 |
|
 |
|
تقبلوا منى التحيه و التقداسمحوا لى ان انقل لكم هذا المقال الذى يتكلم عن عصب الحياة و احد طرفى زينة الدنيا ( المال ) و نظرة الناس الى من يملكونه و التى غالبا ما تتوقف عند الجشع و الطمع و غيرها من الصفاة الغير محموده و لكن هل من الممكن ان تكون هذه النظره ظالمه ؟ هذا يعتمد على مدى اقتناعك بالمقال فدعونا نقرأه معا
*****
يعيش الناس حالين متضادَّين في ما يتعلق بامتلاك المال، فهم - من ناحية - يعدّون حب المال والركض الحثيث وراء تجميعه، من الصفات غير المحمودة، وقد يصفون من يفعل ذلك بالمادي والجشع والمتكالب على الدنيا أو ما شابه ذلك.
لكنهم من ناحية أخرى، تراهم في واقع أمرهم حريصين على تنمية الثروة وبناء الأرصدة، حتى إن أنكروا وادعوا شيئاً غير هذا . وقد يكون هذان الحالان المتضادّان اللذان يعيشهما الناس انعكاساً للتضاد الموجود في ثقافة المجتمع نفسه،
فالمجتمع من جانب يلوم من يجعل همَّه كسب المال وقد يتهمه بالطمع والتهالك على الدنيا، ومن جانب آخر، تجده يعامل من يملك المال معاملة تتميز عن معاملة من لا يملكه، وتراه يفسح له مكاناً أرحب وأرقى في الدائرة الاجتماعية، لذلك لا غرابة والحال هذا، أن يقع الناس في حالين متضادين من السلوك.
وما يبدو هو أن حب الناس للمال ورغبتهم في جمعه، ليس نتيجة تكوينهم الفطري وحده أو لكونه حقاً لهم، طالما أنهم لم يتجاوزوا القوانين الدينية أو الوضعية ولم يمتهنوا القيم الأخلاقية أو الكرامة الإنسانية، إنما أيضاً لكونهم يلمسون تلك المعاملة المميزة من المجتمع لمن يملك المال.
ولعل هذا ما جعل الجاحظ يبرر إقبال الناس على جمع المال،، عندما قال : «فإن من فقد المال، قلت الرغبة إليه والرهبة منه، ومن لم يكن بموضع رغبة ولا رهبة، استهان الناس به». و تبني عروة بن الورد، أحد مشاهير شعراء الصعاليك، رأياً مماثلاً لرأي الجاحظ، فهو في خطابه لزوجته، التي ما فتئت تلومه على ترحله المستمر لكسب المال، يكشف صراحة عن دوافعه إلى جمع المال:
ذريني للغنى أسعى فإنني ****** رأيت الناس شرهم الفقير
وأحقرهم، وأهونهم عليهم ***** وإن أمسى له حسب وخير
هنا تبدو الغاية واضحة من الركض وراء كسب المال، فطلب المال لا يظهر في هذه الأمثلة من أجل الترف والمتع والإنفاق على الرفاهية، وإنما هو في المقام الأول، من أجل الحفاظ على الكرامة الإنسانية. و واقع الحياة يؤكد لنا أن حرص كثير من الناس على كسب المال، قد لا يكون دافعه الأول تلبية الحاجات المادية، قدر ما هو تلبية الاحتياجات النفسية ، و الكرامة الإنسانية في ثقافة مجتمع لا تقر بالكرامة سوى لمن يملك المال.
ثم انظر إلى ما يجري في المجتمع من أساليب التعامل بين الناس ليتبين لك صدق ذلك، مثلاً كيف يتم التعامل مع من يقود سيارة فخمة ومن يقود سيارة متواضعة عند وقوع كل منهما في مخالفة سير، أو كيف يتعامل الناس مع من يأتيهم يرفل بالدمقس والحرير، ومن يأتيهم وقد بدت عليه سمات الكدح وشظف العيش، ألا ترى أن الأبواب تفتح للأول والطرق تعبد أمامه، بينما يظل الثاني يطرق الباب ولا من مجيب، ويمشي في الطرقات فإذا هو متعثر من حفرة إلى أخرى.
*****
و هنا ينتهى مداد قلم كاتب المقال ليترك الصفحه لاقلامكم لتكمل بمدادها ما نقص من المقال
و لم يتبقى لى الا سؤال اتوجه به اليكم : هل تتفقون مع ما جاء بالمقال ان السبب الرئيس فى جمع المال ( بالطرق المشروعه ) هو الحفاظ على الكرامه الانسانيه ؟
و هل تؤيد المثل القائل معك ريال تسوي ريال مامعك شئ ماتسوي شئ ؟
انتظر دائما مروركم و عطر كلماتكم |
|
 |
|
 |