21-08-2013, 04:40 AM
|
#1
|
إحصائية
العضو |
|
|
النظره تعكس نفس صاحبها

النظره تعكس نفس صاحبها
يروى أن ثلاثه من الأصدقاء كانوا يسيرون في الطريق فصادفتهم
جثة دابه ، علق الأول : ( يالنتانة رائحتها ! ) .
وعلق الثاني : ( يالضخامة جثتها ! ) .
وفيما علق الثالث : ( يالبياض أسنانها !) .
فالعين النقيه النظيفه لا ترى في الناس وفي كل ما حولها إلا ماهو
إنعكاس لنظافتها ونقائها وتسامي نفس صاحبها ، ولا تقع إلا على الجميل
والحسن لأن روحها جميله وإحساسها يترفع عن الإلتفات إلى مايؤذي
نقاوتها ويخدش جمالها من الداخل .
فيما العين القذره والنفس المشوهه لا تقع إلا على كل ما يعكس قذارتها
وتشوهها ، إنها مهاره في إصطياد العيوب ، وتحويل الهنات الصغيره
الى كوارث وتأويل المحكي الصريح البسيط في المجالس إلى نوايا خبيثه
ودلالات خطيره لم ينتبه لها أحد من الحاضرين سواه .
إنك لتعجب من قدرة بعض الناس على رصد عيوب من حولهم ، وقد
تشاركهم مجالسة ضيف أو زميل وتنصرف من المجلس وأنت لا ترى
في الضيف إلا كل ماهو حسن ، لكنك تتفاجأ بأن من يشاركك
قد أظهر في هذا الضيف عيوبا لم تلتفت إليها مطلقا ، وتفسيرات خبيثه
لأقواله لم تطرأ ببالك ابدا ، ليست قلة نباهه منك ولا قدرة فائقه
من شريكك على قراءة ما خلف السطور . إنما هو الخبث والدناءه !!.
فمهما حاولت أن تكون لبقا مع هذا النوع من الناس متحاشيا التماس
معه تحت أي طال ، مبرزا كل ما يدل على ذوقك وأصالة نفسك
فإن عليك الا تصدم من تلال العيوب التي عثر فيها عليك ، وقدرته
على إشاعتها بين الناس والسبب واضح للغايه وهو انه مهما كان المكان
نظيفا وجميلا فإن من يرتدي نظارة سوداء قاتمه متسخه لن يرى من
خلالها إلا كل ماهوقاتم ومتسخ . فالمشكله ليست فيمن حوله
إنما هي جزء من طبائعه يصطحبها معه أينما حل .
لذا فإن هذا الشخص هو أكثر الناس عيوبا وثقوبا وهو إنما ينتهج
هذه الوسيله الوضيعه ليشغل نفسه ويشغل الآخرين عن الإلتفات
لعيوبه ومشاكله .
(( طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس )) .

.
|
|
|
|
|