[أسماء وادي الدواسر قديماً (1)
من خلال متابعتي لما تنشره جريدتنا العزيزة (الجزيرة) وفي صفحة وراق الجزيرة لمست حاجة القارئ لمعرفة المزيد من تأريخ محافظة وادي الدواسر، وقد قرأت للأستاذ العزيز: يوسف العتيق مقاله الذي يحث فيه على تركيز البحث عن تأريخ هذه المنطقة التي يكتنفها الغموض، فلذلك أقحمت نفسي بهذا الميدان الواسع وأنا أعرف صعوبة هذا المجال، ولكني أمني نفسي إن لم أصل لما في النفس من تطلع لملء هذا الفراغ فلعلي أثير جذوة من هو أقدر مني ليأتي بما يملأ فراغ المكتبة في هذا الباب.. فليتقبل مني القارئ ما استطعت جمعه، وليعذرني على القصور.
والذي سوف أتطرق له هذا اليوم: أسماء الوادي قديماً كما جاء في بعض المراجع، وهي كالآتي:
1 - بيشون phichon
يقول مصطفى هاشم الشوربجي في كتابه (الجزيرة قبل البعثة) إن الجزيرة العربية كانت تجري فيها بعض الأنهار ويشهد على ذلك أوديتها الجافة العميقة التي أصبحت في الوقت الحاضر مستودعات لمياه الأنهار ويؤيِّد ذلك ما نراه من آثار بحرية مدفونة تحت الرمال ومسمى أنهار الجنة سيصادفنا في أسماء هذه الأودية ويقصد بها أودية في وادي الدواسر وقد ورد اسم بيشان في النقوش السبئية ويعني ذلك وادي الدواسر وأنه من أسماء أنهار الجنة وما زال هذا الاسم يطلق على أكبر روافد وادي الدواسر وأعني بذلك وادي بيشة وهو الاسم القديم لهذا الوادي ولأحد أنهار الجنة في الأسفار القديمة وفي النقوش السبئية.
وقد جاء في جغرافية بطليموس حديثاً عن أنهار الجزيرة ومنها ذلك النهر الذي يخرج من جبال السروات حتى يصب في الخليج العربي الفارسي قديماً وهناك أسماء لأماكن قديمة توجد في الوادي وفي غيره من أقطار الجزيرة مثل (جو) تعرف اليوم في الوادي باسم الجوي.
ومن المدن القديمة التي جاء ذكرها في جغرافية بطليموس الجرهاء واليعفور وذكر الجرعاء أو الجرهاء وأنها مدينة قرب الخط وحيث إن الوادي قد يكون قريباً من الخط بالنسبة بطليموس وأمثاله فإن هناك في الوادي منطقة أثرية قديمة تسمى (الجرارية) وقريباً منها منطقة تعرف ب(اعيفرة) أو فيراء.
وهي ما زال يرى فيها آثار مناجم الذهب وهاتان البلدتان متجاورتان كما يقول بطليموس إن الجرعاء وأفيرا متجاورتان وليس لدينا من الدلائل سوى تطابق الأسماء ووجود آثار الحضارة والتعدين في تلك المناطق الأثرية والله أعلم، ولعل يد العلم تكشف لنا غامض هذه الأماكن التي تحتوي كنوزاً من الآثار المطمورة ويعرف منها ماضي هذه المنطقة وما فيها من حضارة كبيرة قد تكون قرية الفاو ضاحية من ضواحي هذه المدينة.
2 - العقيق: وهو مجرى الماء الذي يشقه، حتى يكون كالأخدود في الأرض.
3 - وادي غيلان، وغيلان من بني عقيل بن كعب بن عامر.
3 - عقيق جرم: حيث سكنته هذه القبيلة القضاعية.
4 - عقيق عقيل: حيث سكنته عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة.
5 - عقيق تمرة: حيث يمر هذا الوادي ببلدة تمرة التي في شرع الغضا من جهة الجنوب.
6 - وادي بني الأصفر: حيث سكنته قبيلة الأصفر بن تغلب بن وائل.
(1) منقولة - باختصار - من بحث أعده الأستاذ بادي بن فيحان.
(منقوول من جريدة الجزيرةالأحد 12 صفر 1427 هـ 12 مارس 2006 م العدد 12218 )