[معلومات العضو الجوهره]

السلام عليكم رحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل جمال،

أنا لا شاب أعزب ولا أم بخطب لولدي لكن الفضول دفعني للدخول هنا والرد على موضوعك من خلال ما تعلمته من تجارب من هم حولي سواء من كانوا أكبر سنا أو أكثر خبرة أو من وقع الفاس في رؤوسهم وتزوجوا أو حتى من خلال قراءة كتب السيرة والفقه وأمهات الكتب من تراثنا الغني، فاسمح لي بأن أدلي بدلوي وأشارك برأيي عله ينفع ويفيد من هو مقبل على حياة جديدة أو في طريقه لاختيار زوجة وشريكه.

أولا،

يقال أن أحد علماء الدين وفي حلقة ذكر ودرس سأل تلامذته نفس سؤالك هذا، عن الصفات التي يرغب بها كل رجل منهم في زوجة المستقبل، فأجاب أغلبهم بأنه يريدها أن تكون ذات دين ولا يهم أي أمر آخر، فأوقفهم العالم هناك مؤكدا لهم بأنه على الرجل ألا يتجاهل المواصفات الجسدية لمن يرغب بها زوجة له، أي اذا كان يريدها طويلة أو قصيرة، جميلة أو ذات جاذبيه وما إلى ذلك من صفات ينجذب لها الرجل وتتوق لها نفسه، يجب أن تكون هذه الصفات لى قائمة بحثه عن عروس المستقبل، وذلك طبعا لا يلغي شرط التدين ولكن مراعاة للنفس البشرية وحبها للجمال في كل شيء لا يجب أن ينكر الرجل حاجته ورغبته بالاقتران بمن تعجبه صفاتها بحجة أن التدين أهم شرط ولا تهم الأمور الأخرى. بالطبع التدين شرط مهم جدا وحض الرسول على "ذات الدين" ولكن في نفس الوقت يجب أن يبحث الرجل عن الصفات الأخرى التي تناسبه وتشبع غرائزه حتى لا يبحث عنها عند امرأة أخرى بعد الزواج والعياذ بالله.

ثانيا،

الأم ثم الأم ثم الأم، والمثل الشعبي يقول: "لا بغيت تضمها، إسأل عن امها." أي اذا اردت الزواج ببنت معينه فابحث عن والدتها وأصلها وفصلها وأخلاقها ودينها فالبنت تأخذ من أمها صفات كثيره سواء وراثيا أو حتى عن طريق الاكتساب لاختلاطها بها طوال اليوم وعلى مدار الساعه، فهي تتشبع وتكتسب أخلاق وصفات وحتى كلام وأسلوب أمها. لذلك الأم لها دور كبير في علاقة البنت بزوجها وفي تكوين شخصية تلك البنت أيضا.

ثالثا،

احرص دائما قبل الاقدام على أي خطوه أو حتى البدء بالخطبه بأن يكون هناك تقارب بينك وبين الفتاه من ناحية المحيط والبيئه، يجب أن تنعدم أي فوارق بينك وبين الفتاه، وأقصد بالفوارق أي فوارق اجتماعيه أو ماديه أو تعليميه أو مذهبيه أو حتى فكريه قد تسبب انهيار الزواج، متى ما كان هناك تقارب بينك وبين الفتاه وبين بيئتك ومحيطك ومحيطها كان الزواج أنجح. للأسف يعتقد البعض بأن الحب يصنع المعجزات وبأن الرجل اذا أحب الفتاه فستنعدم كل الفوارق لكن أقولها لك أخي بملء الفم تلك أكاذيب وحكي أفلام بعيد عن الواقع، بعد الزواج وبعد أن يكتشف الطرفان الفروق الشاسعه بينهم سيهرب الحب من أقرب نافذه ويتقابل الاثنان مصبحين على خناق وممسين على خناق على أتفه الأسباب، فخلفيته الاجتماعيه أو الثقافيه أو بيئته التي عاش فيها وماديته تختلف عن بيئتها ولا يمكن أن يجبر ذلك الصدع شيء الا اذا كان لدى الاثنان قدره على التنازل وهنا يبدأ مسلسل جديد هو مسلسل التنازلات وتقديم التضحيات الذي لن ينتهي والذي ما كان ليبدأ لو قلت هذه الفروقات وكان الاختيار منذ البدايه أصح. ولنا في قصة زيد بن الحارثه وزينب بنت جحش خير مثال على ضرورة التكافؤ بين الزوجين ، فزينب ابنة عم الرسول ومن نسل قريش وزيد بن الحارثه كان عبدا وأعتق وما كانت زينب لتقبل به زوجا لو لم تنزل آية بذلك، فأذعنت لأمر الله ورسوله وقبلت الزواج من زيد ولكن بعد الزواج ولوجود تلك الفوارق بينهم استحالت الحياة وكثرت الخلافات بينهما، فكانت تفخر بأنها لم تكن يوما عبده وما إلى ذلك من أمور حتى تفرقا وتزوجها الرسول لاحقا. وفي هذه القصة أكبر دليل على ضرورة التقليل من الفوارق وعنصر التكافؤ، فحتى هذا الزواج الذي جاء بأمر سماوي لم يستمر بسبب الفوارق الاجتماعية بين زينب بنت جحش وزيد بن الحارثه.

رابعا،

لا أظن بأن اجابة أي من الأعضاء ستكون ذات فائدة لك او لغيرك، فالأمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر، وما يعجبك في المرأه قد يسوء غيرك والعكس صحيح، فالأخ فرحان يريدها خرساء (وان كان من باب المزاح حتى) وأنت تريدها سليمة اللسان عسلة المنطوق، الصفات الشخصية تعتمد على ذوق الرجل، وأتمنى أن تقرأ موضوع كان قد طرحه الأخ أبو نواف في موضوع آخر وهو: لماذا تتزوج؟ وماذا تريد من الزواج؟ سيعينك كثيرا في تحديد أهدافك واختيار الشريك(ـه)

خامسا،

ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، دائما استخر الله قبل الاقدام على أي خطوه واستشر من هم حولك حتى لا تندم لاحقا. لا تعتد برأيك انت فقط ووكل أمرك لله مع الأخذ بالأسباب طبعا.

سادسا،

لا تكن أنانيا في اختيارك، بمعنى لا تفكر بنفسك فقط حين تختار زوجة المستقبل، تذكر بأنها ستكون زوجه لك وأم لأولادك وبنت جديده لوالديك، فاحرص كل الحرص على أن تنتقي من تليق بكل تلك الصفات، لا أنتقص من حق أو احترام غير المتعلمات ولكن نحن في زمن يتطلب أن تكون فيه الزوجة والأم متعلمه، تقرأ وتكتب على الأقل حتى تواكب العصر وتواكب اهتمامات زوجها وأبنائها، فلا تكون هي في عالم وهم في عالم آخر. العلم نور والمرأه المثقفه مسلحه بذلك العلم الذي يحميها وينير عقلها ودربها ويخرجها من ظلمات الجهل والسذاجة التي قد توقعها في مستنقعات الخطأ والضياع او حتى الاستغلال.

سابعا،

ابحث عن الذكيه ولكن الأنثى في نفس الوقت، كثير من النساء تعتقد أنها أذكى من الرجال وبأنها تفوقت عليهم منزلة فتستقيل من أنوثتها وتلتحق بركبهم ، حذار من تلك الفئة. ذكاء المرأة يكمن في تقديرها لانوثتها وفي اكتشافها أن تلك الأنوثه هي التي تميزها عن الرجال فمتى ما تخلت عنها... فعليها السلام!

ثامنا،

يقال" حلاة الثوب رقعته منه وفيه" أي أنه كلما كانت الزوجه قريبه لك أو من وسطك كلما ساعد ذلك على انجاح الزواج، السبب في ذلك يعود إلى أن القريبه تعرف عنها كل شيء، تعرف والدها جيدا تعرف امها تعرف أهلها وكل من يحيط بها فلا تنصدم لاحقا بأمور قد يضايقك معرفتها ولا تتفاجأ بأمور كنت لا تعرفها عن اهل البنت مثلا.

تاسعا،

بعد قرائتي لموضوع في هذا القسم عن تعرض الأزواج لأزمات قلبيه متى ما كان هناك فارق تعليمي بينه وبين الزوجه ضحكت كثيرا وتسائلت ماذا يحدث للزوجه حين يكون زوجها أعلى منها مرتبة وشهادة؟ للأسف هناك فئة من الرجال تتعلم وتحصل على شهادات عالية ولكن حين تتزوج فهي تبحث عن نساء لا تحمل أي شهادة أو ربما ابتدائية أو حتى متوسطه، طالما استغربت من السبب؟ هل ذلك سببه نقص يعاني منه الرجل؟ فيتزوج ممن أقل منه شهادة حتى يتفاخر بشهادته؟ أم أنه ذو سوابق وصاحب علاقات صاخبه ومحرمه مع فتيات درسن معه وحملن الشهادات فعمم الأمر على نساء الأرض جميعا فابتعد كل البعد عن كل انسانه تحمل شهاده؟ وهل يستوعب الرجال أن النساء يعانين أيضا حين يكون زوجها أحسن منها مستوى تعليمي وشهادة فتشعر بالخطر دائما من أن (يكبر راسه عليها) أو أن يصل إلى مرحلة معينه بعد سنين من الزواج يبحث بعدها عن واحده تفهمه وتفكيرها يناسب تفكيره فيتزوج الثانيه....

لن أطيل أكثر فالموضوع أخذ يكبر ويكبر... أتمنى أن أكون قد وفقت في شرح بعض النقاط المهمة التي قد تعين البعض في اختيار شريكة الحياة.

الجوهره