الوضوع غير صحيح.............الله يجزاك خير ياخوي
*******************
الجواب:
إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالرسالة المذكورة في السؤال يفوح من ألفاظِها الرِّكَّة، فضلاً عن المُخالفات التي سنبيِّنها، ممَّا يدلُّ على أنَّ مَن كتبها ونشرَها ليس من أهْلِ العلم.
ولْتعلمي: أنَّه لا يُوجَد طريقة في الشَّرع يسلُكها مَن يُريد أن يرى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلَّم - كما ينبغي للمُسلم ألا يشغل نفسَه بالرُّؤى والأحلام؛ وإنما عليه باتباع سنَّة النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيُرجى لِمن أكثر من اتِّباعه أن يراه أكثر، فهذا الذي ينبغي للمُسلم الحرص عليه، والسعي لتحصيله؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ))؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
أمَّا رؤية النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقظةً في الدنيا بعد موتِه، كما ذُكِرت في تلك الرِّسالة - فمستحيلة، وقد جزم المحقِّقُون من أهل العلم بعدَم إمكانِها؛ لأنَّ الموتى لا يَخرجون من قُبورِهم إلا يوم القِيامة؛ قال الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 15 – 16].
قال ابنُ حزم في "مراتب الإجماع": "واتَّفقوا أنَّ محمَّدًا -عليه السَّلام - وجميع أصحابِه لا يرجِعون إلى الدُّنيا؛ إلا حين يُبْعثون مع جَميع الناس". اهـ.
وقال الخادمي في "بريقة محمودية": "رؤية شخْصِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعيْن الرَّأس بعد موتِه، ورؤيتُه تعالى في الدنْيا بعين الرأْس - غيرُ مُمكن، والأوَّل: عقلي؛ إذِ الموتى ما داموا كذلك لا يتصوَّر منهم ذلك". اهـ.
وممَّا تقدَّم يتبيَّن: أنَّه لا يَجوز المُشاركة في نشْر تِلك الرِّسالة؛ بل الأوْلى أن يشغل المرْءُ نفسَه بِما ينفعُه: من اتِّباع سنَّة المصطفى، ونشرِها بين النَّاس، والدَّعوة إلى الله تعالى،، والله أعلم.