::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - أسرار الشيخوخة و حتمية الموت !!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-2009, 08:07 AM   #1
 
إحصائية العضو







المحيربي غير متصل

المحيربي is on a distinguished road


:r-r-5: أسرار الشيخوخة و حتمية الموت !!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال تعالى ( ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم و منكم من يتوفى و منكم من يرد إلى

أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ) الحج: 5 .

أرذل العمر أو الشيخوخة هي المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان الذي قدر له أن يتخطى

مرحلة القوة و الشدة و النضوج ،و قد حدد القرآن تقريباً تلك المرحلة التي يصل فيها

الإنسان إلى ذروة قوته و فعاليته ، حيث قال تعالى في سورة الأحقاف : ( حتى إذا بلغ

شده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ و على

والدي ) الأحقاف :15.

إن الذين تخطوا سني عمرهم الخمسين أو فوق ، يشعرون أن كل شيء فيهم يتغير و

يهبط ، و يتمرد على ذلك النظام الذي كان يسري في أجسامهم قبل ذلك ،و كأمنا

بصمات السنين قد تركت آثارها على ظاهرهم و باطنهم ، فبشرة الجلد الغضة اللينة

أصبحت متجعدة و متهدلة ،و تحولت سوداء الشعر إلى بيضاء ،و برزت عروق الأطراف ،و

ضعف البصر وزاغ ، و انخفضت كفاءة السمع ،و نقصت معدلات الإسقلاب العامة .

و لقد وجد العلماء أن معدل هذا التدهور يتراوح بين ( 0،5 ، ـ 3، 1 ) % في كل عام .

و كمثال ، فإن القلب يقوم في الدقيقة الواحدة ( 70 ـ 80 ) عملية انقباض و استرخاء ،و

في اليوم أكثر من مائة ألف انقباض ،و في العام أكثر من (36) مليون انقباض و استرخاء

،و فلنتصور ذلك العبء الذي يقوم به على مر السنين ، إن كفاءته ستنخفض حتماً و

بالتالي سينخفض معدل ورود الدم إلى الأنسجة الأخرى ، و منها الكلية التي تفرز مادة

الرينين لتزيد ضغط الدم في محاولة منها لرفع معدل ورود الدم إليها ن و هكذا يدخل

الجسم في حلقة مغلقة تؤدي لإصابة الإنسان بارتفاع الضغط عندما يتقدم في السن .

إن هبوط كفاءة أي عضو هو انعكاس لهبوط كفاءة الوحدات التي تكونه ،و الوحدات

الحيوية الوظيفية في أي عضو هي الخلايا ،فماذا وجد العلماء و هم يبحثون عن أسباب

الشيخوخة على مستوى الخلية ؟

الواقع أن ملخص ما وصلوا إليه أن الخلايا لا تستطيع أن تتخلص تماماً من جميع النفايات

و جميع بقايا التفاعلات التي تجري بداخلها ، فتتجمع تلك النفايات على شكل جزيئات ، قد

تكون نشيطة أحياناً فتتحد بوحدات الخلية الحيوية كمصانع الخلية ( الشبكة

السيتوبلاسمية ) ... و يؤدي هذا الاتحاد إلى نقص فعالية هذه الوحدات و بالتالي فعالية

الخلية ككل ، و تسير هذه العملية ببطء شديد ، فلا تظهر آثارها إلا على مدى سنوات

طويلة ..

و هكذا يدخل الجسم في مرحلة الضعف ببطء بعد أن ترك تلك المرحلة حيث كان طفلاً ،

ثم دخل في مرحلة القوة و الشباب ، حتى أن زاوية الفك السفلي تكون منفرجة عند

الأطفال ، ثم تصبح قائمة أو حادة عند الشباب ، ثم تعود لتصبح منفرجة عند الكهولة كما

كانت وقت الطفولة ،و صدق الله إذ يقول ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد

ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً و شيبة ) الروم : 54.

و شيء آخر ،هو أن خلايا الجسم تكون في حالة تجدد مستمر ، عن طريق عمليات

الهدم و البناء فتتغلب عمليات البناء أو التعمير في النصف الأول من حياة الإنسان ثم

تتوازى عمليات البناء مع عمليات الهدم ، و في النصف الأخير من الحياة تتغلب عمليات

الهدم أو التنكس على عمليات التعمير و هذا ما يفسر لنا سرعة التئام الكسور و الجروح

عند الصغار ،و بطئها عند المسنين ،و هكذا تتضح لنا روعة هذه الآية القرآنية الصغيرة ) و

من نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) سورة يس: 68 .

و هي تبين لنا حقيقة علمية ثابتة . و سنة حيوية تقوم عليها كل عمليات الكائنات الحية

على الإطلاق . أما بالنسبة للخلايا العصبية و العضلية فإنها لا تتجدد ، و كل خلية تموت

يفقدها الجسم و يشغل النسيج الليفي مكانها .

و إذا غصنا مع المجهر الإلكتروني إلى داخل الخلايا الهرمة ، فإنه سيرينا ترسبات أطلق

عليها بعض العلماء إسم أصباغ الشيخوخة ، و هي مواد كيميائية غربية تتجمع في خلايا

المخ و العضلات و تكسبها لوناً خاصاً ، و هي عبارة عن بروتينات و أشباه بروتينات و

دهون متأكسدة هذه المواد تتشابك أحياناً لتشكل شبكة على مر الأيام و كأنها خيوط

العنكبوت التي تكبل الخلية و تسير بها إلى النهاية التي لا مفر منها ، ألا و هي الموت .

و إذا ما خرجنا من الخلية إلى رحب الحياة الواسع ، نجد أن موت الكائنات هو ضرورة لابد

منها ، لتتالي الأجيال ،و إلا فلو تصورنا استمرار الحياة في الكائنات الموجودة حالياً ،

لانعدمت عناصر الحياة ، و لما أتيح للأجيال اللاحقة فرصة الحياة و الوجود و قد أشار

القرآن الكريم إلى حتمية الموت في مواضيع عدة منها قوله تعالى : ( كل نفس ذائقة

الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة ) آل عمران : 185 . و يقول مخاطباُ الرسول

محمد عليه الصلاة و السلام في سورة الأنبياء : ( و ما جعلنا من قبلك الخلد أفإين متَّ

فهم الخالدون . كل نفس ذآئقة الموت ونبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون )

الأنبياء : 34 ـ 35 .

و يسخر الله من الذين يبحثون عن مهرب من الموت أو عن منجى منه بالتخلف عن نصرة

الله ،و الفرار يوم الزحف بقوله : ( أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة )

النساء : 78 ، و قال : ( الذين قالوا لإخوانهم و قعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن

أنفسكم الموت إن كمنتم صادقين ) آل عمران : 168.

اللهم اغفر لي ولوالدي والمسلمين اللهم امين.

وتقبلوا تحياتي
م ن ق و ل

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس