::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - مواقف تربوية (2)
الموضوع: مواقف تربوية (2)
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-2009, 09:07 PM   #3
 
إحصائية العضو







أبو عبيد غير متصل

أبو عبيد will become famous soon enough


افتراضي رد: مواقف تربوية (2)

وفي مدينة رشيد أقام الإخوان حفلاً ..... وحضره فضيلة المرشد..

وحين جاء دور أحد الدعاة في الخطابة، وكان من المتحمسين لنشر دعوة الإخوان، قام فقال: إن مثلنا الآن من فضيلة الأستاذ المرشد (وهو يشير إليه)، كمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه.. وما كان الأستاذ المتحدث ينتهي من التلفظ بهذه العبارة، حتى نهض الأستاذ البنا مسرعاً إلى المنصة واتجه إلى الناس وهو يقول: (أيها الإخوة معذرة إذا كان الأستاذ المتحدث قد خانه التعبير، فأين نحن من تلامذة تلامذة رسول الله صلى الله عليه وسلم!!).. ثم عاد إلى مكان جلوسه.

.. وانتظر الناس أن يستأنف الأستاذ المتحدث كلامه ويتم خطابه، ولكنه لم يفعل، وفي اليوم التالي انقطع اتصاله بالإخوان، وبعد مدة أعلن عن تكوين جمعية باسم (التقوى والإرشاد) بالإسكندرية.

.. والحق أن الأستاذ البنا لم يكن باستطاعته السكوت على مثل هذه (الأقوال).. ذلك أنها كانت تمس الأصل الأول الذي قامت عليه دعوته وأراد أن يجيء بناء جماعته على أساسه، فقام في الحال ليقطع مسلكاً من مسالك الانحراف عن طريق الدعوة الرباني، فهو الذي يعلم الإخوان أن لا يهتفوا باسم أحد إلا الله، ولا يعظموا شخصاً ولا يحيوا إنساناً إلا الرسول الكريم..

استمع إليه وهو يشرح هذا الهتاف، ويعمق معانيه في النفوس حين يقول:

- الله غايتنا:

(إن دعوة الإسلام أيها المسلمون مبدؤها ومنتهاها أن يتصل الناس بالله صلة حقيقية تطهر من قلوبهم وتغير من نفوسهم وأن يتعرفوا عليه تعرفاً حقيقياً، وهي الغاية التي قامت عليها السماوات والأرض، وبعث لأجلها النبيون ويقوم بها الصالحون..

فالناس لا ينصلحون ولا تنصلح أحوالهم إلا إذا عرفوا ربهم.. ونريد نحن الإخوان أن نقيم الناس على أمر الله، وذلك لن يكون إلا إذا عرفوه، وتفتحت قلوبهم عليه، فإذا لامست معرفة الله قلب إنسان تحول من حال إلى حال، وإذا تحول القلب تحول الفرد، وإذا تحول الفرد تحولت الأسرة، وإذا تحولت الأسرة تحولت الأمة، وما الأمة إلا مجموعة أسر وأفراد.

فإننا حينما نهتف بأن (الله غايتنا)، فإنما نريد أن تعلو كلمة الله على كل كلمة وأن يسود تشريع الله على كل تشريع، وأن يصبح المسلمون جميعاً ربانيين.

إذن فغايتنا الله، لأننا ندعو الناس إلى الله، ونجمعهم على الله، ونعرفهم بالله، ونحن نعلم أننا ما خلقنا في هذا الوجود إلا لعبادته {وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56].. ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي ما خلقتكم لأستكثر بكم من قلة، ولا لأستأنس بكم من وحشة، ولا لأستعين بكم على أمر عجزت عنه، ولا لجلب منفعة، ولا لدفع مضرة، وإنما خلقتكم لتعبدوني طويلا وتذكروني كثيراً وتسبحوني بكرة وأصيلاً".

ونحن نأتمر بما أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ قال له: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} [الأنعام: 162-163]. وننصح بما نصح به الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عمه عبد الله بن عباس إذ قال له: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك. إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك جفت الأقلام وطويت الصحف".

فنحن لا نتوكل إلا على الله، ولا نطلب إلا من الله، ولا نخاف إلا الله، فلن نضام ما دام معنا الله، فنحن في نعيم دائم، ولو تكاثرت علينا مصائب الدنيا {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد: 28] 1هـ.

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس