
.
.
.
كيف تتحصن من الشيطان ؟
لا ينجو العبد من الشيطان إلا بأربعة حصون :
أولها >ذكر الله عزَّ وجل دائماً :

قال تعالى (( فَاْذْكُرُونِي أَذْكُركُمْ )) [البقرة : 152]
وقال ابن عباس
الشيطان جاثم على قلب العبد ، فإذا ذكر الله خنس ،
وإذا غفل وسوس.
فلاينجو العبد من الشيطان إلا بذكر الله الواحد الأحد ..
فهو أعظم حرز في الحياة ..
وهو : سلاح الموحدين ، وهو منشود الأولياء الصالحين ، وهو :
حصن العابدين ، وهو : سيف العارفين .
فمن اهتدى إلى ذكر الله كفاه وحماه و وقاه ، ومن غفل عن
ذكر الله وقع في خطوات
الشيطان , وتلبسياته وفواحشه .
***
الثاني > الوضوء :

فلا يأتي الشيطان إلا أهل النجاسات ، وأهل الحدث دائماً ...
فمسكنه دور النجاسات ,
والخرابات والقلوب التي ماعرفت رب الأرض والسماوات ، فالشيطان
يلجأ إلى النجاسة
ويحبها ويتلبَّس بأهلها ... فمن داوم على الوضوء والطهارة تحصن
من الشيطان ،
وابتعد عنه الشيطان ، وأكثر الذين يُصيبهم المس والصرع هم أهل
النجاسة والحدث ،
يأتيهم الشيطان فيتلبس بهم ؛ لأن الشيطان
(( كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّه ))
[الكهف : 50]
***
الثالث > الصحبة الصالحة :

أصحابك : الأبرار الأخيار , أهل الصلوات الخمس , وأهل القرآن ,
وأهل المسجد ,
وأهل السنة ... فهؤلاء يحاربون الشيطان , ويعينونك على الشيطان ,
" وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " , ويوم ترافق عصابات الإجرام ,
وشلل البغي , الذين نصبوا الكمائن
لأولياء الله ، و وقفوا في طريق الأنبياء والرسل ... حينها سوف تنسلخ
من منهجك , وعبادتك وإرادتك , وتبيع حظك من الله بغضبٍ
منه ومقتٍ ولعنه ...
يقول الشافعي :
أحب الصالحين ولست منهم .... لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ..... ولو كنا سواءً في البضاعة
وقال ابن المبارك :
وإذا صاحبتَ فاصحب ماجداً .. ذا عفافٍ وحياء وكرم
قوله للشيء لا إن قلت لا .. وإذا قلت نعم قال نعم
وقال علي ابن أبي طالب ، رضي الله عنه وأرضاه :
تزودوا من الأخوان الصالحين ، فإنهم ذخر في الدنيا والآخره
قالوا : في الدنيا نعم ، ولكن في الآخره لماذا ؟
قال : أما يقول الله عز وجل :
(( الأَخِلَّآءُ يَومَئذٍ بَعْضُهُم لِبَعضٍ عَدُوٌ إلَّا المُتَّقِين ))
[الزخرف : 67]
فيا أخي في الله اتق الله في الرفقه الصالحه فإنهم جندك ,
وأعوانك في الطريق إلى الله .
***
الرابع >ترك المعاصي والفواحش والإعراض عن الذنوب :

وكثرة الإستغفار , والتوبة
والرجوع إلى الله , والإنابه إليه , يقول سبحانه وتعالى
: ((
وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ
إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))
]آل عمران :135[
فاللهم اجعلنا من الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله
واستغفروا لذنبهم .
***
أخي المسلم .. هذة هي مكائد الشيطان ، وتلك طرق الوقاية منه ،
والتغلب عليه ، والتحصن منه .. أرجو الله
العلي القدير أن ينفع بها ، وأن ينفعنا بما بما علمنا ، ويعلمنا ماجهلنا ,
وأن يزيدنا علماً به ، وخشيةً منه , ورغبةً ورهبةً
إليه هو ولي ذلك والقادر عليه .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون والحمدلله رب العالمين .
