 |
|
 |
|
جريمة القتل
الملاحظ في هذه الايام انتشار جريمة القتل في البلاد، وهذا أمر ينبغي الا يترك هكذا من دون وقفة علاج، ليس فقط بمعاقبة المجرم، بل بالبحث عن الاسباب الدافعة الى ارتكاب الجريمة. فمن أعظم الاسباب ضعف الوازع الديني، فهذا القاتل لو كان عنده وازع ديني لما اقدم على امر حرمه الشرع وجعل على فاعله الاثم والعذاب الشديد، فالقتل من الموبقات، اي المهلكات، التي هي من اعظم اسباب دخول جهنم، جاء في الحديث اجتنبوا الموبقات السبع، وذكر منها قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وقال صلى الله عليه وسلم: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دما حراما»، وقال «لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم». اما العقوبات الأخروية فقد اخبرنا الله عنها بقوله: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا أليما». اربع عقوبات كل واحدة منها توجل القلب وتفزع النفس وتزلزل الكيان وترعب الجنان، اولها جهنم، وثانيها غضب الله عليه، وثالثها اللعن، ويا لها من عقوبة، واللعن هو الطرد من رحمة الله. وهل يعتقد ان العقوبات تقف عند ذلك بل هناك عقوبة رابعة وهي العذاب العظيم، فالدماء لها الصدارة يوم القيامة في القضاء في الحقوق، قال عليه صلى الله عليه وسلم: «اول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء»، فلا بد ان تتكاتف الجهود للقضاء على هذه الظاهرة المنتشرة في البلاد، ففي السابق كنا لا نسمع عن جريمة القتل الا قليلا جدا، والآن نسمع ونشاهد ونقرأ في الصحف الجرائم المستمرة في البلد، فالمسؤولية تقع على عاتق الاسرة في تربية الابن التربية الصالحة، حتى لا ينحرف مع اهل الجرائم والغوغاء، وعلى الداخلية التشديد الامني وعدم الغفلة، وعلى الاوقاف الاجتهاد في توعية الناس عن خطورة هذه الجريمة في الشرع.
اسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، ان يحفظ الكويت وأهلها من كل سوء ومكروه ويجعلنا هداة مهديين.
والله ولي التوفيق.
علي العبدالهادي
alial-abdulhady@hotmail.com
www.qsasa.com
جريدة القبس
|
|
 |
|
 |