فائدة مهمة من كتاب الوصايا الجليـة
للاستفادة من
الدروس العلمية
تأليف
معالي الشيخ
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
حفظه الله
..... . . والذي ينبغي في الحقيقة أن يتعاهدَ طلابُ العلم بعضَهم بعضًا، فيعلِّمَ الطالبُ أخاه المبتدئَ الطريقةَ، ويُسْدي إليه النصيحةَ.
ولهذا ينبغـي أن يرحمَ بعضُنا بعـضًا في الدروس العلمية، وفي العلم جميعًا.
وربما ابتدأ العلماء متونَهم بالوصية لطالب العلم بالرحمة.
ولهذا تجد في إجازات الحديث أولَ ما ينقلون حديثَ: { الراحمونَ يرحمُهم الرحمنُ، ارحموا من في الارض يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السماء } هذا الحديث هو المعروف عند العلماء بالمسلسل بالأوَّلِيَّةِ؛ لأن كلَّ شيخٍ يقول عن شيخه: حدثنا شيخُنا فلانٌ، وهو أولُ حديث سمعته منه.
قال: حدثني شيخي فلانٌ، وهو أولُ حديثٍ سمعته منه.
إلى أن يصل إلى طبقة أتباعِ التابعين كلها أول.
سؤال: لماذا يتعلمون حديث { الراحمون يرحمهم الرحمن... } ؟
الجواب: اعلم - رحمك الله - أن من خصال طالب العلم التي يبارك اللهُ بها ويرحمُهُ اللهُ - جلَّ وعلا - أن يكون رحيمًا بمَنْ حولَه يرشدهم، ويعلمهم، ويعينهم.. الخ.
فإذا كنت في طلبك للعلم رحيمًا بالخَلْقِ وبزملائك وبأصدقائك وبالحضور في التعاون والخير فأبشرْ برحمةِ اللهِ - جلَّ وعلا - لك بوعده الصادق بقولِ نبيه - عليه الصلاة والسلام -: { الراحمونَ يرحمهم الرحمنُ.. },