اطلعت قبل فترة في احد المنتديات على حادثةو قصة محمد المهادي المشهورة
و كانت تصحيح للقصة المنتشرة في بعض المنتديات و هي خاطئة
ما لفت نظري هو انقبيلة الدواسر كان لهم دور في هذه القصة العظيمة
و اود ان اعرف من هم من الدواسر و شكراا و هل ذلك صحيح
القصه تعتبر أشهـــر وأنبل القصص التي عرفت عبر التاريخ في الجزيرة العربية حيث أن أحداثها
جسدت الكرم وحسن الجوار ونبل وشهامة الرجال وبرهنت الوفاء بين الرجال و كانت وقائعها في القرن العاشر تقريبا
هذه القصة التي تصدرت أحاديث مجالس العرب و سوالفهم منذ عصور قديمه لما حملت من قيم و و أحداث تجعل السامع يعيش لحظات من الإحساس بعظمة أبطال القصة و مدى قوة قلوبهم قبل أجسادهم
جعلت من نفسها عنصر أساسي في كتب و مؤلفات مهتمة بالموروث الشعبي و أبطال الصحراء
و لعل ابرز ما يميز عنوان القصة صبر الرجال الذي اشتهر به بطل هذي القصة محمد المهادي ...
و من خلال هذا البحث و التحقيق سنوضح فيه الحقيقة التي ربما لم تكشف للجميع وما هي الأحداث الحقيقة لقصة محمد المهادي و مفرج السبيعي
من هو محمد المهادي
هو الشيخ/ محمد بن مهمل آل مقطر آل مهدي الضيغمي من عبيدة قحطان
كان هذا الفارس شيخ قبيلته وفارس من فرسانها له سمعته وله كلمته في وقته
أحداث القصة
وقعت هذه القصه في بعد نزوح الضياغم عبيده قحطان من الجنوب إلى نجد و الشمال بفترة و كان بطل هذه القصه من احد شيوخهم و فرسانها و من المجاورين لقبيلة سبيع في نجد .
وقد دارت أحداث هذه القصة عندما كانوا بني عامر سبيع في الوديان ديار سبيع رنيه والخرمه وكانت قبائل قحطان مجاورين وحتى الآن لهم
كان مفرج في بداية شبابه وكان والده يعده ويجهزه ليتولى الأمور من بعده لمشيحة قبائل بني عامر , وفي ذات يوم ركب مفرج و كان معه مجموعه من فرسان بني عامر يبحثون فيما بين ديار هم وديار قحطان وإذا بهم يصادفون زمل(قطيع من الإبل) ومعها مجموعة من الرعيان فلما شاهدوا الرعيان الفرسان هربوا إلا بنت صغيره أبت أن تهرب مع من هرب و أخذت بالحصى و الحجارة ترمي به الفرسان , وتعجب منها مفرج ومن معه فكانت صغيرة جدا ولم تبكي علما أن الرعيان هربوا بعيدا عنها
هنا توقف مفرج عندها وقال أنتي ابنة من؟ فأجابت أنا ابنة محمد المهادي
قال مفرج: أتركوها وزملها والحقوا الرعيان ردوهم يأخذون زملهم حشمة وتقدير لهذه البنت وأبوها لأن المهادي كان معروف بذكره الطيب وسمعته التي تتناقلها القبائل , وكان المهادي من الرجال الذي لهم صيت وسمعة طيبه وكرم. بعد ذلك رجعت بنت المهادي لوالدها وأخبرته بما حصل وهنا كانت بداية المعروف بينهم .
( وليس كما يتناقلونه بعض المؤلفين أن المهادي حل ضيف عند مفرج وشاهد أمراءه وطلبها للزواج وكانت خطيبة مفرج هذه رواية خاطئة ولكن الرواة دائما هم آفة الأخبار المنتشرة المغلوطة )
و في يوم من الأيام حصل أن مجموع من الحنشل ( لصوص ) سرقوا مجموعة من ابل قحطان فركب فرسان قحطان خيولهم تحت قيادة محمد المهادي ولحقوا بالحنشل اللذين أخذوا حلالهم ولكنهم لم يتمكنوا منهم لأنهم دخلوا ديار سبيع ,
عندها أشاروا على بعضهم و قالوا الوعد و اللقاء سيكون في يوم آخر متى حانت لنا فرصه ونأخذهم بالمثل و نهجم عليهم .
وبعد أن دار الحول غزا المهادي و من معه من فرسان قبيلته على سبيع و بعد ان هاجمهم واخذ ما اخذ من حلال و ابل أمسك باثنين من رعاة الإبل و سألهم عن أصحاب هذه الإبل و من هم فأجابوه بقبائل سبيع و عددوا قبائل سبيع و اخبروه أنهم من قبيلة الشيخ مفرج العماني السبيعي , فأجابهم المهادي قائلا : خذوا إبلكم وحلالكم و متى ما رجعتم إلى الشيخ مفرج العماني ابلغوه سلامي و قولوا أن الشيخ محمد المهادي يسلمك عليك و يقول
ليس هذا الذي عملت يعتبر من باب رد الجميل
و المعروف الذي سبقتني أنت به و متى ما احتاج شيء في هذه الدنيا فهو اخ لي في ما يريد
(وهم حتى الآن طبعا لم يتقابلا و لا يعرفان بعضهم إلا بالطيب و الذكر الحسن ).
حادثة مفرج مع أبناء عمومته
بعد ذلك توفي والد مفرج وخلفه مفرج في مشيخة بني عامر وبعد فترة زمنيه حصل خلاف بين مفرج وأبناء عمومته على تصريف أمور القبيله وقاموا ابناء عمومته بقتل ابن
عمه ( دغيم) على أثر خلاف بينهم وكان (علي ) ابن زبن و ( دغيم ) أخوان أشقاء ومفرج ولد عم القريب لهم , و أبناء عمومتهم الآخرين الذي قتلوا دغيم ابناء العم من بعيد أي ( يلتقون في الجد الثاني ) , وكانوا أصحاب مال وقوة وكانت أعدادهم بكثرة ولم يفلح مفرج وابن عمه علي في كسر شوكتهم .
بعد ذلك توجه علي إلى
قبيلة الدواسر مجاورا لهم محتمياً عند
قبيلة الدواسر وأخفى شخصيته عنهم حتى لا يعرفه أحد وبقى معهم عام أو عامين .
أما
مفرج توجه إلى قبيلة قحطان إلى محمد المهادي لأنه عمل معه عمل طيب وكانوا هاربين من أبناء عمومتهم الذي سيطروا على الشيخه من بعده .
علي و ماذا حدث له مع قبيلة الدواسر ؟
بقي علي عند الدواسر وكلما غزوا في غزواتهم على القبايل غزا معهم و أعجب به الدواسر لفروسيته و شجاعته
و كانوا يسألونه دائما من أنت و ما هي حكايتك فكان لا يجيب عليهم أبدا .
و في يوم من الأيام حدث موقف بين شيخ الدواسر و بين إحدى القبائل حيث انهم اسروا أحد أبناء الشيخ و استطاع ( علي) أن يخرجه من تلك الأزمة فكان ذلك الموقف له وقع كبير لدى شيخ الدواسر و طلب من علي أن يطلب ما يرد بعد هذا الموقف
طلب منه علي أن يغزي معه هو ورجاله في غزوه , فسأله شيخ الدواسر إلى أين فقال سأخبرك بها عندما نغزي و كان علي و في نيته ان يتوجه بهم إلى بني عامر سبيع إلى من قتل أخيه ( دغيم ) و اخذ مشيخة الشيخ مفرج .
اخذ علي و من معه من الدواسر و كانت في أيام شتاء و البرد شديد و كان الدواسر لا يعلمون أين هي و جهتهم فطلب الغزاة من الشيخ ان يرتاحوا فقد أضناهم التعب و البرد فرد عليهم أمير الدواسر قائلا : سأرى رأي الغريب و ماذا سيقول
لحق الامير بالغريب (علي) و وجده و هو يأخذ بطرف رداءه ويمسح العرق من وجهه , و قدمه متصلبة على جنب الذلول , رجع الشيخ على جماعته , وقال لهم ما شاف بعينيه عندها أدركوا شدة الموقف و أن الأمر كبير.
و عند الصباح الباكر و قبل بزوغ الشمس هجموا علي و من معه من الدواسر على بني عامر و استطاع ان يقتل أبناء عمه اللذين قتلوا ( دغيم ) أخوه واسترد الشيخه .
وحتى الآن مفرج لا يعلم عن الإحداث اللي حصلت في غيابه ولا يدري ماذا حصل لابن عمه (علي) .
الشيخ مفرج و ذهابه إلى قحطان عند الشيخ محمد المهادي
نعود لمفرج الذي فر هارباً إلى قحطان و نزل عند المهادي ضيفاً وكان لا يملك سوى بعير واحد ومعه زوجته ابنة عمه و هي أخت (علي) و أيضا زوجة علي و هي أخت مفرج , نزل مفرج على المهادي ولما عرفه المهادي قام باستقباله و إكرامه أحسن تكريم .
وكان عند المهادي زوجتين كل واحدة في بيت مستقل عن الأخرى فقال المهادي لزوجته أم أكبر عياله يا أم فلان تعالي في البيت الأخر وأخلي البيت لمفرج وأهله ولا تأخذين منه شيء حتى يسكن فرج في أحسن بيت , بيت شيخ يليق به كما اعتادوا الشيوخ في منازلهم .
استجابت زوجته للأمر وغادرت بيتها و طلبت وهي خارجه من بيتها من زوجة مفرج يا أم محمد إن ابني لن يعود إلا متأخراً في المساء من رحلة قنص , وإذا عاد أخبريه انني في البيت الآخر فهو معتاد ان ينام معي في داري و بقربي .
تأخر ولد المهادي وتأخر مفرج يتسامر مع المهادي يتبادلان الحديث و زوجة مفرج بعد تعب وسفر غلبها النعاس وغطت في النوم , رجع أبن المهادي و عاد و وجد فراشه كالعادة بجانب فراش أمه ( وهو يظن أنها أمه) ورفع الغطاء ونام و ليس لديه إي علم في من حل بيته ومن نام في فراش أمه .
. هنا عاد مفرج وعندما رفع الغطاء إلا و الصبي نائم بجانب زوجته وفي الحال سل سيفه وقطع رأسه و قتله
قامت زوجته لما سمعت ضربة السيف بعنق الصبي وصاحت يا مفرج قتلت ولد المهادي ان أمه أوصتني عليه و أخبرته بما حدث .
سمع المهادي الصوت وجاء في مسرعا في الحال و عرف أن مفرج قتل ابنه بالخطاء , فقال أحمل معي يا مفرج بسرعة فحمل أبنه وذهب به إلى ملعب الأطفال مكان يقع بين البيوت وعاد إلى بيته ونبه أهله و أكد على مفرج لا تقلق أترك الأمر كأنه لم يحصل شيء.
نام الجميع وفي الصباح الباكر أتوا قوم المهادي وقالوا للمهادي وجدنا ابنك في وسط البيوت مقتول هنا ثار المهادي على قومه و يسأل عن من قاتل ابني و من هذا الجريء على فعل كهذا و اخذ يتوعد و يهدد بقتل قاتل ابنه
و سألهم من الذي قتل ابني و عندها لم يتعرف احد على القاتل و أجابوه يا شيخ لا تتهم احد ولدك لا نعرف من قاتله و ما تريد منا نحن مستعدون أنت أميرنا و نتطلع إلى رأيك , فأجابهم المهادي قائلاً : مع صباح الغد و باكرا لا تذهب الإبل للمرعى إلا و قد عقل كل واحد منك لي ناقة وضحى و من لم يستجيب لهذا الأمر فإن دم ابني عنده و سآخذ دم ابني منه , تباشروا القوم بهذا الشرط وكلاً يقول سنعطي الشيخ ناقة و نستريح من هذه التهمه .
فمع بزغ نور الصباح الباكر جمع القوم للمهادي أكثر من (180 ) ناقة , أخذ منها المهادي لام الولد بعضها و من ثم ساق الباقي حتى وصل لبيت مفرج وقال له خذها يا مفرج و بعد إلحاح من المهادي على مفرج قبل الإبل .
بقيت صداقة المهادي و مفرج و استمرت إلى حوالي
( ثمان سنوات ) كان فيها مفرج معززا و مكرما و كأنه لم يحصل شيء بعد حادثة قتل ابن المهادي .
و كان لمفرج ثلاثة من الأولاد منهم الأكبر أسمه ( محمد ) و الأوسط ( مهلي يلقب بعوير) حيث أنه كان أعور العينين والصغير ( دغيم) .
. وكان للمهادي بنت جميله و في ريعان شبابها وكانت عندما تذهب لجلب الماء أو عند الإبل يضايقها (عوير) وكانت صابرة و علي مضض من هذا الأعور وبعد أن كل صبرها أخبرت أمها بمضايقات (عوير) لها وحاولت أمها أن تكتم هذا الأمر خوف من أن يعرف المهادي ويقتل عوير وهو ولد جارهم السبيعي فيحدث ما لم يحمد عقباه من انتشار لسمعة سيئة للبنت و للمهادي بين القبائل و كيف أن المهادي يقتل جاره .
حاولت البنت وأمها كتمان الأمر على المهادي ولعل و عسى أن يكف ( عوير ) عن مضايقاته ولكن ما زال عوير في أسلوب تحرشه بالبنات و منهم بنت المهادي غير مبال و متجاهلا نوع و مدى الصداقة بين أبيه و المهادي التي وصلت إلى قمة الايثار و التضحيه .
وبعد طول صبر أخبرت الأم زوجها المهادي بكل ما عمله ( عوير ) هنا كظم المهادي على الخبر و غضبه
و قال دعوني سأبلغ مفرج بطريقة غير مباشره و واضح له الأمر .
ففي ذات يوم والمهادي عند مفرج بيته و كانوا يلعبون الحويلاء (مقطار ) وهي لعبه مشهورة عند البادية في ذلك الوقت , و أثناء اللعب كان المهادي يقول ( شد يا جاري وألا شديت ) فكانت زوجة مفرج تسمع ما يدور بين المهادي وزوجها و بعد حلول
آذان المغرب ذهب كلآ منهما للوضوء استعداداً للصلاة إلا أن زوجة مفرج ذهبت لمفرج و سألته يا مفرج هل سمعت المهادي
ماذا يقول و أنتما تلعبان الحويلاء ؟ قال لها : لم انتبه له ماذا كان يقول إذاً ؟ فأجابت كان يقول :
( شد يا جاري وألا شديت ) .
و أعتقد انه كان يقصد بهذا الكلام شيئاً و يعني ارحلوا عنا أو اذهبوا فرد عليها مفرج قائلا : يا أمراءه كنا نلعب و هي مجرد لعب و لا اعتقد أن المهادي يقصد شيء , و بعد جدال وحوار بين مفرج وزوجته قال مفرج : غدا سأتأكد من الحقيقة .
و مع صباح اليوم الثاني طلب مفرج من ( العبد ) جمع الإبل و طلب من زوجته أن تجمع أغراضها و أن يحملوها على الذلول
وكان مفرج يترقب ماذا سيصنع المهادي و ما هي ردة فعله , كان المهادي يشاهد الوضع من بعيد ولم يتحرك وعندما حملوا أمتعتهم أقبل المهادي عليهم وقال إلى أين يا مفرج هل تريد أن ترحل ؟ فأجابه مفرج : (والله أنت عارف الأولاد كبروا و يريدون ديارهم و جماعتهم و أنت يا المهادي لم تقصر معنا أبدا أفعالك طيبه و بيض الله وجهك على ما فعلت )
فرد عليه المهادي : أنا لا أريد فراقكم و لكن بما أن الأولاد يريدون جماعتهم و ديارهم لا استطيع ان أقول شي فوادعا بعضهم وكل ذهب في سبيله0
هنا أدرك مفرج أن هناك سبب كبير جداً جعل محمد المهادي يفضل ذهابهم رغم أنهم كانوا أفضل من الإخوة , رحل مفرج
بعائلته وفكره ما زال مشغول و يبحث عن السبب الذي جعل من المهادي
و بهذه السهولة دون أي تشدد في رحيلهم رغم فترة صداقتهم الممتدة لما يقارب ثمان سنوات .
فكر مفرج ولم يجد السبب المقنع له الذي جعل المهادي يرحب برحيله , هنا أدرك مفرج أنه لابد من إرسال عبده ليجلب له
الأخبار فأمر احد العبيد لديه وكان حاذقا وذكي ويحفظ الشعر قال له اذهب إلى المهادي ولا تدع أحد يراك وحاول أن تتخفى عن الأنظار وأحفظ ما ينشده المهادي ستجده بعد ما يتركونه جماعته آخر الليل سيأخذ وينشد فأحفظ ما يقوله .
تماثل العبد لأمر عمه وذهب إلى ديار المهادي متخفياً عن الأنظار حتى وصل إلى بيت المهادي وتخفى في طرف
البيت وعندما تفرقوا جماعة المهادي وكلاً ذهب إلى أهله أخذ المهادي يغني وقال قصيدته المشهوره0000
يقـول المهـادي والمهـادي محـمـد = بـه عبـرةٍ كـل المـلا مـا درابهـا
يونـس بـصـدره عـلـةٍ باطنـيـة = بأقصى الضماير ما دري ويـن بابهـا
تقـد الحشـا قـد ولا تنثـر الـدمـاء = ولا يدري الهلبـاج عمـا لجـاء بهـا
إن أبديتهـا بانـت لـرمـاق الـعـدا = وإن أخفيتها ضـاق الحشـا بإلتهابهـا
هذي ثمان سنين وجارنـا مجـرمٍ بنـا = كما واطي الجمرةٍ وهو مـا درى بهـا
وطاها بعرش الرجـل لوهـي تمكنـت = بقى حرّها مـا يبـرد المـاء التهابهـا
تر جارنا الماضـي علـى كـل طلبـه = لو كان مـا يلقـا شهـودٍ غـدا بهـا
يامـا حضينـا جارنـا مـن كـرامـه = باليـل لـو نبغـي الغبـا مادرابـهـا
ويمـا عطينـا جارنـا مـن سبـيـه = اليا قادهـا قوادهـا مـا انثنـى بهـا
ونرفـا خمـال الجـار لـو داس زلـه = كمـا ترفـا بيـض العـذارى ثيابهـا
تسعين وضحا خذيتها من = خذيتهـا والله عليـمٍ بصوابـهـا
عطيتهـا قتّالنـا فــي قتيلـنـا = وصارت كما وطي جمرةٍ ما دربهـا
وتر عندنا شات القصيـر بهـا اربـع = يحلـف بهـا عقارهـا مـا درابـهـا
تنـال ياالمهـادي ثـمـانٍ كـوامـل = ترقا وتسري في بالعـلا منـه صبهـا
ليـا قـال منـا خيـر فـردٍ مكمـلـه = في حظرتٍ خـوف الرزايـا وفـا بهـا
والاجـواد وان قاربتهـم مـا تملهـم = والانذال وان قاربتها عفـت مـا بهـا
والاجواد وان قالوا حديـثٍ وفـو بـه = والانـذال منطـوق الحكايـا كذابـهـا
والاجواد مثل العـد مـن ورده ارتـوا = والانـذال لا تسقـي ولا ينسقـا بهـا
والاجواد تجعـل نيلهـا دون عرضهـا = والانـذال تجعـل نيلهـا فـي رقابهـا
والاجواد لو ضعفـوا فيهـم عراشـه = والانذال لـو سمنـوا معايـاً صلابهـا
والاجواد يطرد همهـا طـول عزمهـا = والانذال تصبح وهمهـا فـي رقابهـا
والاجـواد تشبـه قــارةٍ مطلحـبـه = ليا دارها البـردان يلقـا الـذرى بهـا
والاجـواد مثـل الجبـال الـذي بهـا = شرب وظـل والـذرى والدفـاء بهـا
والاجـواد صندوقيـن مسـك وعنبـر = واليا فتحت ابوابهـا جـاك مـا بهـا
والاجواد مثل البدر فـي ليلـة الدجـا = والانذال ظلماً تايـهٍ مـن سـرى بهـا
والاجواد مثل الدر في شمـاخ الـذرى = والانذال مثـل الشـري مـرٍ شرابهـا
والاجـواد وان حايلتهـم مـا تحايلـوا = والانـذال أدنـاة حيلـة ثـم جابـهـا
والانذال لو غسلـوا ايديهـم تنجسـت = نجاسـةٍ قلـوب مايفيـد الـدواء بهـا
يـا رب لا تجعـل بالـجـواد نكـبـه = من حيث ما ضعف الضعيف التجاء بها
وأنا أحب نفسٍ يرخص الـزاد عندهـا = ويقطعـك يـا نفـسٍ جزاهـا هبابهـا
ولعـل نفـسٍ مـا للجـواد عنـدهـا = وقارٍ عسى مـا تهتنـي فـي شبابهـا
فعليـك بعيـن السيـح لا جيـت وارد = خـل الخبـاري فـإن ماهـا هبابـهـا
تـراء ظبـي رمـان برمـان راغـب = والأرزاق بالدنيا وهـو مـادراء بهـا
سقاهـا الولـي مـن مزنـةٍ عقربيـه = تنثـر غزيـر المـاء مـن سحابـهـا
سقاها الحيـا جنـوب تيـنٍ وجنبـت = أسفل وديان الجزع شرقـي هضابهـا
نسف الغثا من سيلهـا لمـا أصبحـت = يجي الحول والماء ناقـعٍ فـي ترابهـا
دارٍ لـنـا مـاهـي بــدارٍ لغيـرنـا = والاجنـاب لـو حنـا بعيـدٍ تهابـهـا
ايذلـون مـن دهمـاً دغـومٍ نجرهـا = نفجاي بها غـرات مـن لا درى بهـا
وترى الدار كالعذرى ليا عاف ما بهـا = حرٍ غيورٍ وكل مـن جـا ء زنـا بهـا
فيا ما وطتن سمحات الايدي من القضاء = تضد عنها ما غـدا ف مـن هضابهـا
تهاميـة الرجليـن نجديـة الحـشـاء = عذابـي مـن الخـلان وانـا عذابهـا
اريتك اليـا مسنـا الجـوع والضمـى = واحتر من الجـدوزاء علينـا التهابهـا
وحمى علينا الرمل واستوقـد الحصـى = وحمى على روس المبـادي اهضابهـا
وطلنا عـذارء مـن ورانـا يشارفـن = عماهيـج مطـوي العبـاي ثيابـهـا
سقانـي بكـاس الحـب در منهـلـه = عفندلن من البيـض العـذراء طنابهـا
لهـا بيـاض عيـون المـاء منـازل = عـذب زلال المـاء قـراح شرابـهـا
غرنا على البـراق فـي جـال تيمـاء = واخذنـا عليـه ابـل اطـوال ارقابهـا
طوينا سقاء الهلباج عن شمخ الـذرى = جينـاه مـع داويـةٍ مــا درابـهـا
قطعنا بهـم الحبـل القصيـر وبيننـا = صفون كمـا افـواه القوالـي ارقابهـا
لحقـوا مغاويـر علـى كـور حـزب = علـى رمـك كـن الظـلام انكسابهـا
قلـت لهـم لا بلهـم جـاذب الحيـاء = ولا جاذبـوا بيـض الترايـب اثيابهـا
ومن الركاء لا نسنس القيض والظمـاء = وأحمـرت الجوزاءعلينـا التهابـهـا
لهـا فـي شعيـب المصامـة منـازل = دارٍ بـراد المـاء عـذابٍ شرابـهـا
وان سـرت يـا سعيـد بـن راشـد = خـذ حـرةٍ نسـل العمانـي ضرابهـا
سرها وتـر فـي مـن سبيـعٍ قبيلـه = كرمي اللحاء طوعـان الايـدي لبابهـا
فـلا بـد مـا نرمـي سبيـعٍ بغـاره = بجـرد الايـادي والذويـرع زهابهـا
فـي دم زبــن الجـاذيـات مهـمّـل = ليـا عزبـوا دون المصابيـح جابهـا
عليهـا مـن أولاد المهـادي غلـمـه = ليا طعنـوا مـا ثمنـوا فـي عقابهـا
يمنونها عصمان الايدي مـن القضـاء = محا الله دنياً ما خذينـا القضـاء بهـا
والي عجـوزٍ مـن سبيـع آل عامـر = مـا علمـت شبانهـا فـي شبابـهـا
واظـن دارٍ شــد عنـهـا مـفـرج = حقيـق يـا دار الخنـا فـي خرابهـا
وأظـن دارٍ حــل فيـهـا مـفـرج = أظـن ينـبـت زعـفـرانٍ ترابـهـا
فتـى يبيـد المـال لـو هـو وداعـه = ولا يملـك الدنيـا جميـعٍ صخابـهـا
فتى يذبح من الكـوم سـدس وحايـل = ولا قيـل يكفـي زادهـا مـن طيابهـا
وصلـوا علـى سيـد البرايـا محمـد = إعداد ما لعب القمري بعالـي هضابهـا
.
.
.
.
يتبع