إحصائية
العضو |
|
|
هل تحس بالغربه ,,,؟!!!
مشاعر الغربه من أرهف المشاعر وأرقها وأعذبها ,,,,مرهفه كقطرات الندى فوق أوراق الورد , ورقيقه كرقه الحبيب مع حبيبه ,وعذبه كماء المطر ,,,,,هناك العديد من أنواع الغربه ,,,,,فهناك غربه الدين ,,,,وهناك غربه الوطن والأهل,,,,وهناك غربه الحبيب ,,,,وهناك غربه الصديق ,,,,وهناك ,,,,وهناك ,,,إلخ,,,أنواع كثيره من الغربه ,,,,
فهل أنتم من ظمن هؤلاء المغتربين ؟!!!,,,,
ولاشك أن غربه الدين من أشد الغربات ألما وتأثيرا على حياة الإنسان , فلاحياة حقيقيه وطيبه وسعيده في الدنيا بلادين ,,,,,فطوى للغرباء ,,,أو كما جاء في الحديث النبوي (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا ,,,فطوبى للغرباء ,,طوبى للغرباء ,,,طوبى للغرباء ,,) أو كما جاء في الحديث ,وأعتقد أننا نعيش في زمن غربه للدين وإن كنا بحمد الله نمارس شعائرنا الدينيه بكل حريه على الأقل في بعض بلداننا العربيه , ولكن يضل الممسك على دينه كالقابض على الجمر في هذا الزمن كما جاء في الحديث , وقد سمعت مرة الشيخ ابن باز رحمه الله يقول ذلك في أحدى للقاءات معه (ربما في إذاعة اقران الكريم), ولكن ربما يعرف أثر هذه الغربه بشكل واضح من يعيش غربة الوطن, مهاجرا أو مقيما في بلاد الغرب ,,,وهذا كله لايعني ضعفا أو خوفا أو شقاء يعيشه غريب الدين لأنه بقلبه المتعلق بالله المتوكل عليه يعيش سعاده روحيه ونفسيه وصفها أبن تيميه رحمه الله بقوله عندما سجن (مهماتفعلون معي ,,فأنا جنتي معي ,,,فسجني خلوه ,,,وقتلي شهاده ,,,وإخراجي من أرضي سياحه ,,), ويقصد أن جنته في قلبه , وقد وصفها رحمه الله تعالى مره أخرى قائلا (أن في الدنيا جنه من لم يدخلها لم يدخل جنه الآخره ,,,أنها جنه الإيمان ,,,) ,,,,,,,,,,
تأتي بعد ذلك غربه الوطن والأهل ,,,,وما ادراك ما غربه الوطن والأهل ,,, غربه لايعي مشاعرها إلا من عايشها ,,,,ويكفي في الدلاله على أثرها العميق في النفس , ماورد عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حين أخرجه قومه من مكه ,والتفت إليها مخاطبا إيآها قائلا : والله أنكِ لأحب البقاع إلي (أوقال إلي قلبى)ولولا أن قومي أخرجوني منك ماخرجت ,,,,,) أو كما جاء في الحديث ,,,,وقد قيل إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل فنظر إلى حنينه إلى أوطانه, وحب الوطن لايماري في إلا جاهل أو معاند , وقد تغنى الشعراء بشعر الغربه عن الوطن والأهل , فمنهم على سبيل المثال ,الشاعر الأندلسي أبن زريق في قصيدته المعروفه (ودعتها),حين قال :
|
أستودع الله في بغداد لي قمراً = بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني = صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى = وأدمعي مستهلات وأدمعه
,,,,,,,إلى آخر ما جاء في قصيدته المؤثره عند وداعه لزوجته وأهله ووطنه ,أو كما قال الشاعر الآخر : |
تقول سعاد ماتغرد طائر = على فنن إلا وأنت كئيب
أجارتنا أنا غريبان هاهنا = وكل غريب للغريب نسيب
,,,,,,,,,,,,,أما غربه الحبيب , فحدث ولا حرج عنها وعن أثرها في نفس المحب المغترب ,ولعل بيت المبرد يفي بشرح معاناته حينما قال : |
جسمي معي غير أ ن الروح عندكم = فالجسم في غربه والروح في وطني
فاليعجب الناس مني أن لي بلدنا = لاروح فيه ولي روح بلا بدني
,,,,وقالت إعرابيه لإبنها عندما عزم على التغرب :إذا كنت في غير قومك فلا تنس نصيبك من الذل .
,,,,,,,وغربه الأصدقاء ,,,,كذلك ,,فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الناس كالأبل المائه لا تكاد تجد فيها راحله ) أو كما جاء في الحديث , فالأصدقاء نادرون , وأنا هنا لا أقصد المعارف أي الذين تتعرف عليهم فهم كثر , وإنما أقصد ما قصد ه النبي صلى الله عليه وسلم , من حيث الصداقه والوفاء والخله وجميل الأخلاق,,,,,,,,,,ولله در دريد ابن الصمه حينما قال : |
وإني أخآهم عند كل ملمة = إذا مت لم يلقوا أخا لهمُ مثلي
تجود لهم نفسي بما ملكت يدي = ونفسي فلا فحشي عليهم ولا بخلي
وجارٍ دفعت الدرء عنه تكرما = ولو شأت أمسى وهو مغضٍ على تبلي(1)
وأبني لهم مجدا عظيما وأنتمي = إلى مجد آباءٍ بنوا شرفي قبلي
أو كما قال ,,,,,,,,,,,,
والشواهد الشعريه أكثر من أن تحصى في وصف مشاعر المغترب والغريب ,,,ولكن للأسف لايحضرني إلا ماسبق ,,,,,والمراد هو الوقوف على هذه الأنواع من الغربه , والنظر إليها بنظره المستفيد أو المتعزي أو المواسي لعلها تكون سلوة للمغترب من القراء الأكارم .,,,,,,,,,,,وتقبلوا سلامي وتقديري ومحبتي . |
|