إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينه ونستغفرهُ ونعوذ باللهِ من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من يهدي اللهُ فهُو المُهتدي ومن يضلل فلاهادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحدهُ لاشريك لهُ ،وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ وسولهُ،أما بعد:فإنَّ خير الكلامِ كلامُ الله ،وخير الهديِ هَدْيُ نبينا محمدٍ صلي الله عليه وعلي آله وسلم ،وشر الأمور محدثاتها ،وكل مُحدَثَةٍ في الدين بدعةٍ ،وكل بدعةٍ ضلالةٍ ،ثمَّ أمَّا بعدُ :فإنَّ الكذِب علي النبيِّ –صلي الله عليه وسلم –داءٌ عضالٌ مستفحل منتشرٌ كانتشار النَّارِ في الهشيم ،مُوصِلٌ إلي البِدَعِ والضَّلالاتِ والخُرافات ،مُعَارِضٌ للدليل ،عارٍ عن سواءِ السبيل واتِّباع سبيل المؤمنين ،مُوجِبٌ لصاحبِهِ للوعيد بِمقعَدٍ مِنَ النَّار.
إليك أيُّها القاريء جملة من الأحاديث المكذوبة والضعيفة التي تقال في هذا الشهر المُبارك،حتي تحذرها، ولا تخْلِط الحقَّ بالباطل ،وتكون علي بينةٍ مِن أمرك :
1-"حديثٌ مكَذُوب":"لو يعلم العِباد ما في رمضان لتمنت أُمَّتِي أن يكون السنة كلها"أخرجه ابن خزيمة فى صحيحه(3/190)وأبو يعلي المُوصِلِيّ فى مُسنده(9/180)وغيرهما ،في إسناده جرير بن أيوب ،قال فيه أبونعيم الفضل بن دكين:كان يضع الحديث،وقال البخاري وأبوحاتم وأبُوزُرعة:منكر الحديث،قال ابن خزيمة :إن صحَّ الخبر فإن في القلب من جرير بن أيوب شىء.،وقد حكم عليهِ بالوضعِ-أي الكذب-ابن الجوزي في الموضوعات( 2/103)والشوكاني في الفوائد المجموعة(ص74)،انظر" لسان الميزان" لابن حجر(2/302).
2-"حديثٌ مكذوب":"رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمَّتِي"فيه أبوبكر النَّقَّاش ،قال فيه طلحة بن محمد الشَّاهِد :كان النَّقَّاش يكذب في الحديث،والغالب عليه القصص،وقال أبُوالقاسم اللا لكائيّ:تفسير النَّقَّاش أشْقَي الصُّدُور وليس بشفاء الصُّدُور ،وفيه أيضًا الكسائي،قال ابن الجوزي :مجهول،وقد أخرجه أبو الفتح بن الفوارس في أماليه عن الحسن البصري مُرسلا،قال الحافظ العِراقيّ في شرح الترمذيّ: حديث ضعيف جدا هو من مرسلات الحسن رويناه في كتاب الترغيب والترهيب للأصفهاني ومرسلات الحسن لا شيء عند أهل الحديث ولا يصح في فضل رجب حديث.،وقد حكم عليه بالوضع-أي الكذب-ابن الجوزيّ في الموضوعات(2/117)والذَّهَبِيّ فى تاريخ الإسلام (1/2990)والشوكانِيّ في الفوائد المجموعة(ص95) وانظر لسان الميزان لابن حجر(6/202).
3-"حديثٌ منكر":"يا أيها الناس انه قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر فرض الله صيامه وجعل قيام ليله تطوعا فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فما سواه ... وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ..."أخرجه ابن خزيمة في صحيحه(3/191) وقال :"إن صَحَّ الخَبَر"ومعني هذه العِبارة أنَّ الحافظ بن خُزيمة يتوقف في التصجيح لأدني درجةٍ في الإسناد،فلايتوهمنَّ أحَدٌ أنَّ الحديث صحيحٌ عند ابن خزيمة،انظر "تدريب الراوي" للسيوطيّ (1/89) وأخرجه البيهقِيُّ في شُعَب الإيمان(3/305)والحارث بن أُسامة في مُسنده(1/412)واللخَمِيُّ في مشيخة بن أبي الصَّقْر(1/113)وغيرهم،فيه عليّ بن زيد بن جُدعَان ،قال فيه ابن خُزيمة :لا أحتجُّ به لسوء حفظه ،وقال البخاري :لايُحتجُّ به ،وفيه إياس بن أبي إياس ،قال الذهبيّ :لايُعرف ،وقال العُقيليّ :مجهول وحديثه غير محفوظ ،قال أبُوحاتِمٍ :هذا حديثٌ منكر(العلل لابن أبي حاتم 1/249)ورماهُ الذهبيّ والألبانيُ بالنَّكاره. انظر" لسان الميزان" لابن حجر(2/169)والسير للذهبيّ(5/207)والسلسلة الضعيفة للشيخ الألبانيّ (2/262).
4-"حديث مكذوب":"إذا كان أوَّل ليلة من شهر رمضان نظر الله إلي خلقِهِ الصيَّام فإذا نظر الله إلي عبدٍ لم يعذِّبْهُ أبدًا،ولله عزَّ وجَلَّ في كُلِّ يومٍ ألف عتيقٍ من النَّار........"فيه فمجاهيل والمُتَّهَم بهِ عُثمان بن عبد الله القرشي الأمويّ الشامِيّ،قال الدارقطنيّ فيه:يضعُ الأباطيل علي الشيوخ الثقات،قال الجوزجانيّ :كذَّابٌ يسرِقُ الحديث،وقال أبومسعود السجزيّ:كذَّاب.وقد حكم علي الحديث بالوضع-أي الكذب-ابن الجوزيّ في الموضوعات(2/104)وابن عرَّاق في تنريه الشريعة (2/146)والشوكانيّ في الفوائد المجموعة(ص85)وغيرهم.انظر "لسان الميزان"للحافظ ابن حجر(5/147).
5-"حديث ضعيفٌ""صوموا تصحُّوا" أخرجَهُ أبو عروبةَ الحرَّانيُّ في " جزئِهِ " ( 45) ، والعُقيليُّ في " الضُّعفاءِ " (2/92) ، والطَّبرانيُّ في " المعجمِ الكبيرِ" (1190)وغيرهم ،فيه :زُهير بن محمد وهو التَّمِيمِيّ ،فرواية أهل الشام عنهُ فيها مناكير، ومن طريق آخر فيه نهشلُ بنُ سعيدٍ متروكٌ ، كذَّبَهُ إسحاقُ بنُ راهُوَيْهِ وأبو داودَالطَّيالسيُّ والإسناد مع ذلك منقطع، وفي طريقٍ آخر فيه :حسين بن عبدِ اللَّهِ هُوَ : ابنُ ضميرة الحميريُّ ، نَسَبَهُ الإمامُ مالك إلىالكَذِبِ ، وقالَابنُ معينٍ : " كذَّابٌ ، ليسَ بشيء " ، وقالَ البُخاريُّ : " منكرُ الحديثِ " ، وقالَ أبو زُرْعةَ : " ليسَ بشيءٍ ، اضْرِبْ عَلَى حَدِيثِهِ "وقد ضعَّف إسناده الحافظ العراقيّ وضعَّف الحديث الشيخ الألبانيّ(تخريج الإحياء3/87)والسلسلة الضعيفة(253).
6-"حديثٌ ضعيفٌ جدًا":"أُعطِيت أمَّتِي خمس خِصالٍ في رمضان لم تُعطهنَّ أمَّةٌ قبلهم:خلوفُ فَمِ الصائم أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المِسك،وتستغفرُ لهم الحِيتان حتي يُفطروا..........."أخرجه أحمد في مُسنده (2/292،310)والحارث بن أُسامة في مُسندِهِ(1/410)وغيرهما،فيه هِشام بن زياد بن أبي زيد،قال فيه الحافظ ابن حجر:"متروك الحديث"،وحكم الشيخ الألباني علي الحديث بأنَّهُ:ضعيفٌ جدًّا، في ضعيف الترغيب والترهيب(586)،تقريب التهذيب لابن حجر(7292).
7-"حديثٌ ضعيفٌ":" إن شهر رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر"أخرجه ابن صصرِيّ في أماليه وهذا الجزء مفقود،وابن شاهين في ترغيبه،وابن الجوزي في العلل المتناهية(2/499)،وفيه:محمد بن عُبيد،قال ابن الجوزي:مجهول،وقال الحافظ ابن حجربعد أن أورد هذا الحديث في لسان الميزان:"لايُتابع عليه"(5/276)وضعَّفه الشيخ الألبانيُّ في السلسلة الضعيفة(43).
/
/
نقلاً