، ولكن من الصعوبة بمكان المرور عليها في مقال سريع، لكن هي إشارات لعل في إثارتها فتحاً للطريق أمام الآخرين لدراستها وغيرها بشكل موضوعي وعلمي لا يمكن القيام به في مقال مختصر في صحيفة سيارة. ومن هذه المحطات: إمارة الجوف تولي إمارة منطقة الجوف في الخامس من رمضان لعام 1362هـ وهو في الرابعة والعشرين من عمره، واستمر في هذا المنصب حتى تقاعد في 1-7-1410هـ وهو بذلك قضى جل حياته في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه. تمثيل الوطن وفي أثناء فترة إمارته الجوف، قام بتمثيل حكومة المملكة العربية السعودية في اللجان التي شكلت لمعالجة مسائل الحدود ومشاكل القبائل السعودية والعراقية، وذلك فيما بين 5-7-1368هـ وحتى 12- 11-1375هـ، كما تولى إدارة مفتشية الحدود الشمالية وإمارة القريات بالوكالة. المشاركة في التوطين وإن كانت الكثير من الأمور تحفظ وتذكر فتشكر لعبد الرحمن السديري - رحمه الله - إلا أن من أكثر ما يحفظه له التاريخ والأجيال اللاحقة هو مشاركته في المشهد الوطني الكبير المتمثل في توطين بادية الشمال وبخاصة البادية بوادي السرحان بوصفهم جزءا لا يتجزأ من التركيبة الوطنية في المجتمع السعودي، فتوطين البادية تلك البذرة التي أسسها الملك عبد العزيز - رحمه الله - وسار على خطاه فيها رجاله المخلصون في هذا الوطن لهي من أهم المنجزات التي تسجل للدولة السعودية الثالثة بحق؛ لما لها من أثر مهم في المشهد الحضاري والثقافي والاجتماعي. تشجيع المزارعين ومن الأمور التي تحفظ لعبد الرحمن السديري أثناء توليه إمارة الجوف دعمه الزراعة والمزارعين، حيث نظم مسابقة المزارعين حيث نشرت الصحف آنذاك أخباراً عن هذه المسابقة ودعم الأمير لها واستثماره لعلاقاته لدعمها مادياً ومعنوياً، فقد نشرت الصحف العديد من الأخبار ومنها: (مسابقة المزارعين الحادية عشرة تقام في الجوف). أقيمت أول مسابقة في عام 1394هـ وقد ألقى معالي الأمير كلمة في هذه المناسبة أشاد فيها بمجهود الدولة على جميع المستويات وبالأخص بالقطاع الزراعي، وان هذه المسابقة ما هي إلا جهد متواضع من قبل إمارة منطقة الجوف لتحقيق التوجهات السامية الرامية إلى تشجيع الزراعة والمزارعين.بلغ مجموع الجوائز 700 ألف ريال ونيفا. وقد كان لاتصال معالي الأمير بأصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي وأصحاب السعادة مديري البنوك والمؤسسات والشركات نتائج إيجابية مثمرة بالمساهمة الفاعلة في تقديم جوائز عينية ونقدية لهذا العام وكان منها 100.000 ريال مقدمة من الأمير سلطان بن عبد العزيز كما قدم السديري نفسه جائزة عينية تشجيعية عبارة عن 10 بقرات هولندية بقيمة 100.000 ريال. رعايته للعمل الخيري والثقافي لعله لا يذكر اسم عبد الرحمن السديري في الآونة الأخيرة إلا وتذكر مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرة التي تقوم بدور كبير في العمل الخيري والثقافي لا سيما في منطقة الجوف، وتعود جذور مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية التي تم تأسيسها بأمر ملكي عام 1403هـ - 1983م إلى ما قبل ذلك التاريخ بعقدين من الزمان، حيث كانت البداية بمكتبة عامة أنشأها معالي المؤسس الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري، رحمه الله، أمير منطقة الجوف السابق في مدينة سكاكا عام 1383هـ - 1963م سعيا منه للمساهمة في نشر الوعي والعلم والثقافة بين أبناء منطقة الجوف (شمال غرب المملكة العربية السعودية). ولقد أصبحت هذه المكتبة المعروفة حاليا باسم - دار الجوف للعلوم - صرحا علميا وثقافيا متميزا في المنطقة إذ تبلغ مساحتها حوالي 2350 مترا مربعا وتضم قسمين كبيرين منفصلين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وقد ارتفع رصيدها من الكتب والمراجع حتى شعبان 1421هـ (نوفمبر 2000م) إلى ما يزيد على 92.000 مجلد وحوالي 250 دورية بالإضافة إلى ما تضمه الدار في مجموعتها الخاصة من الوثائق والمخطوطات والطوابع والخرائط والرسائل والكتب الأصلية للرحالة الذين مروا بالمنطقة إلى جانب مجموعة نادرة من النقود المعدنية. منحة للمتفوقين كما تقدم المؤسسة جائزة معالي الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للتفوق العلمي على هيئة بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنويا، لأحد المتفوقين في الثانوية العامة من أبناء المنطقة. رعايته للمشهد الثقافي والمتأمل في سيرة الراحل لا يأتيه الشك في كونه مهتما بالثقافة والمشهد الثقافي ومشاركا فيه وليس متلقيا، يدل على ذلك رعايته للنشاط الثقافي وكتابه التوثيقي (وادي النفاخ)، وشهادة الآخرين له، ومن الشواهد على ذلك تأسيسه للمكتبة الرحمانية. المكتبة الرحمانية تقع في محافظة الغاط على بستان العرنية المزرعة التي وقفها مؤسسها عبد الرحمن السديري بتاريخ 3-6- 1407هـ لوالديه - غفر الله لهما.وتبلغ مساحة المزرعة الوقف (185850) مائة وخمسة وثمانين ألفا وثمانمائة وخمسين مترا مربعا، وقد أخذ تصميم المكتبة في الاعتبار البيئة الريفية المحيطة بها وسط أشجار النخيل وتحت هضبة طويق. فظهرت بطابع نجدي واضح المعالم، بمبانيها الطينية وأقواسها المحلية، ومسجدها ذي المصلى المفتوح على الفناء، وهي مكتبة تتكون من مبنى المكتبة والمسجد وتضم المكتبة صالة الاستقبال ومكتبة الطفل وقاعة المطالعة والدوريات وأجهزة الحاسوب إضافة إلى مستودعات الكتب، كما يضم مبنى المكتبة صالة متعددة الأغراض تستخدم عند الحاجة للنشاطات الثقافية (المحاضرات والندوات) وفي غير ذلك تستخدم كقاعة أو مكتبة نسائية.وتتسع قاعات المطالعة داخل المكتبة لحوالي أربعين مطالعا إضافة إلى قسم الأطفال الذي يتسع لـ20 طفلا ويرتبط المسجد بمبنى المكتبة من خلال رواق مغطى. تتكون مجموعة الكتب في مكتبة الرحمانية، من الأوعية والدوريات، ما يتفق مع وظيفتها مكتبة عامة تخدم مجمع الغاط. تضم المكتبة قاعة مخصصة للمحاضرات والندوات والاحتفالات، ضمت برنامج الأنشطة الثقافية، الذي يستنفذه المركز للمجتمع المحلي، وتستخدم هذه القاعة في غير أيام النشاطات الثقافية كمكتبة، وفي المكتبة جناح خاص بالطفل تتوافر المكتبة والدوريات الخاصة بالطفولة والأطفال إضافة إلى المواد التربوية والتعليمية المناسبة لهم. السديري مثقفاً من منظور الجاسر ولعل من أهم صفات عبد الرحمن السديري هو حبه للمشهد الثقافي إذ إنه يعيش الهم العلمي والثقافي بشهادة أشخاص بلغوا من الثقافة أعلاها وعلى رأسهم علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، الذي عرف عنه الدقة في الحديث عن الآخرين وذكرهم بأوصاف دقيقة بثها الجاسر في كتابه الشهير في شمال غرب الجزيرة الذي تضمن مشاهد ثقافية مهمة جمعت السديري والجاسر.ومن هذه النصوص التي تؤكد هذا المشهد لعبد الرحمن السديري. اهتمام بالآثار يقول الشيخ حمد الجاسر: وجد الدكتور محمود الغول لدى أمير الجوف الأمير عبد الرحمن السديري حجرا نقل من دومة الجندل فوقه كتابة باللاتينية، وقد أهداه الأمير لجمعية الرياض (الملك سعود) وهو موجود في متحف الجامعة ورقمه (39) بين الآثار الموجودة هناك. اهتمام بالعملات ويقول الجاسر حين تحدث عما شاهد في شمال الجزيرة: ورأيت في الشمال الشرقي منه قويرة صغيرة تدعى المدرة، قال لي أحدهم بأنه وجد في غار في هذه القويرة جرة فخارية صغيرة مملوءة بنقود قديمة، وعندما تحدثت مع الأمير الكريم الشيخ عبد الرحمن بن أحمد السديري أي ذلك ثم أخرج من حقيبة لديه - يظهر أنها مملوءة نقودا أثرية أخرج أي قطعتين ذهبيتين بدون فحص وقدمهما لي وقد ظننت أنها مما عثر عليه في ذلك الموضع ولكن عند عرض قطعتي النقود على أستاذ قسم الآثار في الجامعة الأمريكية قال بأنها من نقود الفاطميين. خدمة الباحثين ويقول الجاسر أيضا:ولم أنس ما منحني الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري من كرم ولطف يسر لي مشاهدة كثير من المواقع. عبد الرحمن السديري شاعراً ومن المواهب التي لدى الفقيد نظمه للشعر الشعبي، وهذه الموهبة ليست بمستغربة عليه فهو ابن لأسرة أنجبت العديد من الشعراء رجالاً ونساءً، وقد صدر له ديوان شعري تحت عنوان (القصائد)، كان شرطه على ابنه زياد لإخراجه العناية به وضبط الأبيات بحسب إلقائها؛ لأنه يتأذى كثيراً حين يجد شعره منشوراً في الصحف بطريقة غير سليمة. والمتأمل في شعر السديري يجده قد طرق أكثر الأغراض الشعرية، لكني أجد في شعره أمرين يشدانني كثيراً: الأول: الحنين إلى الأرض والوطن سواء كان الجوف أو مسقط الرأس محافظة الغاط، وهذه صفة يمتدح الرجال بها؛ فقد قيل قديما: إن الرجال تعرف بحنينها إلى أوطانها. الثاني: كثرة مخاطبته لأفراد أسرته في قصائده من أبناء وأحفاد، وهذه صفة رقيقة، حضورها عند الشاعر له دلالات كثيرة منها غلبة العاطفة الحميدة، ولعل منها توجيه رسائل عائلية قد لا يعرفها إلا أفراد الأسرة ومن حولهم، من بين هذه الرسائل الحث على الترابط، كما أن في هذا النهج معرفة جوانب من سيرة الشاعر وعائلته قد لا تتبين إلا من خلال القصائد. إحالته للتقاعد أُحيل عبد الرحمن السديري على التقاعد يوم الاثنين الأول رجب من عام 1410هـ بناء على طلبه، وتعين نجله سلطان بن عبد الرحمن السديري أميراً لمنطقة الجوف. مرضه ولعل من أهم ما يشار إليه عنه عند ذكر الفقيد الراحل هو مرضه الذي لازمه طويلاً ولم يفلته حتى انتقل إلى الدار الآخرة. عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) (متفق عليه) واللفظ للبخاري. والنصب: التعب، والوصب: المرض. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها) (متفق عليه). وعن أم العلاء، رضي الله عنها، قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال: (أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به الخطايا، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة) (أبو داود وحسنه المنذري). وفاته وقد انتقل إلى الدار الآخرة بعد مرض عضال فجر يوم الأحد 26 - 2 - 1427هـ الموافق 26 - 3 - 2006م، رحمه الله رحمة واسعة. وصيته وصيته للأمير عبد الرحمن السديري وصية شهيرة وزاد من شهرتها أنها قيلت شعراً، حيث يوصي نجله فيصل بأن يدفن في الغاط مسقط رأسه وأسرته السدارى حيث جاء في هذه القصيدة الواردة في ديوانه القصائد (ص 141) والقصيدة بحسب ابنه الدكتور زياد في المصدر المذكور غير معروفة المناسبة، إلا أن مثل هذه القصائد عادة ما يقولها الشاعر في أجواء روحانية خاصة مثل تذكر أو يكون سببها الشوق لمسقط الرأس.
أبيك يا فيصل تسمع اشجوني =ما دام دنياكم عليكم وسيعه فقد دفن، رحمه الله، في محافظة الغاط لا مت في راس الشعيب ادفنوني =بالرجم فوق المالحة والبديعه اضفوا علي اترابها واحفظوني =او حطوا على قبري حصات رفيعه أنا إمن الدّنيا خَلصْت اعذروني =لي جانب الله عن حيات وضيعه قولوا إلمظنوني يصرف ايهوني =أنا دخيله لا ايسوي صعيعه بكيت من فرقاه وأدمت اعيوني =جيته اموالفني وأخاف اتخريعه أنا الغلطات الزّمان امغبوني =على غلط أو غلطتي به شنيعه ظنيت به ظن أو باهت اظنوني =حيث الوداعه نقصها من وديعه نرجو أن تكون قد اجتمعت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. ونحن نرجو الله أن تكون هذه الثلاث اجتمعت في عبد الرحمن السديري حيث إن آثار المؤسسة التي تحمل اسمه كبير في جوانب الخير والعمل الإنساني، كما أن إصداراتها النافعة والمتعددة والمكتبات الموقوفة من قبلها لا شك أنها تحمل العلم المنتفع به، إن شاء الله، وبذريته من الذكور والإناث وأحفاده العقب الصالح الداعي له بالرحمة والمغفرة، إن شاء الله. وختاما هذا جزء من سيرة هذا الرجل الذي أفضى إلى ربه بكل ما قدم من عمل، ومن حقنا عليه الترحم وذكر محاسنه لنعمم القدوة ليستفاد منها. كما أشكر كل من زودني بمعلومة من أجل خروج هذه المادة وعلى رأسهم الإخوة في مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية، والأستاذ عبد العزيز الأحيدب، والأستاذ هيفاء العمر. للتواصل فاكس 2092858 tyty88@gawab.com
|
||
|
29-03-2006, 08:51 AM | #12 | ||
|
الاخوة الكرام هذا مقال عن الأمير عبد الرحمن السديري رحمه الله كتبه الأستاذ يوسف بن محمد العتيق عن الأمير عبد الرحمن السديري ، ونشر في صحيفة الجزيرة يوم الأربعاء 29 / 2 / 1426 هـــ
عبد الرحمن السديري.. عِبَر في حياته ودروس من وفاته يوسف بن محمد العتيق يذكر لي ابنه الأخ العزيز الدكتور زياد بن عبد الرحمن السديري عضو مجلس الشورى السابق ومدير عام مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية أن من أبرز صفاته أنه لا يوجد شيء أسهل من الوصول إليه قبل الآخرين، فهو معروف بقربه من الآخرين واتصاله بهم، هذا هو عبد الرحمن السديري الرجل الذي ودعنا هذه الأيام، سائلين الله له الرحمة والمغفرة. عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد الكبير من أسرة السديري صاحبة الحضور التاريخي منذ الدولة السعودية الأولى، وأسرة السديري لها حضور في مدونات التاريخ الموثقة لتاريخ وسط الجزيرة العربية، فهذه الأسرة أنجبت أمراء وقادة وشعراء ورجال دولة. كما أن هذه الأسرة الكريمة أخوال لآل سعود منذ قرون، فوالدة صقر الجزيرة ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - من هذه الأسرة وهي السيدة الكريمة سارة بنت أحمد السديري التي توفيت في أواخر العام 1327هـ. وأسرة السديري تعود في نسبها إلى فخذ البدارين من قبيلة الدواسر. إلى هذه الأسرة الكريمة ينتسب الأمير عبد الرحمن السديري الذي ولد في محافظة الغاط شمال العاصمة الرياض سنة 1338هـ، وتلقى تعليمه على يد الشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز بن منيع، ومن بعده الشيخ سلمان بن عبد الله بن إسماعيل. محطات مهمة في حياته لراحلنا العديد من المحطات المهمة التي تستحق الوقوف كثيراً؛ لأنها محطات مهمة في حياته وحياة أبناء منطقة الجوف، ولكن من الصعوبة بمكان المرور عليها في مقال سريع، لكن هي إشارات لعل في إثارتها فتحاً للطريق أمام الآخرين لدراستها وغيرها بشكل موضوعي وعلمي لا يمكن القيام به في مقال مختصر في صحيفة سيارة. ومن هذه المحطات: إمارة الجوف تولي إمارة منطقة الجوف في الخامس من رمضان لعام 1362هـ وهو في الرابعة والعشرين من عمره، واستمر في هذا المنصب حتى تقاعد في 1-7-1410هـ وهو بذلك قضى جل حياته في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه. تمثيل الوطن وفي أثناء فترة إمارته الجوف، قام بتمثيل حكومة المملكة العربية السعودية في اللجان التي شكلت لمعالجة مسائل الحدود ومشاكل القبائل السعودية والعراقية، وذلك فيما بين 5-7-1368هـ وحتى 12- 11-1375هـ، كما تولى إدارة مفتشية الحدود الشمالية وإمارة القريات بالوكالة. المشاركة في التوطين وإن كانت الكثير من الأمور تحفظ وتذكر فتشكر لعبد الرحمن السديري - رحمه الله - إلا أن من أكثر ما يحفظه له التاريخ والأجيال اللاحقة هو مشاركته في المشهد الوطني الكبير المتمثل في توطين بادية الشمال وبخاصة البادية بوادي السرحان بوصفهم جزءا لا يتجزأ من التركيبة الوطنية في المجتمع السعودي، فتوطين البادية تلك البذرة التي أسسها الملك عبد العزيز - رحمه الله - وسار على خطاه فيها رجاله المخلصون في هذا الوطن لهي من أهم المنجزات التي تسجل للدولة السعودية الثالثة بحق؛ لما لها من أثر مهم في المشهد الحضاري والثقافي والاجتماعي. تشجيع المزارعين ومن الأمور التي تحفظ لعبد الرحمن السديري أثناء توليه إمارة الجوف دعمه الزراعة والمزارعين، حيث نظم مسابقة المزارعين حيث نشرت الصحف آنذاك أخباراً عن هذه المسابقة ودعم الأمير لها واستثماره لعلاقاته لدعمها مادياً ومعنوياً، فقد نشرت الصحف العديد من الأخبار ومنها: (مسابقة المزارعين الحادية عشرة تقام في الجوف). أقيمت أول مسابقة في عام 1394هـ وقد ألقى معالي الأمير كلمة في هذه المناسبة أشاد فيها بمجهود الدولة على جميع المستويات وبالأخص بالقطاع الزراعي، وان هذه المسابقة ما هي إلا جهد متواضع من قبل إمارة منطقة الجوف لتحقيق التوجهات السامية الرامية إلى تشجيع الزراعة والمزارعين.بلغ مجموع الجوائز 700 ألف ريال ونيفا. وقد كان لاتصال معالي الأمير بأصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي وأصحاب السعادة مديري البنوك والمؤسسات والشركات نتائج إيجابية مثمرة بالمساهمة الفاعلة في تقديم جوائز عينية ونقدية لهذا العام وكان منها 100.000 ريال مقدمة من الأمير سلطان بن عبد العزيز كما قدم السديري نفسه جائزة عينية تشجيعية عبارة عن 10 بقرات هولندية بقيمة 100.000 ريال. رعايته للعمل الخيري والثقافي لعله لا يذكر اسم عبد الرحمن السديري في الآونة الأخيرة إلا وتذكر مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرة التي تقوم بدور كبير في العمل الخيري والثقافي لا سيما في منطقة الجوف، وتعود جذور مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية التي تم تأسيسها بأمر ملكي عام 1403هـ - 1983م إلى ما قبل ذلك التاريخ بعقدين من الزمان، حيث كانت البداية بمكتبة عامة أنشأها معالي المؤسس الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري، رحمه الله، أمير منطقة الجوف السابق في مدينة سكاكا عام 1383هـ - 1963م سعيا منه للمساهمة في نشر الوعي والعلم والثقافة بين أبناء منطقة الجوف (شمال غرب المملكة العربية السعودية). ولقد أصبحت هذه المكتبة المعروفة حاليا باسم - دار الجوف للعلوم - صرحا علميا وثقافيا متميزا في المنطقة إذ تبلغ مساحتها حوالي 2350 مترا مربعا وتضم قسمين كبيرين منفصلين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وقد ارتفع رصيدها من الكتب والمراجع حتى شعبان 1421هـ (نوفمبر 2000م) إلى ما يزيد على 92.000 مجلد وحوالي 250 دورية بالإضافة إلى ما تضمه الدار في مجموعتها الخاصة من الوثائق والمخطوطات والطوابع والخرائط والرسائل والكتب الأصلية للرحالة الذين مروا بالمنطقة إلى جانب مجموعة نادرة من النقود المعدنية. منحة للمتفوقين كما تقدم المؤسسة جائزة معالي الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للتفوق العلمي على هيئة بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنويا، لأحد المتفوقين في الثانوية العامة من أبناء المنطقة. رعايته للمشهد الثقافي والمتأمل في سيرة الراحل لا يأتيه الشك في كونه مهتما بالثقافة والمشهد الثقافي ومشاركا فيه وليس متلقيا، يدل على ذلك رعايته للنشاط الثقافي وكتابه التوثيقي (وادي النفاخ)، وشهادة الآخرين له، ومن الشواهد على ذلك تأسيسه للمكتبة الرحمانية. المكتبة الرحمانية تقع في محافظة الغاط على بستان العرنية المزرعة التي وقفها مؤسسها عبد الرحمن السديري بتاريخ 3-6- 1407هـ لوالديه - غفر الله لهما.وتبلغ مساحة المزرعة الوقف (185850) مائة وخمسة وثمانين ألفا وثمانمائة وخمسين مترا مربعا، وقد أخذ تصميم المكتبة في الاعتبار البيئة الريفية المحيطة بها وسط أشجار النخيل وتحت هضبة طويق. فظهرت بطابع نجدي واضح المعالم، بمبانيها الطينية وأقواسها المحلية، ومسجدها ذي المصلى المفتوح على الفناء، وهي مكتبة تتكون من مبنى المكتبة والمسجد وتضم المكتبة صالة الاستقبال ومكتبة الطفل وقاعة المطالعة والدوريات وأجهزة الحاسوب إضافة إلى مستودعات الكتب، كما يضم مبنى المكتبة صالة متعددة الأغراض تستخدم عند الحاجة للنشاطات الثقافية (المحاضرات والندوات) وفي غير ذلك تستخدم كقاعة أو مكتبة نسائية.وتتسع قاعات المطالعة داخل المكتبة لحوالي أربعين مطالعا إضافة إلى قسم الأطفال الذي يتسع لـ20 طفلا ويرتبط المسجد بمبنى المكتبة من خلال رواق مغطى. تتكون مجموعة الكتب في مكتبة الرحمانية، من الأوعية والدوريات، ما يتفق مع وظيفتها مكتبة عامة تخدم مجمع الغاط. تضم المكتبة قاعة مخصصة للمحاضرات والندوات والاحتفالات، ضمت برنامج الأنشطة الثقافية، الذي يستنفذه المركز للمجتمع المحلي، وتستخدم هذه القاعة في غير أيام النشاطات الثقافية كمكتبة، وفي المكتبة جناح خاص بالطفل تتوافر المكتبة والدوريات الخاصة بالطفولة والأطفال إضافة إلى المواد التربوية والتعليمية المناسبة لهم. السديري مثقفاً من منظور الجاسر ولعل من أهم صفات عبد الرحمن السديري هو حبه للمشهد الثقافي إذ إنه يعيش الهم العلمي والثقافي بشهادة أشخاص بلغوا من الثقافة أعلاها وعلى رأسهم علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، الذي عرف عنه الدقة في الحديث عن الآخرين وذكرهم بأوصاف دقيقة بثها الجاسر في كتابه الشهير في شمال غرب الجزيرة الذي تضمن مشاهد ثقافية مهمة جمعت السديري والجاسر.ومن هذه النصوص التي تؤكد هذا المشهد لعبد الرحمن السديري. اهتمام بالآثار يقول الشيخ حمد الجاسر: وجد الدكتور محمود الغول لدى أمير الجوف الأمير عبد الرحمن السديري حجرا نقل من دومة الجندل فوقه كتابة باللاتينية، وقد أهداه الأمير لجمعية الرياض (الملك سعود) وهو موجود في متحف الجامعة ورقمه (39) بين الآثار الموجودة هناك. اهتمام بالعملات ويقول الجاسر حين تحدث عما شاهد في شمال الجزيرة: ورأيت في الشمال الشرقي منه قويرة صغيرة تدعى المدرة، قال لي أحدهم بأنه وجد في غار في هذه القويرة جرة فخارية صغيرة مملوءة بنقود قديمة، وعندما تحدثت مع الأمير الكريم الشيخ عبد الرحمن بن أحمد السديري أي ذلك ثم أخرج من حقيبة لديه - يظهر أنها مملوءة نقودا أثرية أخرج أي قطعتين ذهبيتين بدون فحص وقدمهما لي وقد ظننت أنها مما عثر عليه في ذلك الموضع ولكن عند عرض قطعتي النقود على أستاذ قسم الآثار في الجامعة الأمريكية قال بأنها من نقود الفاطميين. خدمة الباحثين ويقول الجاسر أيضا:ولم أنس ما منحني الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري من كرم ولطف يسر لي مشاهدة كثير من المواقع. عبد الرحمن السديري شاعراً ومن المواهب التي لدى الفقيد نظمه للشعر الشعبي، وهذه الموهبة ليست بمستغربة عليه فهو ابن لأسرة أنجبت العديد من الشعراء رجالاً ونساءً، وقد صدر له ديوان شعري تحت عنوان (القصائد)، كان شرطه على ابنه زياد لإخراجه العناية به وضبط الأبيات بحسب إلقائها؛ لأنه يتأذى كثيراً حين يجد شعره منشوراً في الصحف بطريقة غير سليمة. والمتأمل في شعر السديري يجده قد طرق أكثر الأغراض الشعرية، لكني أجد في شعره أمرين يشدانني كثيراً: الأول: الحنين إلى الأرض والوطن سواء كان الجوف أو مسقط الرأس محافظة الغاط، وهذه صفة يمتدح الرجال بها؛ فقد قيل قديما: إن الرجال تعرف بحنينها إلى أوطانها. الثاني: كثرة مخاطبته لأفراد أسرته في قصائده من أبناء وأحفاد، وهذه صفة رقيقة، حضورها عند الشاعر له دلالات كثيرة منها غلبة العاطفة الحميدة، ولعل منها توجيه رسائل عائلية قد لا يعرفها إلا أفراد الأسرة ومن حولهم، من بين هذه الرسائل الحث على الترابط، كما أن في هذا النهج معرفة جوانب من سيرة الشاعر وعائلته قد لا تتبين إلا من خلال القصائد. إحالته للتقاعد أُحيل عبد الرحمن السديري على التقاعد يوم الاثنين الأول رجب من عام 1410هـ بناء على طلبه، وتعين نجله سلطان بن عبد الرحمن السديري أميراً لمنطقة الجوف. مرضه ولعل من أهم ما يشار إليه عنه عند ذكر الفقيد الراحل هو مرضه الذي لازمه طويلاً ولم يفلته حتى انتقل إلى الدار الآخرة. عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) (متفق عليه) واللفظ للبخاري. والنصب: التعب، والوصب: المرض. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها) (متفق عليه). وعن أم العلاء، رضي الله عنها، قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال: (أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به الخطايا، كما تذهب النار خبث الذهب والفضة) (أبو داود وحسنه المنذري). وفاته وقد انتقل إلى الدار الآخرة بعد مرض عضال فجر يوم الأحد 26 - 2 - 1427هـ الموافق 26 - 3 - 2006م، رحمه الله رحمة واسعة. وصيته وصيته للأمير عبد الرحمن السديري وصية شهيرة وزاد من شهرتها أنها قيلت شعراً، حيث يوصي نجله فيصل بأن يدفن في الغاط مسقط رأسه وأسرته السدارى حيث جاء في هذه القصيدة الواردة في ديوانه القصائد (ص 141) والقصيدة بحسب ابنه الدكتور زياد في المصدر المذكور غير معروفة المناسبة، إلا أن مثل هذه القصائد عادة ما يقولها الشاعر في أجواء روحانية خاصة مثل تذكر أو يكون سببها الشوق لمسقط الرأس.
أبيك يا فيصل تسمع اشجوني =ما دام دنياكم عليكم وسيعه فقد دفن، رحمه الله، في محافظة الغاط لا مت في راس الشعيب ادفنوني =بالرجم فوق المالحة والبديعه اضفوا علي اترابها واحفظوني =او حطوا على قبري حصات رفيعه أنا إمن الدّنيا خَلصْت اعذروني =لي جانب الله عن حيات وضيعه قولوا إلمظنوني يصرف ايهوني =أنا دخيله لا ايسوي صعيعه بكيت من فرقاه وأدمت اعيوني =جيته اموالفني وأخاف اتخريعه أنا الغلطات الزّمان امغبوني =على غلط أو غلطتي به شنيعه ظنيت به ظن أو باهت اظنوني =حيث الوداعه نقصها من وديعه نرجو أن تكون قد اجتمعت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. ونحن نرجو الله أن تكون هذه الثلاث اجتمعت في عبد الرحمن السديري حيث إن آثار المؤسسة التي تحمل اسمه كبير في جوانب الخير والعمل الإنساني، كما أن إصداراتها النافعة والمتعددة والمكتبات الموقوفة من قبلها لا شك أنها تحمل العلم المنتفع به، إن شاء الله، وبذريته من الذكور والإناث وأحفاده العقب الصالح الداعي له بالرحمة والمغفرة، إن شاء الله. وختاما هذا جزء من سيرة هذا الرجل الذي أفضى إلى ربه بكل ما قدم من عمل، ومن حقنا عليه الترحم وذكر محاسنه لنعمم القدوة ليستفاد منها. كما أشكر كل من زودني بمعلومة من أجل خروج هذه المادة وعلى رأسهم الإخوة في مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية، والأستاذ عبد العزيز الأحيدب، والأستاذ هيفاء العمر. للتواصل فاكس 2092858 tyty88@gawab.com
|
||
|
07-04-2006, 07:13 PM | #13 | ||||||
|
رد: الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري الى رحمة الله
|
||||||
|
29-04-2006, 08:16 AM | #14 | ||||
|
رد: الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري الى رحمة الله
|
||||
|
07-05-2006, 04:44 PM | #15 | ||
|
رد: الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري الى رحمة الله
--------------------------------------------------------------------------------
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اللقاء التاريخي مع الأمير علي بن محمد بن وقيّان أمير قبيلة الغياثات | الإداره | :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: | 57 | 17-04-2013 10:52 PM |
البكاء من خشية الله | محمد بن فهد الرجباني | :: القسم الإسلامـــي :: | 32 | 15-01-2012 11:33 PM |
التغطية المصوّرة لـ حفل الشيخ فهد بن فريج الشكره بمناسبة حصوله على سيف الشرف للرجل المثالي مقدما من صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبد العزيز رئيس هيئة البيعة رئيس اللجنة العليا لجائزة الملك عبد العزيز طيب الله لمزاين أم رقيبة | الإداره | :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: | 24 | 10-02-2011 05:10 PM |
الجــن ، معلومات عن حياتهم وطرق معيشتهم | راشد المسعري | :: القسم الإسلامـــي :: | 19 | 29-01-2011 06:53 PM |
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية : قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يخرج صاحبه من الملة | علي العبدالهادي | :: القسم الإسلامـــي :: | 12 | 14-10-2010 09:32 PM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||