كلنا يدعي الصواب فمن المخطئ؟!
في خضم المشكلات التي تقع بين الناس جميعهم سواء كانت مشكلات سياسية أو اجتماعية أو أسرية .
تجد كل طرف يدعي الصواب وأنه على الحق.
فرسالتي أو خاطرتي لن تتكلم عن المشكلات السياسية فليس لي علم بأمورها.
فاهتمامي هنا حول المشكلات الاجتماعية والأسرية والتي هي أهم لأنك تعيشها كل يوم من حياتك.
فالاستقرار الاجتماعي والأسري يجعل الإنسان يعيش في نعمة عظيمة .
فكثير ممن يسعون للإصلاح بين الناس في مشكلاتهم الاجتماعية أو الأسرية يقف حائراً عند كثير من الشخصيات التي تدعي الصواب وتصر على أنها على ذلك وهي مخطئة .
فلو دخلنا في بعض المشكلات الزوجية أو الأسرية كمثال ، لوجدنا الرجل ( الزوج ) بكبريائه وسلطته يدعي الصواب وأن الحق لن يكون إلا معه لأنه صاحب الرأي السديد،...الخ
والمرأة (الزوجة) بدموعها وعواطفها تدعي الصواب وأنه استغل ضعفها .
ففي هذه الحال وأنت تشاهد هذا المشهد ...
تتساءل كلاهما يدعي الصواب ، فمن المخطئ ؟!
ومثل هذا كثير من ادعاء الصواب وعلى نطاق أوسع من البيت ، بل إن الأمر يصل على الخلافات التي تقع بين العوائل فكل عائلة تدعي أنها هي صاحبة الحق وأن الخطأ كان من العائلة الأخرى والعائلة الأخرى تدعي نفس الادعاء ... ويستمر التجافي والتشاحن فيما بين الناس بدعاء كل واحد منهم الصواب وأن الخطأ من غيره.
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريشبينهم"رواه مسلم
و أتسأل الجميع يدعي الصواب فمن المخطئ؟!
و هناك أمر آخر...
أن هناك فئة من الناس قد يغلب عليها الكبر فهي تعلم أن الصواب لم يحالفها وأن الخطأ كان من نصيبها ولكن بطر الحق ، وغمط الناس هو ما دعاها لذلك.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ». قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَيُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ« إِنَّاللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ».صحيح مسلم.
فالمصيبة عندنا من وجهة نظري مصيبتنا...
الأولى : شخص ادعى الصواب وهو يظن من نفسه بالصواب.
وهذا أمره كما أتوقع سهل إن أراد الخير.
والثاني : شخص ادعى الصواب وهو يعلم عن نفسه بالخطأ.
قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)
فهذا أمره أشد من الأول لأن الجاهل معذور بجهله حتى يبين له،...
وأما الآخر فقد استحوذ عليه الشيطان ورد الحق كما ذكرت في السابق وادعى الخطأ على غيره وغمط الناس.
فأسئلتي هنا هي:
·كيف أعرف أنني على صواب أم على خطأ ؟ حتى لا أبخس حق الآخرين.
·وإلى من نرجع حتى نكتشف هل نحن على خطأ أم على صواب؟
·وما هي الطريقة الصحيحة التي أعملها بعد علمي عن حالي من الصواب أو الخطأ؟
·وهل علمي بالخطأ يكفي ؟ أم أن هناك خطوة أو خطوات أعملها بعد علمي؟
أتمنى أني وفقت في طرح لهذه القضية ، طبعا لا أدعي أنني تطرقت إلى جميع عناصرها ولكن لا أحب الإطالة على إخواني الأعزاء.
فارجو من الجميع التعليق والنقد المفيد للجميع...
اخوكم ومحبكم
فهد بن عبدالله الشايقي