اللعب بالنار: التبريد على السهم
يعمد بعض المتداولين إلى طريقة تسمى التبريد وذلك لتلطيف خسارتهم - دفترياً - في سهم ما.
وتقوم فكرة التبريد على شراء قدر مساوٍ لما سبق شراؤه عند هبوط سعر السهم أملاً في أن يعاود السهم الصعود ولو قليلاً أعلى من آخر شراء فيساعدهم السعر المتوسط لجميع الأسهم في تحقيق أرباح لمجمل الأسهم أو على الأقل تخفيف وقع الخسارة.
هذه الطريقة، في نظري، قاتلة ولا عبرة في نجاحها مرة أو مرتين. فالسهم عند هبوطه أشبه بكرة الثلج المتدحرجة التي يتضخم حجمها وتزداد سرعتها والمخطط البياني التالي يرسم صورة جلية لسهم متراجع ومحاولات التبريد عليه.
لنفترض أن رأس المال 200 ألف ريال، فلو أنك اشتريت ألف سهم في النقطة 1 (بسعر 61 ريال للسهم) ثم هبط السهم فأردت التبريد على خسارتك فاشتريت ألف سهم أخرى عند النقطة 2 (بسعر 51 ريال للسهم) ثم عاود السهم الهبوط فبردت على خسارتك بألف سهم أخرى عند النقطة 3 (بسعر 41 ريال للسهم) ثم هبط السهم مجددا لسعره الحالي 29.90 ريال لكانت كرة الثلج قد حطمت العظام والآمال.
ولنحسب الخسارة:
الخسارة الأولى = 1000 سهم × (61.00-29.90) ريال خسارة = 31100 ريال
الخسارة الثانية = 1000 سهم × (51.00-29.90) ريال خسارة = 21100 ريال
الخسارة الثالثة = 1000 سهم × (41.00-29.90) ريال خسارة = 11100 ريال
الخسارة الكلية = 63300 ريال أو ما يعادل 31.65 % من رأس المال وهي كارثة بكل المعايير، حيث يحتاج المتداول إلى عدة صفقات ناجحة - ولا يوجد ضمانات في السوق - لتعويض مثل هذه الخسارة الكبيرة.
الحل البديل بل الحل الأوحد والسليم هو استخدام وقف الخسارة والإلتزام بها.
ولو كنت أنا مشترياً السهم عند النقطة 1 بسعر 61.00 ريال لكنت أشتريت 1139 سهماً (حسب قوانين إدارتي المالية) ولكنت حددت وقف الخسارة عند سعر 57.50 ريال حسب معادلة رياضية بسيطة (تمليها علي قوانين إدارة المخاطر)؛ ولخرجت عند تلك النقطة عند تفعيلها بلا تردد ولما فكرت بالتبريد بتاتاً.
ولكانت خسارتي 1139 سهم × (61.00 - 57.50) = 3986.50 ريال تمثل تقريباً 2% من رأس المال وهي خسارة يمكن تعويضها في صفقة ناجحة واحدة.
واختصاراً لما سبق أقول بأن أسواق المال متقلبة وعالية المخاطرة ويجب أن يكون لك نظام يحميك من تلك التقلبات ولا بد لهذا النظام أن يشتمل على وقف الخسارة التي تعمل كالوسادة الهوائية فهي لا تمنع وقوع الخطر لكنها حتماً تخفف آثاره.
وتقبلوا تحياتي