امام البحر وبين تلاطم امواجه
اقف .. أتأمل .. انظر
في احواله
وكأن امواجه تنبىء عن ثورة غضبه وانفعاله ..
فكأن ذلك البحر .. أنا ..
وبداخلي تلك المشاعر التي ثارت داخل أعماقي ..
تتفطر ألما".. وتنزف دما"
وتبقى في أعماقي صرخات..
تشبه ذلك الصوت ..
الهائج لأمواج البحر ..
التي لاتسكن .. صرخات ترسم ملامح حزني الدفين ..
على من رحل ولن يعود ..
ولسان حالي يقول
.. إلى متى هذا العذاب ..
إلى متى وأنا أحترق .. بل أختنق ..
أتجرع الألم ..من جراءهذا الرحيل ..
فيالها من صرخات تتلهب في فؤادي ..
عجبا" ياقلبي ؟! ..
لماذا لاتنسى أو تتناسى ..
فلم أعد أحتمل كل هذا العذاب ..
لم أعد أحتمل الآه تلو الآه ..
تخرج من داخل أعماقي ..
وأعيد التأمل في هذا البحر..
لأكتشف أنه يشبهني في شيء آخر ...
وهو حزنه لغروب الشمس ..
فكأنه حزين لغياب النور ..ليحل الظلام من بعده..
وكأنه يقول .. متى ستعودي ..أيتها الشمس ..
لتشرق الدنيا بنوركِ المتوهج ..
فخاطبته قائلا" ..
يا أيها البحر
للشمس عوده في الغد بإذن الله تعالى ..
ولكن
من فقدته انا لن يعود
سقطت دمعة ... وتلتها دموع العين بعد ذلك
وكم اشعر بحرقتكِ ايتها الكلمات
التي خرجت من لساني بقولي :
[ لن يعود ]
كم إزدادت بكِ احزاني وألأمي
سأتركك الأن ايها البحر
فوجودي هنا يقطع احشائي
ولكن
كلمة حق ..
شعرت بأنك شاطرتني احزاني ..
فتذكرني ..
تذكر من سقطت دموعه على امواجك الهائجه
فأختلطت بها
وتذكر من كان يتألم بمثل ألمك
وثارت مشاعره كثورة امواجك
سأرحل من هنا ... ولكن
لن يرحل الحزن عني
اتعلم لماذا ايها البحر !!
لان الحزن عشقني .. وسكنني ... وتملكني
بقدر عشقي لذلك الراحل
ايها البحر
هناك سؤال يتأجج في داخلي
سأبوح لك به .. قبل ان اغادر هذا المكان
فحروفه جروح تنزف
وسهام تطعنني
وهو:
إلى متى هذا العذاب ؟؟
لن املك انا او انت الأجابه عليه
فوداعا" ايها البحر