::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَهَابَةِ وَالْكِبْرِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-04-2008, 10:16 AM   #1
 
إحصائية العضو







علي العبدالهادي غير متصل

علي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura aboutعلي العبدالهادي has a spectacular aura about


افتراضي الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَهَابَةِ وَالْكِبْرِ

َقَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي كِتَابِهِ الرَّوْحِ الْكُبْرَى فِي الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَهَابَةِ وَالْكِبْرِ‏:‏
إنَّ الْمَهَابَةَ أَثَرٌ مِنْ آثَارِ امْتِلَاءِ الْقَلْبِ بِعَظَمَةِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ وَإِجْلَالِهِ ‏,‏ فَإِذَا امْتَلَأَ الْقَلْبُ بِذَلِكَ حَلَّ فِيهِ النُّورُ ‏,‏ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ ‏,‏ وَأُلْبِسَ رِدَاءَ الْهَيْبَةِ ‏,‏ فَاكْتَسَى وَجْهُهُ الْحَلَاوَةَ وَالْمَهَابَةَ ‏,‏ فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ الْقُلُوبِ مَحَبَّةً وَمَهَابَةً ‏,‏ فَحَنَّتْ إلَيْهِ الْأَفْئِدَةُ ‏,‏ وَقَرَّتْ بِهِ الْعُيُونُ ‏,‏ وَأَنِسَتْ بِهِ الْقُلُوبُ ‏,‏ فَكَلَامُهُ نُورٌ ‏,‏ وَمَدْخَلُهُ نُورٌ ‏,‏ وَمَخْرَجُهُ نُورٌ ‏,‏ وَعِلْمُهُ نُورٌ ‏,‏ إنْ سَكَتَ عَلَاهُ الْوَقَارُ ‏,‏ وَإِنْ تَكَلَّمَ أَخَذَ بِالْقُلُوبِ وَالْأَسْمَاعِ ‏.‏


وَأَمَّا الْكِبْرُ فَأَثَرٌ مِنْ آثَارِ الْعُجْبِ وَالْبَغْيِ مِنْ قَلْبٍ قَدْ امْتَلَأَ بِالْجَهْلِ وَالظُّلْمِ ‏,‏ تَرَحَّلَتْ مِنْهُ الْعُبُودِيَّةُ وَنَزَلَ عَلَيْهِ الْمَقْتُ ‏,‏ فَنَظَرُهُ إلَى النَّاسِ شَزْرٌ ‏,‏ وَمَشْيُهُ بَيْنَهُمْ تَبَخْتُرٌ ‏,‏ وَمُعَامَلَتُهُ لَهُمْ مُعَامَلَةُ الِاسْتِيثَارِ لَا الْإِيثَارِ ‏,‏ وَلَا الْإِنْصَافِ ‏,‏ ذَاهِبٌ بِنَفْسِهِ تِيهًا ‏,‏ لَا يَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ ‏,‏ وَإِنْ رَدَّ عَلَيْهِ رَأَى أَنَّهُ قَدْ بَالَغَ فِي الْإِنْعَامِ عَلَيْهِ ‏,‏ لَا يَنْطَلِقُ لَهُمْ وَجْهُهُ ‏,‏ وَلَا يَسَعُهُمْ خُلُقُهُ ‏,‏ وَلَا يَرَى لِأَحَدٍ عَلَيْهِ حَقًّا ‏,‏ وَيَرَى حُقُوقَهُ عَلَى النَّاسِ ‏,‏ وَلَا يَرَى فَضْلَهُمْ عَلَيْهِ ‏,‏ وَيَرَى فَضْلَهُ عَلَيْهِمْ ‏,‏ وَلَا يَزْدَادُ مِنْ اللَّهِ إلَّا بُعْدًا ‏,‏ وَلَا مِنْ النَّاسِ إلَّا صَغَارًا وَبُغْضًا ‏.‏


غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب محمد بن أحمد بن سالم السفاريني
دار النشر مؤسسة قرطبة ط2

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس