العلاج النفسي
كنت في السابق أستنكر وجود مكاتب للاستشارات النفسية، وأستغرب تهافت الناس عليها مع ما تفرضه من رسوم عالية قد تصل إلى الحد غير المعقول، ومع ذلك تجد من يذهب ويدفع ولا يبالي.
لكن الكثير يحتاج إلى علاج نفسي خصوصا ممن لهم مراكز قيادية في البلد، فهم من أهم أسباب تعطيل مصالح الناس وتعطيل البلد في كثير من المجالات، فقد صار المواطن يبحث عن الواسطة لا ليأخذ حق غيره بقدر ما يتعب نفسه ويبحث عمن يشفع له ويأخذ حقه فقط، فهل يعقل في بلد يفتخر بالديموقراطية والحرية، وبان لممثله في المجلس حقا دستوريا بالاستجواب والمساءلة، ان نجد من يتعب ليأخذ حقه؟! باستقراء حالة بعض أصحاب القيادة في البلد نجد المعاناة النفسية لدى الكثير منهم، فمنهم من تكون المعاملة بيده ولا مخالفة قانونية فيها، لكن زيادة الكبر في نفسه تمنعه من تمريرها بسهولة فينتظر من يترجاه ويطلب منه ذلك، وهذه حالة مرضية وهي فطرية في البعض. وقد تكلم عنها أصحاب الاختصاص في العلاج النفسي، وهي طبيعة كره الخير للناس وعدم حب ايصال الخير اليهم، فأمثال هؤلاء نذكرهم بحديثَين للمصطفى صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» و«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وآخر غير قادر على اصدار قرار لأنه وصل عن طريق اللف والدوران وعن طريق الواسطة الظالمة، فهو لا يدري ماذا يفعل ولا ماذا يقول سوى عبارة «تحال إلى لجنة للدراسة»، وكما هو معروف اذا اردت ان تفكك امراً فاجعل له لجنة لأن الأمر سيخرج عن مراده إلى الصراع نحو من يرأس اللجنة ومن يكون نائبا للرئيس، وسينسى الأمر الذي من اجله تم تشكيل اللجنة، فالسبب في تأخرنا كثرة المرضى المحتاجين إلى العلاج النفسي في كثير من المناصب.. والمطلوب إعادة النظر فيهم وفي صلاحيتهم فلن نرى التطور مع هؤلاء المرضى الذين لا يرون الا أنفسهم ولا يرون غيرهم شيئا.
والله المستعان
علي العبدالهادي
جريدة القبس
24\7\2009
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com