كان الحطيئة شاعر شديد الهجو، وكان الناس يسرعون إلى إكرامه
اتقاء لسانه ، وذات يوم ورد الكوفه فلقى رجلا فقال له : ( دلني على أكثر هذا المصر
نائلا ) فقال الرجل :
عليك بعتبة بن النبهـــــــان العجلى . ومضى الحطيئة نحـــــــو دار عتبة ، فصادفه ،
فقال : أنت عتيبة ؟ قال : لا قال فأنت عتاب ؟ قال : لا . قال : ان اسمك لشبيه بذلك
قال الرجل :
أنا عتبة فمن أنت ؟ قال الحطيئة : أنا جرول . قال عتبة : ومن جرول ؟
قال : أبو مليكه . قال : والله ما ازددت الاعمى ولم يكن يعرفه ، فقال : أنا الحطيئة .
وعرف عتبة أن الذي أمامه الحطيئة ذو اللسان الطويل ،
فخافه وصاح : " مرحبا بك! " فقال الحطيئة : حدثني عن أشعر الناس من هو ؟
قال عتبة: أنت ! فقال الحطيئة : خالف تذكر ، بل أشعر مني الذي يقول :
ومن يجعل المعروف من دون عرضه
يفره، ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضـــــــــله
على قـــومه يستغن عنه ويذمم