اضراب عمال قطاع النقل في فرنسا يشكل اختبارا لساركوزي
د ب أ - باريس
زوجان يقفان في محطة السكة الحديد الخالية
اضطر ركاب المواصلات العامة في العاصمة الفرنسية باريس و29 مدينة فرنسية أخرى وكذلك ركاب القطارات
السريعة إلى البحث عن وسائل نقل بديلة امس الخميس بسبب إضراب عمال النقل العام والسكك الحديدية في فرنسا الذى اصاب حركة النقل العام بالشلل. وذكرت شبكة السكك الحديد الفرنسية (sncf) امس انها لم تتمكن من تسيير أكثر من 5 بالمائة من رحلات القطارات عالية السرعة المقررة في حين أنه لم تسير تقريبا أي قطارات على الخطوط الإقليمية والقصيرة. وطلبت الشبكة من الركاب عدم محاولة استخدام القطارات في تحركاتهم حتى مساء اليوم «الجمعة» عندما تعود الحركة إلى طبيعتها بعد نهاية الإضراب.
في الوقت نفسه كانت حركة شبكة قطارات الأنفاق في العاصمة الفرنسية أفضل من المتوقع حيث كان يتم تسيير قطار من بين كل ستة قطارات منتظمة او قطارين من بين كل ثلاثة قطارات على بعض الخطوط. في حين توقفت الحركة على بعض الخطوط تماما وفقا لبيان شبكة النقل العام الفرنسية (ratb).
ولم يتم تشغيل اى من قطارات الضواحى التى تربط باريس بضواحيها تقريبا مما ادى لاختناقات مرورية على بعض الطرق المؤدية للعاصمة الفرنسية. كان عمال السكك الحديدية قد توقفوا عن العمل مساء اول امس في إطار إضراب شامل في وسائل النقل في أنحاء فرنسا احتجاجا على تغيير امتيازات المعاشات.
ومن جانبها قالت هيئة الطيران المدني الفرنسي إنها تتوقع بعض الارتباك في مطاري باريس الرئيسيين أورلي وشارل دي جول حيث سيجد الركاب وموظفو شركات الطيران مشقة فى الوصول إلى المطارات.
كما يهدد الاضراب بعرقلة إقامة نهائي بطولة العالم في رياضة الرجبي غدا «السبت» بين إنجلترا وجنوب أفريقيا على استاد فرنسا خارج باريس. وتعهدت بعض النقابات بالمضي قدما في اضرابها عن العمل لمدة تزيد على الاربع والعشرين ساعة وهو ما يعني توقف قطار الضواحي الذي يربط الاستاد مع العاصمة.
يدعو الاقتراح الذى طرحته حكومة الرئيس نيكولا ساركوزى واثار هذه الأزمة إلى اعادة النظر في "بعض امتيازات انظمة المعاشات الخاصة " والتى جرى ادخالها بهدف منح معاملة تفضيلية للعاملين في قطاعات كان ينظر إليها فى وقت ما على أنها قطاعات تنطوى على خطورة مثل السكك الحديدية وهى تشمل اليوم 500 ألف عامل.
وتمكن هذه الانظمة هؤلاء العاملين من التقاعد عند سن 50 أو 55 عاما بالمقارنة بسن التقاعد الوطني وهو 60 عاما وتمكنهم من المساهمة لمدة 37.5 عاما في صندوق المعاشات الوطني بالمقارنة بنحو 40 عاما لباقي العاملين فى القطاعين العام والخاص.
ويأمل زعماء النقابة في إعادة تكرار ما حدث عام 1995 عندما نجح اضراب النقل الذي استمر ثلاثة أسابيع في إجبار الحكومة التي كان يرأسها في ذلك الوقت جاك شيراك على سحب نفس الاقتراح. إلا أن هذا الاضراب حظى بدعم كبير من الجمهور في حين أن استطلاعات الرأي مؤخرا أوضحت أن أغلبية البالغين الفرنسيين يؤيدون في الواقع الاصلاحات ولا يوافقون على الاضراب