-
-
::

عاش مهاجم المنتخب السعودي والهلال ياسر القحطاني طوال مسيرته الرياضية بين نقيضين، فرض الاشادة به حين يبدع ويسجل ويقود فريقه الى الانتصارات من المحبين له ولفريقه او نقده بقسوة حين يتراجع مستواه ويخفق في هز الشباك، اما بهدف الغيرة عليه والعشم كونه المهاجم السعودي الاول في الوقت الراهن او استغلال هذا التراجع ومحاولة الاساءة له بالضرب من تحت الحزام على طريقة ثقافة جماهير بعض الفرق "الهتافات المرفوضة".
والنجم الكبير مثلما هو ذكي ولماح في وقت سابق للثغرات التي تحدث في دفاعات الفرق فهو يتميز بدهاء بين النقد الذي يحثه على العطاء والتألق وبين من يصطاد في الماء العكر ويحاول التأثير عليه وخسارة فريقه.ومن هذا المنطلق حري بأي حريص على الكرة السعودية ان ينبه هذا النجم اذا ما تراجع مستواه وتعثرت قدماه امام المرمى كوضعه الذي يعيشه حاليا حتى اصبح ذلك محل تضجر بعض انصار فريقه لايمانهم التام ان لدى ياسر الكثير من الابداع والقدرة على رسم البسمة على محياهم في أهم المباريات واقواها، عكس ما يقدمه حاليا من اداء باهت وغياب عن التسجيل لا يتناسبان وسمعة هذا النجم الكبير وربما يكون هو اول من يدرك هذا الشيء، لذلك فهو مطالب بالافطار بعد الصيام عن التهديف، والجدية أكثر والتعامل مع الكرات المواجهة للمرمى دون فلسفة زائدة وتراخ ليس له مبرر اهدرعليه وضيع على فريقه الكثير من الفرص.
في مفهوم كرة القدم وإصرار الجماهير على رؤية الاهداف لصالح فرقها ليس مهما طريقة التسجيل وهل هي بالقدم او بالرأس أو من خلال المراوغة ومحاولة تخطي المدافعين انما المهم هز الشباك بأي طريقة كانت، وليس من خلال الاصرار على تخطي اكثر من مدافع ومن ثم فقدان الكرة وقطعها من اقدام الخصم وتحويلها الى هجمات مضادة ربما تسفر عن هدف عكسي.
الجماهير والاعلام قد يتعاطفان مع النجم الكبير ويحفظون له الكثير من الجميل لدوره في انتصارات سابقة وبطولات كبيرة وهذا مفهوم رائع خصوصا اذا ما كان النجم بحجم ياسر القحطاني، ولكن سرعان ما تتغير القناعات ويغيب هذا التعاطف بعض الوقت اذا ما استمر التراخي واهدار الفرص امام المرمى، لذلك على "الكاسر" اما العمل على التحرر من غياب الحس التهديفي واستعادة خاصية التسجيل التي تميز بها عن بقية المهاجمين، او اتاحة الفرصة لغيره من المهاجمين في فريقه حتى يقضي (استراحة محارب) ومن ثم يعود متجليا كما عهده الجميع، أما الاستمرار في اهدار الفرص فسيقوده الى خسارة مكاسب عدة، منها تزايد عتب الجماهير حتى وان كانت لا ترى غيره، فضلا عن النقد المستمر من الاعلام خصوصا الانتهازي بهدف التأثير عليه من خلال استخدام عبارات تهدف الى القضاء عليه، اضافة الى الشعور بضعف المعنويات كل ما انتهت مباراة دون ان يسجل وهذا سيضره كثيرا ويحرم فريقه من انتصارات هو جدير بها.
في بطولة النخبة الماضية بعسير وامام التعاون في الدوري لم يكن المهاجم السعودي الاول حاضرا كحضوره البهي في مناسبات سابقة، انما ظهر متثاقل الخطى، عشوائي التصرف، بعيدا عن هز الشباك، واذا ما اراد العودة قويا وصديقا دائما للشباك فعليه اولا ان يشعر ان مستواه الحالي لم يكن مرضيا لجماهير فريقه وعشاق "الاخضر" السعودي حينها سيعود كما كان نجما لا يرى غير الشباك ولا يخرج من المباريات الا بالامضاء على الاهداف في شباك الخصوم.