قال الله عز وجل: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"
هذه الأيه بصيغة الأمر من الله عز وجل فيها أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون بالأعراض عن الجاهلين.
فما هو الأعراض عن الجاهلين ؟
الأعراض هو التجاهل وأن لا يدخل الأنسان في صراع أو شجار باليد أو اللسان فلا يرد القول السيئ بأخر سيء بل أن يترفع عن ذلك , فيترك الجاهل الذي يشاجره ويذهب. في هذا خير للمسلم وحفاظا على قدره ومكانته وأظهارا لقوه المسلم حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الشديد بالسرعه إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب".
ومن الأعراض عن الجاهلين عدم الدخول في جدل مع الكفار او المشركين أو الجهال. فالجدل لا يأتي بنفع ولم يكن الانبياء عليهم السلام من المجادلين فقد كان كلامهم حكيم وقولهم فصل. قال الله سبحانه وتعالى: "وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ"
وقد حاج أبو الأنبياء أبراهيم عليه السلام ملك مصر وغلبه بالحجه والدليل القوي ولم يجادله كما بين الله سبحانه وتعالى لنا في هذه الأيات : "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
ومن الأعراض عدم الجلوس مع من يكفر ويستهزأ بأيات الله فقد قال الله تبارك وتعالى: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا" النساء 140
ففي عدم الجلوس مع مثل هؤلاء أعراض عن الجاهلين.
وقد أعرض الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم جميعا عن الجاهلين
فعلى المؤمنين الأعراض عنهم لأن في الأعراض عنهم أستهانه بأمرهم وعدم لفت الأنتباه اليهم وفي نفس الوقت حفاظا على كرامه المومن والدين.
وخير ماقيل من الشعر في هذا الباب
قَالُو سَكَتّ وَقَد خُوصِمتَ قلتُ لهم **** إنّ الجَوابَ لُبَابُ الشّرِ مِفتاحُ
والصّمتُ عن جَاهلٍ أو أحْمَقٍ شَرَفٌ **** وفيهِ أيضًا لِصَوْن العِرضِ إصلاحُ
أمَا تَرَى الأسْدَ تُخشَى وهي صَاِمتة *** والكَلبُ يُخْسَى لَعَمْري وهو نَبّاحُ
منقول بتصرف