قصة ... عجيبة ... أنزلت الدمعة من عيني ...
سمعتها من ... خطيب الجمعة ...
القصة ...
النعمان بن المنذر ... ملك الحيرة ... المشهور ...
ذو مكانة ... وهيبة ...
كان له ... يومان ... في السنة ...
يوم سعادة ... ويوم بؤس ...
فمن لقيه في يوم البؤس ... قتله ...
ومن لقيه في يوم السعادة ... أكرمه ...
وفي إحدى السنين ...
قدم عليه ... عربي ... ( غاب عني اسمه ) ... ولم يكن يعلم ... في يوم البؤس ...
وكان هذا العربي ... قد خدم الملك النعمان ... خدمة جليلة ...
فقال له : إذا صارت لك حاجة ... فاقدم إلينا ... نصنعها لك ...
فلما ألمت بهذا العربي ... الحاجة ...
قدم على الملك النعمان ... في هذا اليوم ...
فأخذه الجنود ... ليقتلوه ...
فقال العربي ... للملك النعمان ...
إن لي أطفالا ... صغارا ... قد تركتهم ألتمس لهم الرزق ... ولم أوص بهم ...
فدعني أذهب ... إليهم ... فأترك لهم ... وأوصي بهم ...
فقال الملك : لا ... ولكن ... تترك ضامنا ... !!
أي تترك رجلا ... يكفلك ... حتى إذا لم يعد العربي ... قتل الملك ... الضامن ... !!
فنظر العربي ... بين جلساء الملك ... يطلب من يضمنه ...
وهو يعلم أنه ... لا محالة هالك ...
فقام أحدهم ... ويقال له ... شريك ...
فقال : أنا أكفله ... يا أيها الملك ...
وأمهلوه ...
فلما ذهب الى أهله ... وترك لهم ... وأوصى بهم ...
استبطأ الملك ... رجوعه ...
وجيء ... بالضامن ... ليقتلوه ...
فقال للملك : ليس لك علي سبيل ... حتى يمسي اليوم ... ( أي حتى ينتهي اليوم ) ...
فلما أمسى ... وقربوه للذبح ...
وإذا بظلال ... رجل ... يأتي من بعيد ...
فإذا هو بالرجل العربي ...
يخطو مسرعا ... ليدرك ... بضامنه ... ألا يقتلوه ...
فما أقواه من موقف ... وما أعظمهم من ... رجال ...
يعلم أحدهم ... أنه مقتول ... لا محالة ...
ويعلم الآخر ... أنه كفيل للآخر ... على جثته ...
فيتنافس كل منهما ... في المروءة والشهامة ... والوفاء ...
وملاقاة الموت ...
أي أمانة ... وأي وفاء ...
آسف للإطالة ... ومع خالص التحية ...