الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار
وعلى آله وصحبه الطيبين الأخيار
وبعد ......
فالحمد لله القائل : { وربك يخلق ما يشاء ويختار } والاختيار هو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته.
ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض.
وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حرماً .
قال تعالى : { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم }
قال قتادة في قوله تعالى { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزراً فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء .
فتأمل يا أخي إلى قول الله تعالى { فلا تظلموا فيهن أنفسكم } وكيف ينهانا عن ظلم أنفسنا في هذه الأشهر خاصة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها حما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف لقوله تعالى { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب السعير }
فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور بما عظمها الله به عند أهل الفهم والعقل
وأخيراً ... أخي الكريم أذكرك بالدعاء الذي علمه حبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لصاحبه أبي بكر الصديق عندما قال له : علمني دعاء أدعو به في صلاتي .
فقال : قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين