::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - من طلب عظيماً خاطر بعظيم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2008, 09:29 PM   #1
 
إحصائية العضو








أبونواف الدوسري غير متصل

أبونواف الدوسري has a spectacular aura aboutأبونواف الدوسري has a spectacular aura about


افتراضي من طلب عظيماً خاطر بعظيم...

من طلب عظيماً خاطر بعظيم

منقول...

نظر معاوية بن أبي سفيان إلى جيش علي بن أبي طالب –رضي الله عنهما-، وكانت الحرب بينهما قاب قوسين أو أدنى، فراعه ما رآه من ضخامة الجيش، فقال عبارته الخالدة: "من طلب عظيماً خاطر بعظيم"

إن عبارة معاوية هذه تلخص إرثاً بشرياً هائلاً، وتعبِّر عن ناموس من نواميس الكون الخالدة، فالنجاح والعظمة لا يأتيان بلا مقابل ولا يكتسبان بلا جهد فبقدر ما نبذل تُقدّم لنا الدنيا وبقيمة ما ندفع نشتري نصيباً من المجد، وفي هذا جاءت الحكمة الفرنسية: من لا يخاطر بشئ لا يحصل على شئ ..

والتاريخ شاهد على مئات العظماء الذين دفعوا للمجد ثمناً باهظاً كلف بعضهم حياته، وبعضهم دفع وقته وماله وجهده في سبيل حلمٍ آمن به..

فهذا أحمد ابن حنبل مشى ثلاثين ألف ميل في طلب الحديث وحفظ مليون أثر.
وسافر جابر بن عبد الله في طلب حديث واحد إلى مصر شهراً.
وكان ابن عقيل يأكل الكعك عن الخبز ليوفر قراءة خمسين آية.
وألّف ابن الجوزي ألف مصنف وجُمع من براية أقلامه ما أدفئ به ماء غسله عند الموت
ومضى الأصفهاني أكثر من عشرين سنة في كتابة كتابه الشهير "الأغاني"
وكان ابن تيمية يؤلف كتاباً في جلسة واحدة، وجُمع الغبار من عمامة صلاح الدين فجُعل منه لبنة تحت رأسه في القبر..
وجاع الثوري طلباً للحديث حتى تسابق إلى علمه الخلفاء.
وحبس ابن خلدون نفسه في قلعة "أولاد سلامة" في تونس أربع سنوات ليؤلف مقدمته الشهيرة التي اعتبرها مفكرون غربيون أعظم إنتاج فكري بشري على الإطلاق
وكان توماس أديسون ينام في معمله توفيراً للوقت وأجرى ما يقارب العشرة آلاف تجربة قبل أن يخترع المصباح.
وعرّض هتلر نفسه للموت بقبوله مهنة "ساعي بريد عسكري" لكي يدخل الجيش الذي أصبح قائده الأعلى لاحقاً.
وأفنى آينشتاين عمره في نظريته "النسبية" فتسابقت الدول لمنحه جنسيتها وعرضت عليه "إسرائيل" رئاسة الدولة.
وسُجن نلسون مانديلا ربع قرن فخرج رمزاً محرراً لأفريقيا والعالم، وخاطر تيد تيرنر بكافة أمواله وممتلكاته لينشئ قناة تلفزيونية -بالكاد يتجاوز حجمها 1% من حجم قنوات أخرى آنذاك- أسماها "cnn" (من لا يعرفها!)..
وترك بيل غيتس دراسته في أرقى الجامعات ليتفرغ لشركته "البسيطة" مايكروسوفت فأصبح أثرى أثرياء العالم..
وأخيراً في عام 2004م وأثناء أزمة مالية تمر بها مجموعة Abc التلفزيونية الأميركية ، فقد لويد براون وظيفته كرئيس لها وكاد يخسر سجله المهني الحافل بالإنجازات بعد أن غامر بالموافقة على تمويل مسلسل "خيالي فاشل" كلفت أولى حلقاته فقط 14 مليون دولار ودخلت موسوعة غينيس كأكثر حلقة مسلسل تكلفة بالتاريخ، ما لا يعلمه -حينها- من تسبب بطرد براون أن المسلسل أصبح فيما بعد أحد أعظم إنتاجات الشركة على الإطلاق وأكثرها ربحية، إنه مسلسل "lost"..

أعلم أن الحديث عن المخاطرة أسهل من تطبيقه، إلّا أنه إذا ما قُدّر لنا أن نرى حياتنا -الخالية من المخاطرة- قبل مفارقتها فسنراها أشبه بنسخ كربونية من حياة الآخرين، ولادة فمدرسة فجامعة ثم وظيفة وزواج فتقاعد ثم موت، سواء تغيرت قليلاً، زادت أو نقصت فسيضل أثرنا في الحياة لا يكاد يذكر...أو حتى لا يذكر مطلقاً !!

فالحياة بلا مخاطرة ولا مغامرة أشبه بطبق طعام غير مملح لا لذة فيه ولا طعم، فالتنازل عن الملذات والمخاطرة بالجهود والأموال والأوقات لأجل الأمور الساميات يصنعان من السعادة والمجد ما لا تصنعه المعجزات، لهذا من الأجدى أن نعتبر التنازل عن التوافه وصغائر الأمور لأجل عظائمها أصلاً لحياتنا ومبدأً لها متحملين ما يتكبده ذلك من مخاطرة وعناء ومشقة، فالسفن آمن ما تكون وهي على الساحل، ولكن هل صنعت لذلك؟

وحتى لو لم يقدر لنا الحصول على ما استهدفناه من المخاطرة فيكفي من المحاولة شرفها ويكفي أننا جربنا لذة المغامرة ونشوتها، أو لم تقل هيلين كيلر (وهي إمرأة كفيفة وصماء وبكماء) ذات مرةٍ : الحياة مغامرة مثيرة أو لا شئ؟

قد لا تبدو المخاطرة مشجعة في البداية، خاصة أن الإنسان بطبعه لا يحب التغيير، إلّا أنه إذا آمنا بما تنازلنا من أجله عن راحتنا ورفاهيتنا، سيبدو أن الحياة -بأسرها- قد تحولت إلى طريق معبد نحو المجد، إلّا أنه -ككل طريق- لا يخلو من مطبات .... وحفريات !!

كل ذالك بعد التوكل علي الله سبحانه..وفقكم الله وسدد علي طريق الخير خطاكم...

 

 

 

 

 

 

التوقيع

    

رد مع اقتباس